الاهوار وحديث السياسة والولاء.
    الأثنين 14 أغسطس / آب 2017 - 22:34
    سعد بطاح الزهيري
    لم يعجب الشروكي متنفس يلقي به هموم أيامه، الا موطن المعدان، فعلامات الجهاد الملتصقة بقصب الاهوار، وعذوبة مائها التي اختلطت بدماء المرعبين لطاغوت العصر، فكانت لي رحلة لأهوار الجبايش بذي قار لتنشيط الذاكرة والاستلهام من اصالة جذورها، فإستقلت سيارة اجرة لتصلني لمبتغاي، كان سائقها تارة يتأوه وأخرى يتحسر ولكنة كظم عيضة! لعله أخفاه بصدره.
    بقيت متحير من أين أبدأ وكيف استدرجه بالحديث، إلى أن وصلنا إلى مفترق طرق وكانت جدارية كبيرة تحمل صور الشهداء، ومن بين تلك الصور صورة السيد المجاهد محمد باقر الحكيم رحمه الله، قلت وبصوت منخفض رحمك الله أيها المجاهد، وجهت نظراتي إلى السائق ورأيت دموعه تسيل على خديه وقد ابتلت لحيته! عجباً أيها العم ما الذي حدث؟
    قال: لي وبصوت منخفض وملأه الألم قد خانوا الأمانة ونكروا العشرة!
    أي عشرة هذه وأي أمانة أيها العم؟
    قال: أعلم يا ولدي إني كنت مجاهدا ومن الله عليه بأن أسير مع ركب السيد الحكيم، فقد وجدت فيه الإيثار والشجاعة والعفة والأخلاق، والإخلاص لله ولرسوله ولأهل البيت عليهم السلام، كان يتكلم السائق ودموعه تسيل من عينيه.
    أكمل أيها العم.
    قال: كنت اتمنى ان يعود الزمن ويرجع شهيد المحراب ولو ليوم واحد!
    عجباً يوم واحد ما الذي تبغاه من ذلك اليوم!
    قال: وبحرقة اه اه، ليته يعود لكي يرى ما فعل الاقربون والأصدقاء ثم سكت، بادرته يا عم من الاقربون ومن الأصدقاء؟ قال من خان ومن خذل ومن سب ومن شتم، عجيب من المقصود؟
    قلت: الحديث بدأ للتو إركن سيارتك لكي نحتسي كوبا من الشاي في المقهى، ثم تبادلنا الحديث، قال كنت اتمنى ان يسألهم هذا السؤال " ألم نعيش المحنة معا واتفقتم معي على مواصلة المسيرة"؟، ترى ما هو الجواب الذي يمتلكوه؟
    قلت: هدئ من روعك يا عم من المقصود؟
    قال: يا ولدي ألم ترى في هذه الأيام وألم تسمع في الأخبار بأن السيد عمار الحكيم قد غادر المجلس الأعلى؟ قلت له نعم ولكن لا جديد في ذلك فقط شعار تغير ولون أستبدل، وكأني بالرجل قد تغير لونه وأرى عينيه قد أحمرت!
    قال: أنت شاب وتمتلك من الرؤيا والأفكار الكثيرة لماذا تقول هكذا؟ ألم تعرف بأن عمار الحكيم قد مكن الشباب وقد طالب بحقوقهم، ألم تعرف بأن عمار الحكيم اليوم يتطلع إلى إكمال مسيرة عمه وأبيه في وحدة العراق التي رسمها لهم جده الامام محسن الحكيم وعمه الشهيد مهدي الحكيم، في وحدة العراق والإيمان بوطن تحت مظلة راية العراق، ألم ترى أن خطاب السيد عمار الحكيم يعزز من عروبة العراق وإبراز هويته العربية، ألم ترى تلك البرامج التي قام بها عمار الحكيم من خلال مبادراته في توحيد الصف الوطني، والانفتاح على دول الجوار، والاعتزاز بالهوية العربية.
    بقيت أستمع للرجل وهو يتحدث عن تاريخ ال الحكيم وعن إرثهم الكبير، وعن ثقلهم الحوزوي في الحوزة العلمية، إلى أن بين لي حقيقة كنت أجهلها، فقط من أسرة السيد الحكيم أكثر من "100"عمامة في الحوزة العلمية بين مجتهد وحجة الإسلام وطالب علم.
    ثم قال: يا ولدي أن الحديث طويل، ولكنهم رأوا في السيد عمار الحكيم بأنهم قد ضاعوا وأحسوا بفشلهم طيلة السنين الماضية، لذلك قاموا بما قاموا به من نهضة الفشل التي رافقتهم طيلة السنين الماضية.
    لكن بالمقابل قد رأيت ورأيتم من على شاشة التلفاز يوم (24-تموز-2017)، عندما قام الحكيم خاطبا وقد أعلن عن تشكيله الجديد تيار الحكمة الوطني، ورأينا كيف هب أبناء العراق جميعاً دون استثناء، ممن يؤمن بقيادة عمار الحكيم، ثم ختم قوله قال يا ولدي أن لهذا الاسم تاريخ كبير ومشرف الحكمة والحكيم متلازمة لا تفرد، ثم أخذ بيدي وقال قد طولت عليك بالحديث، لكن هذا واقع ولشهيد المحراب فضل علينا، وهو أن نقف وننصر كلمة الحق.
    في الختام: كانت رحلتي رسالة غيبية لتزيل الضبابية التي ولدها البعض امامي عيني من اتهامات وتسقيط، انا أدعوكم لزيارة اهوارنا لعدة أسباب أهمها ستجدون الحقيقة بأعظم تجلياتها، وانكم ستتطلعون على مناظر الجهاد الخلابة،و البعد الوطني .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media