الجزء الأوّل من الفصل الرابع من كتابي سُبُل النهوض في الشرق الأوسط!
    الثلاثاء 1 أغسطس / آب 2017 - 05:10
    رعد الحافظ
    كاتب عراقي مغترب مقيم في السويد
    الفصل الرابع
    تراثنا وثقافتنا وأمثالنا السلبية !

    1 / إعادة النظر في الأمثال والأقوال الشائعة !

    [من أجلِ الحَمَق تُمزَج كلّ الأشياء بشيء من الحِكمة]
    هكذا تكلّم زرادشت ـ نيتشه !

    من المعلوم أنّ الأمثال الفُصحى والشعبية العربية مثلها مثل الأحاديث النبوية أو تلك المنسوبة لمشاهير الصحابة ,هي إحدى وسائل تشكيل الثقافة والوعي والقيم والوجدان والذائقة الشعبية العامة في بلادنا البائسة!
    لقد إعتدنا سماع أمثال مُحرّضة على توّقع الشرّ من الآخر والحذر منهُ على طول الخط ,بل ومخالفة أقرب الناس إلينا تحسباً من الضرر الناتج عن إصغائنا لهم ,من قبيل:
    1/ خيراً تعمل ,شرّاً تلقى!
    فهل يُشجّع هذا المثل على عمل الخير أم يُحذّر منهُ ؟
    2 / شاوروهم وخالفوهم (يقصد النساء)!
    هل يوّفر هذا المبدأ إحترام متبادل بين الطرفين ؟ أم إحتقار وشكّ دائم؟
    3 / الصبر مفتاح الفرج !
    هل الصبر والجمود والإستكانة تكفي ,أم المطلوب عمل ومثابرة وكفاح؟
    4 / إمشي وره اللي يبكيك ,ولا تمشي وره اللي يضحكك!
    ربّما هي ساديّة فعلميّاً الضحك يطيل العمر ويُجمّل الحياة ويخفف آلامها!
    5 / العبدُ يُقرَعُ بالعصا .. والحُرُّ تكفيه الإشارة!
    مُنتهى العبوديّة والعنصرية  في (البوذيّة)!
    6 / مَن شابه أباهُ فما ظَلَمْ!
    لا بقا لو طلع الولد يحمل أخلاق أب مثل الزرقاوي أو القرضاوي أو أبو بكر البغدادي وأمثالهم ,فقد ظلم وتجبّر وآذى الناس جميعاً!
    وأصل هذا المثل (الأخير) بالذات أنّه بيت شعر قيل في مدح كرم عَدّي بن حاتم الطائي ,[ بأبيه إقتدى عديٌ في الكرم / ومن شابه أباه فما ظلم ]!
    فإطلاق العنان بإستخدامه على الدوام ,يكون لصالح التزمّت غالباً!
    ***
    وهذه بعض النماذج الإضافية عن الأمثلة المقصودة :
    العصا لمن عصا ! (سلوك غير آدمي يستخدمونه حتى مع الأطفال الأبرياء)!
    إتمسكن لمّا تتمكن! (تحريض و تبرير إستخدام الخديعة)!
    إتّقِ شرّ مَنْ أحسنتَ إليه! (توّقع الشرّ رغم الإحسان صفة بدويّة بإمتاز)!
    العلم في الراس لا في الكراس! (تشجيع على الجهل والأميّة)!
    العلم في الصدور لا في السطور! (ومن أن يأتي الى الصدور أصلاً؟)!
    المال السايب يعلّم السرقة! (يقصدون أموال الدولة والأوقاف وما شابه)
    العبد في التفكير والرب في التدبير!
    كلّ تأخيرة فيها خيرة !
    وهذا عكس المثل القائل : لا تؤجل عمل اليوم الى الغد!
    المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين!
    إقلب القدرة علي فمها تطلع البنت لأمها! (إساءة للنساء عموماً)
    تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن! (إنتظار وتأبّط الشرّ الدائم)
    لو لم يكن المَلك ذا هبة ,فإتركه فدولته ذاهبة!
    (يريدون ملك ينفق أموال الدولة على وعّاظ السلاطين والمنافقين)
    خير الأمور أوسطها!
    في الواقع  الحياد السلبي أو عدم إتخاذ موقف حازم في القضايا المهمة (كالصراع بين الحضارة وأعدائها) يأتي غالباً كتشجيع للأشرار!

    ***
    من جهة أخرى الناس  في الغرب يفكرون بطريقة مختلفة تماماً !
    على سبيل المثال قرأتُ مؤخراً عمّا يسموّه في السويد : فن الحديث عن الكُتب مع الأطفال!   Konsten att prata om böcker med barn
    لأنّ نوعيّة الكتب وما فيها من معلومات وتوصيات وقصص حقيقية أو خيالية ,أو حِكَمْ مستوحاة من تلك القصص ,وغير ذلك كثير .كلّهُ  مسؤول (وإن جزئياً) ويصبّ لاحقاً  مع التربية الإجتماعية  العائلية والمدرسية في تشكيل وجدان وثقافة الطفل وإسلوب تعاملهِ مع الناس .
    ولو شئتم الإختصار : رسم ملامح أخلاق ذلك الطفل!
    هذا الموضوع رغم كونهِ معروف منذُ قرون عديدة في الغرب الناهض
    إلاّ أنّهُ مُهمَل الى حدٍ بعيد في بلادنا البائسة!
    بينما نحن اليوم وعقب أحداث الربيع العربي وبتوفر وسائل الإتصال السهلة , نبحث عن ثمّة مخرج من واقعنا المؤلم ,وعن تلك الأسباب التي جعلتنا نقبع في قاع الجدول على الدوام!
    من هذا المنطلق , فقد آليتُ على نفسي البحث قدر المستطاع عن كلّ مثل وحديث وعبرة وما يماثلها ,قادت الى تشكيل وعينا وتفكيرنا بطريقة خاطئة أو سلبية في أحسن الأوصاف!
    ***
    الخلاصة:
    حول طريقة تفكير مجتمعاتنا  جلب إنتباهي هذا البوست المصري اللطيف (على الفيس بوك) لأحد الأصدقاء .يصف فيه طريقة تفكيرهم وجدلهم وتنافسهم في الغرب ,مقارنةً مع مايجري عندنا !
    عنوان البوست : قصة قصيرة مؤسفة!
    هناك شخص مهم في هذا العالَم إسمه Elon Musk -  ده مؤسس ومخترع والرئيس التنفيذي لشركة Tesla للسيارات الكهربائية وشركة Space X لعلوم الفضاء!
    المهم صاحبنا في بينه وبين Mark Zuckerberg 
    (الغني عن التعريف ,مؤسس الفيس بوك الذي أصبح أصغر مليادير في العالَم)   صراع بقالهم أيام على فكرة التقدم المُتسارع في تطوير " الذكاء الاصطناعي للأجهزة Artificial intelligence "
    لأنه هناك 3 مراحل .المرحلة التالتة هي الأخطر وهي قدرة الأجهزة على تطوير نفسها بنفسها والدخول في شيء قريب من وجود [ذات عاقلة] داخل الأجهزة!
    المهم يا سيدي ,الخناقة العلمية تدور حول كون (مارك زوكبيرك) مؤيد للسرعة الشديدة في التقدم نحو المرحلة التالتة!
    بينما (إيلون موسك) عايز نتأنى شوية لأن المرحلة دي ممكن تخلق أجهزة تدّمر الإنسانية! .. واخد بالك يـا معلّم بقى الخناقة على إيييه ؟
    إحنا بقى عندنا الخناقة على :
    هل البخاري مُقدس ومش بيغلط ولا ممكن يغلط؟
    هل الكلب فعلاً نجس وبيطرد الملايكة ولازم نستحمى 16 مرة لمّا يلمسنا؟
    هل المرأة لها ولاية ,ولّا ناقصة عقل ودين؟
    يا  حبايبي إحنا مش في قاع العالم  , لا أبداً  إحنا خارج التغطيّة والتأريخ تماماً
    إحنا مش موجودين أصلاً .العالم في صراع عقلي علمي تكنولوجي تقدمي ترفيهي مهول .. وإحنا في بالوعة سوداء لا نهاية لها !
    إسلام البحيري (منقول)!


    رعد الحافظ
    1 أغسطس 2017
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media