الاستفتاء حول تقرير المصير حق طبيعي للشعوب
    الخميس 27 يوليو / تموز 2017 - 17:51
    خسرو ئاكره يي
    خير ما استهل به مقالتي قول رب العرش الكريم عندما امر في محكم كتابه بسم الله الرحمن الرحيم (يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) سورة الحجرات 13.
    ما يؤسف له ان الانظمة المحتله لكوردستان موطن الكورد حتى قبل نزوح الاقوام التي تسيطر اليوم على زمام الامور في البلدان المحتله لكوردستان هم من المسلمين ، وبهذا يرفضون امر من اوامر ربهم في مسالة التعارف و التعايش بين الشعوب والاقوام كما جاءت في الاية الكريمه اعلاه .
    يتبين لنا بان الشرائع السماويه مع العدالة الاجتماعيه والمساوات في مساله حق الشعوب دون تميز في كيفية اختيار اسلوب حياتهم بين الاستقلال او الاندماج مع البعض ويجب ان يكون الاندماج اختياريا وبمستوى واحد من الحقوق والحريات من دون ذلك يعد الامر خارج القيم الشرعيه من حيث الحقوق والحريات في مستوى واحد .كما ان القوانين الوضعيه الصادرة من المجتمع الدولي هي الاخرى قررت حق تقرير المصير للشعوب ومكافحة ظاهرة الاستعمار .
    لم يختلف الشعب الكوردي من بقية الشعوب جغرافيا تاريخيا حضاريا بل كان له منذ القدم امبراطوريات اقامت على وطنهم كوردستان بالاضافة الى الامارات وفي اجزاء مختلفة من كوردستان الكبرى ولكن في القرن المنصرم بعد الحرب العالميه الاولى وانهيار الامبراطوريه العثمانيه تعرضت كوردستان لجريمة ارهابيه نكراء من لدن الاستعمار العالمي في حينه بريطانيا وفرنسا عندما اقدموا على جريمتهم الفاحشة باعطاء من لا يحق لمن لا يستحق بتجزأة كوردستان بين الدول الاسلاميه الدعوة والنظام باتفاقية سايكس بيكو المشئومه .
    منذ تلك الاتفاقيه والشعب الكوردي في حروب مستمرة مع المحتلين لكوردستان دفاعا عن حقوقه وحرياته قدم الملايين من الشهداء وهو في حالة ترحيل وتهجير وتدمير لمدنه وحرق لطبيعة وطنه دون التميز بين الاخضر واليابس وحتى يومنا هذا .
    اليوم وبعد اكثر من عقدين من الزمن منذ الانتفاضة المباركة الاذاريه 1991وجنوب كوردستان يتمتع بجزء من الحريه وبنظام فدرالي مع بغداد ما هو واضح للاعيان ليس بحاجة الى دراسات من موقف المركز (بغداد) من الدستور العراقي وبمادته الاساسيه 140في مسالة الفصل بجغرافية الاقليم والاقرار بكوردستانيه المناطق المستعربه والمستقطعه من كوردستان عبر عقود من الزمن من قبل الانظمة المتلاحقة على السلطة العربيه في بغداد وبعد مرور اكثر عقد من الزمن على التصويت على الدستور من قبل الشعب العراقي لم يجد النور تنفيذ مواد الدستور بل تم اطلاق تصريحات ناريه من الاعراب الشوفينين بادعائهم بموت المادة 140والرفض التعامل معها باحقاق الحقوق .
    لا بد من الشعب الكوردي اتخاذ موقف حاسم في مسالة حقوقه وحرياته وفي ظروف الحروب الدائرة في المنطقة خصوصا تكالب الاعداء في محاربة الكورد وكما هو معلوم بان ولادة الدول تاتي بشكل واسع من خلال الحروب الدائرة وخاصة في مناطق ذات العلاقة بالشعوب المحتله .
    اقدم السيد مسعود البارزاني وباجتماعه بمجموعة من الاحزاب الكورديه على اعلان 25/9/2017 يوما للاستفتاء حول الاعلان عن تقرير المصير من قبل الشعب بالتصويت على مصيره بين البقاء ضمن الاحتلال العراقي ام السيادة والاستقلال  بنعم او لا حول موضوع احداث الساعة .
    ليس غريبا علينا ان نرى تكشير اسنان الاعداء لالتهام ما يتصل بحقوق الكورد وابتلاعها ولكن الغريب جدا ان نرى البعض من الكورد يقفون في خندق الاعداء والمحتلين للوطن في العزف على وترهم برفضهم حتى الاستفتاء الذي يعني الاطلاع على موقف الشعب من مسالة حقوقه وحرياته ثم التحضر لخطوة التحرير الكامل بالاعلان عن السيادة والاستقلال . كما وليس هناك من يجهل بان للحرية ثمن وبالرغم من تقديم الكورد ذلك الثمن الباهض من دماء الشهداء الا ان الحلم لم يتحقق بعد وحتى اليوم .
    تتضارب اليوم في جنوب كوردستان المواقف بين مؤيد للاستفتاء ومعارض له ، بلا شك لم يكن هناك شيئ غريب في اتخاذ البرجوازيه اللاوطنيه موقفها من الاستفتاء ورفضه تحت شتى الذرائع حفاظا على ما استولوا عليه من ثروة الشعب واقامة بيادر من الثروة دون ان يهتموا بمصير الشعب والوطن ومستقبله ومن الذرائع سوء الادارة وظاهرة الفساد ، الكل يعلم وحتى اعلى مستويات القيادة بان هناك فساد مستشري في هيكل الادارة وهناك احزاب تنادي بالاصلاح ووضع حد للمارسات البعيدة عن نزاهة المسؤولية في السلطة .
    ان مسالة الاستفتاء الخطوة الاولى نحو اعلان الاستقلال وحق تقرير المصير تعاني من امرين الاول الاحتلال البغيض للوطن من قبل الدول المحتله وهذا شيئ طبيعي من مواقفهم الشوفينيه  ومعارضة البعض من الكورد تحت ذريعة سوء الادارة بما فيها من ممارسات لا تخدم المصالح العليا للشعب والوطن ، نقول ومن وجهة نظرنا الشخصي ان الاقرار بالبقاء محتلا وفرضه على تقرير المصير لهو عار ما منه عار حيث الاحتلال يبقى ونبقى نعاني من  الانفالات والتعريب والتريك والتفريس وارهاب مستمرللمحتلين مدى الدهر ، اما الامر الثاني فهي مسالة داخليه مرفوضه من قبل الاغلبيه العظمى من ابناء الشعب وهو قابل للتغير بهمة المؤمنين بمبادئ ثورة حقيقيه بفلسفة ثوريه تضع الامور في نصابها بعد التحرير نحن اليوم بالف حاجة الى التحرير من انياب المحتلين ولم يبقى في النهاية الا الشعب والوطن اما الاحزاب والاشخاص فلا يستبعد اختفائهم على مسرح الاحداث عبر الزمن الذي هو بيد الشعب من كيفية التعامل مع احداث ما بعد التحرير .
    من هنا يؤسفني تصريحات السيد عبدالواحد شاسوار وكافة شاسواركان الذين يقفون ضد مسالة الاستفتاء المعلن من قبل السيد مسعود البارزاني انه حقا نوع من الجنون ان تقف ضد مسالة حقك في تقرير المصير المتعلق امره بامة مليونيه ووطن مجزء محتل علما بانه لم يكتفي بالاعلان عن موقفه بل يدع الى تجمع امثاله الرافضين للاستفتاء بلا شك حرصا على مصالحهم الشخصيه فالحرية اغلى من ما يملكون من ثروة مهما بلغت مقدارها .
    ان كنت شهما فلا تدع فرصة تمر دون استثمار في مسالة النيل من حقوقك وحرياتك الطبيعيه في الحياة الحرة الكريمه ، ثم اترك مسالة نوع الحكم والادارة لما بعد الاستقلال فان لم يكن في خدمة الشعب اعلن عن موقفك منها ونظم صفوف المعارضين وباسلوب حضاري بابعاد الفاسدين من الحكم بعدم التصويت لقوائمهم في الانتخابات التي تلحق اعلان جمهورية كوردستان الديمقراطيه حلم كل كردي مخلص مؤمن بحقه رافضا مصالحه الشخصيه وقديسا للمصالح العليا الوطنيه والقوميه ولنا تاريخ حافل ببطولات الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل حرية وكرامة الشعب الكوردي عليه من اجل ان لا يدخل اسمك  في الصفحات السوداء للتاريخ لا تكن ضد تيار مسيرة الحقوق والحريات التي تسير نحو الاعلان عن السيادة والاستقلال .

    خسرو ئاكره يي ....... 27/7/2017
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media