أكفٌ أنزلت الشمسَ من مشرقها
    الأحد 20 أغسطس / آب 2017 - 09:03
    حسن الخفاجي
    ارتجفت أطراف الوطن بعد ان غطى صقيع الاٍرهاب جسده. كانت روح كربلاء في الموصل، حينما ارتفع  صوت المحاصرين بزمهرير الدواعش، (أما من ناصر ينصرنا) بعد ان خذلنا ولاة امرنا وغدر بنا ابناء جلدتنا.  تناخى الغيارى من الموزائيك العراقي، وكانت الكثرة من ملح الارض وطينها من ابناء الوسط والجنوب. لبوا النداء وصعدت أكفهم الى مشرق الشمس وانزلوها عنوة  وأزاحوا ليل الدواعش،  لتشرق الشمس ويحل الدفء وتعود الدماء تجري في اطرف الوطن لتعود الموصل تحبو مدللة الى احضانه .

    صعدت دماء الغيرة  الوطنية والحمية  الى أعلى درجاتها ووسمت جباه العراقيين، لقد اضحى  كل مقاتل قصة بطولة وافتخار، واصبح كل مقاتل لبى نداء المحاصرين وطنا  كاملا, يوفر الأمن والخبز والدواء والحريّة والحب .  دنس الدواعش وجه الوطن وغسلناه بالدماء بعدما عز الماء. لقد جاء سيل الدماء الطاهرة بالفجر ليعانق الربيع ارض وبساتين الوطن، لأن ورود الحرية لا تزهر إلا بالدماء اذا كانت حدائق الوطن في أقفاص الأسر .

    يوميا نسمع عن قصة بطولة جديدة واصبح توثيق البطولات مهمة شبه مستحيلة بظل ارتفاع الدماء فوق غيوم البطولة والشجاعة وتسابق الرجال على رفع رايات الوطن وتحرير ارضه. في السابق كنا نسمع عن قصص بطولة لأشخاص معدودين سمعنا عن شعلان ابو الجون وثورة العشرين وسمعنا عن  نجم البقال من النجف   وعن العريف حسين رخيص من الناصرية، الذي هبت الحمية العراقية لتملأ راس  طوقته أكاليل الغيرة والشرف لينتقم من القائد الإنكليزي جيفرسون ويكتب اسمه بحروف من نور في سفر وطن الأبطال.

    في كل مرحلة يبرز وجه عراقي ناصع .العريف حسين رخيص ناصرية سلم رايته الى الجندي حسين  ديوانية، الذي ستعرفون قصته من خلال هذا الفديو القصير بوقته الكبير بمعانيه وكيف اصبح  المقاتل وطنا كاملا للذين حاصروهم  الدواعش في الموصل.

    لقد فضحت بطولاته و يوميات المقاتلين  تخاذل السياسيين.  بعدما اضحت الانتصارات ودماء الشهداء معروضة للبيع في سوق نخاسة لبازار الساسة.  كل الذي نعمل من اجل ان لا تذهب دماء الشهداء هدرا وتباع الانتصارات بأثمان رخيصة.


    فلم من دقائق معدودة يغني عن قراءة كتب ومقالات وسماع ندوات  ومؤتمرات حزبية واجتماعات سياسية فيها لغو بالسياسة لا يرتقي لعرق وليس لدماء المقاتلين .

    (وجدتُكَ أعطيتَ الشجاعةَ حقّها، غداةَ لقيتَ الموتَ غيرَ هَيوبِ) ابو العلاء المعري

    حسن الخفاجي
    12/8/2017
    Hassan.a.alkhafaji@gmail.com


    التعليقات
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media