شيخ الرواد لا تنطبق عليه الضوابط!
    الأحد 20 أغسطس / آب 2017 - 04:26
    منعم جابر
    عاش رواد الرياضة ظروفا صعبة وحياة فقر وضنك واياما قاسية يوم كان الرياضي محدود الامكانات محتاجا لاعمل له الا الرياضة، فما ان انتهى مشواره الرياضي حتى تحول الى عاجز لاحول له ولاقوة وبهذا نجد ان الكثير من المعنيين يطالبون بإنصاف الرياضي المتقاعد وتوفير شيء من المال لاسناد شيخوخته وتحسين حاله وايجاد بطاقة صحية لعلاجه. ومع الانفتاح الذي حل بالوطن بعد عام 2003 حتى كثرت المطالبات والدعوات لاصدار قانون يخدم شريحة الرياضيين وفعلا صدر القانون رقم 6 لسنة 2013 لابطال الرياضة وروادها والذي شمل المئات من المع رياضيي الوطن، الا ان الجهات الحكومية المعنية باصدار التعليمات لتسهيل تنفيذ القانون اي وزارة الشباب والرياضة لم توفق في اصدار تلك التعليمات مما تسبب في شمول بعض من لايستحقون المنحة التي حددها القانون اعلاه، وكان سببا بحرمان من يستحقها . وبهذا نجح التنفيذ في مكان واخفق في مكان اخر مما دفع الوزارة إلى اعادة العمل بها بين الحين والاخر مطالبة الرواد بشكل واخر بجلب كتب وتأييدات وصور وجرائد وكفالات وشهود ومشاركات ببطولات رسمية وليست مباريات ودية مما وضع الرواد أمام مشكلة عويصة حيث كانت التعليمات ممكنة لفلان وغير منطقية لعلان . خاصة اولئك الرواد من كبار السن من اجيال الاربعينات والخمسينات يوم لم تكن النشاطات الرياضية والبطولات الدولية والقارية والعربية معروفة ان لم تكن معدومة ! وهناك نماذج مطلوب دراستها مثلا شيخ الرواد واكبرهم سنا اسماعيل مهدي ((ابو حقي)) والذي تجاوز التسعين من عمره ولعب في اربعينات القرن الماضي لمنتخبات الوطني والجيش والشرطة والحرس الملكي وفي العاب الساحة والميدان وكرة القدم والسلة والكرة الطائرة (كل هذه الاتحادات اعطته تاييدا بذلك) ! لكن وزارة الشباب والرياضة متمثلة بدائرة التربية البدنية تبلغه بعدم انطباق الشروط عليه لعدم مشاركته ببطولة رسمية . وهذا حسن فيوري تجاوز التسعين وكان احد نجوم كرة القدم ولم تلامسه الضوابط لانه لم يلعب بطولات رسمية كحال زميله السابق،  وذاك رحومي جاسم لاعب القوة الجوية والمنتخب العسكري في مطلع الخمسينات الذي وجدته في مديرية التربية البدنية يتعكز على عكاز ويرافقه احد احفاده حاملا صوره والصحف التي كتبت عنه يومها وهو يعاني من مرض الرعاش وباقي الامراض المزمنة. هؤلاء عينة من عشرات الابطال ولجميع الالعاب ممن يعانون الفقر والحاجة والمرض.
    هنا اناشد وزارة الشباب والرياضة بشخص وزيرها بان تنظر بعين الاحترام والتقدير لهذه الاجيال التي قدمت الكثير يوم كانت ممارسة الرياضة خاصة (بالفاشلين والأميين كما يعتقد البعض) ! وان تكون الوزارة ودوائرها حامية لهؤلاء راعية لشيبتهم ومحترمة لعمرهم موفرة لهم بعض العناية والاهتمام وان تتساهل في ضوابطها وشروطها لان هؤلاء هم ابناء الوطن وهم الخميرة التي تأسست عليها الرياضة العراقية . لا ان نتعامل معهم باستعلاء وقلة احترام لانهم قدموا للوطن الكثير وهم يستحقون منه الاكثر .. ولنا عودة

     "طريق الشعب" 7
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media