قادة الاحزاب والكتل السياسية العراقية...متهمون بأمراض عقلية ونفسية...!!!
    الأحد 20 أغسطس / آب 2017 - 21:10
    أ. د. حسين حامد حسين
    كاتب ومحلل سياسي/ مؤلف روايات أمريكية
    لا يمكن ان يكون هذا الفساد المالي والاجتماعي والاخلاقي الضارب اطنابه في العراق هو نتيجة فقط للاستهتار واللامبالات وعدم حب العراق ، بل ان من ورائه اسبابا تتعلق بنتائج لانحرافات عقلية ونفسية تعاني منها الاحزاب والكتل السياسية العراقية والمتهمة اساسا كلصوص ونرجسين. فنتائج الدراسات العلمية الواسعة التي يطرحها (دليل جمعية الطب النفسي الأمريكية لتشخيص الصحة النفسية – "الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية والنفسية).
    "The Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (DSM) – The American Psychiatric Association’s guidebook for mental health diagnosis "
    ومن بينها مرض "النرجسية" ، وهو من الامراض العضوية -العقلية والنفسية للانسان "العاشق لذاته".  فقد اثبتت تجربة اربعة عشر عاما الماضية أن الاغلبية المطلقة من هؤلاء السياسيين شيعة وسنة وكرد، انهم كانوا قادرون غريزيا على انتهاك المعايير الاجتماعية التي لايخضع لها الأشخاص الأصحاء . وبالتالي يفترض أن هؤلاء المرضى يتبنون من خلال تلك الانتهاكات مظاهرا كثيرة من حياة غير طبيعية، متناسين أن القدرة على القيام بذلك هو مجرد جزءا من الفوضى السياسية والاجتماعية.
    ولأن الانسان السوي يعيش عالما عقلانيا ، فان هؤلاء السياسين لا يستطيعون فهم دوافع السلوك الشاذ لديهم بسبب عشقهم لانفسهم بشكل اكبر من كل شيئ اخر. وفي كثير من الأحيان لا يمكنهم حتى تصور الشعور الذي يبقيهم خارج حدود المعقولية بسبب تلك النرجسية التي يعانونها، وبالتالي فإن مظاهر الحياة الطبيعية للانسان الاناني "النرجسي" كانت دائما قادرة على خداعنا. ومن خلال رصد سلوك الكثيرين من هؤلاء القادة السياسيين ومنذ 2003، قد نستطيع ان نفهم اسباب الاستياء والندم الذي نشعر به جميعا من خلال اختياراتنا غير الصحيحة في انتخاب هؤلاء كقيادات وكتل واحزاب سياسية من اجل تمثيل شعبنا ، بينما نجدهم مستمرون في فسادهم ولصوصياتهم اللاأخلاقية. وهؤلاء لايزالون مستمرين بخداعنا، فهؤلاء كنرجسيين عادة ما يستطيعون فعل كل ذلك بل واكثر من مباديئ خاطئة.
    فمن خلال (دليل جمعية الطب النفسي الأمريكية لتشخيص الصحة النفسية - الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية والنفسية) ، ومقارنة الاعراض المرضية لهؤلاء ، نستطيع الحكم على ان هؤلاء القادة السياسيين من شيعة وسنة وكرد لم يعودوا جديرين بالاستمرار في قيادة شعبنا . إذ يكفي شعبنا انه لا يزال يعيش مأساته بعد اربعة عشر عاما بسبب فساد هذه القيادات كمرضى وعدم الكفاءة وضعف النفوس وانعدام الضمائر فضلا عن صراعهم مع بعضهم البعض من اجل المصالح . فالخلافات فيما بينهم ليس سببها الدفاع كل عن "اصالته" ، حيث يضطر الانسان الذي يمتلك الاصالة الدفاع عن مبادئه ومعتقداته، لكن الخلافات فيما بين هؤلاء القادة فد تصل الى"كسر العظم"... فهم ليسوا امناءا حتى مع انفسهم بسبب ما جبلوا عليه من انانيات في حبهم المفرط للذات والدوس على ذممهم حيث يبدوا ذلك واضحا من خلال مواقفهم التي تتسم بلاأخلاقيات في التعامل مع الكثير من الاحداث . فتلك الامراض النفسية التي يعانونها كاعتلال الصحة النفسية والعقلية وفساد الضمائر ومشاكل كبرى تتعلق بالاختيارات غير المسؤولة في نواحي الحياة، لكننا لم نرى الى الان ما يشير ان الحكومة والبرلمان يخططان الى فضح رؤوس الفساد الكبيرة. بل ان الحكومة وجدناه في اكثر من موقف تتستر على المجرمين من هؤلاء السياسيين الكبار. وقضية السيد صالح المطلك الذي اثيرت ضده في التلاعب باموال النازحين في صلاح الدين والانبار والتي تم التستر عليها ، هي خير دليل على ما نقوله!!
    ونستطيع هنا ان نقدم معاييرا تشخيصية للأمراض العقلية والنفسية من خلال "دليل جمعية الطب النفسي الأمريكية لتشخيص الصحة النفسية". فمن خلال متابعاتنا لسلوكيات القادة السياسيين خلال السنوات القليلة الماضية ، استطعنا الاستدلال على انماط كثيرة من سلوك التفكير الهدام لتك المعاييرالشاذة والتعرف على ذلك السلوك غير السوي لدى هؤلاء القادة واعضاء الكتل السياسية في العراق من خلال الشعور بالعظمة في "الخيال والسلوك" والحاجة الشديدة "إلى الإعجاب"من قبل الاخرين. كذلك فان عدم تعاطف هؤلاء مع اي شيئ اخر سوى انفسهم او من هم على شاكلتهم، يصبح الزاما على شعبنا تجريدهم من الاحقية في قيادة البلاد .  كما ويصبح معه اختيار قادة جدد اكثر عقلانية ووعيا وسلامة في العقل والنفس وحبا للعراق ولشعبنا من بين الشروط القصوى المطلوب توفرها في المرشحين في الانتخابات القادمة. حيث من العار ان يستمر يضحك علينا اغبياء كهؤلاء!!!
    فمن بين الامثلة على تلك الانماط السلوكية التي يوردها (دليل جمعية الطب النفسي الأمريكية لتشخيص الصحة النفسية ، يمكن ان نختار عينات مهمة ، وهي نتائج من السلوك الشائع الشاذ لمن له علاقة "حب وغرام" مع نفسه كالسياسيين العراقيين بحيث اذا ما توفرت له الفرص لفناء العالم فانه سوف لن يبالي بذلك ، وهؤلاء السياسيون غير خافية سلوكياتهم عن شعبنا . ومن بين تلك الانماط السلوكية : 
    1- سمات الشعور المبالغ فيه بأهمية الذات ، والمبالغة في "الإنجازات والمواهب"، والتوقع من الاخرين "الاعتراف" بتفوقهم ولكن بدون تحقيق إنجازات حقيقية متناسبة.
    2-انشغالهم في الأوهام من خلال تصور "نجاح" غير محدود، كالقوة، والتألق، والجمال، أو الحب المثالي لانفسهم.
    3- أعتقاد هؤلاء أنهم اشخاص "لهم خصوصيات" ولا يمكن أن يتم فهمهم إلا من قبل علية القوم كالملوك والرؤساء" ، أو ينبغي أن يبقوا على ارتباط وطيد مع مؤسسات الدولة الكبرى.  فقط "
    4- مطالبة الاخرين بالإعجاب المفرط نحوهم.
     5- الشعور الدائم بالاستحقاق.
    6- أنانية مفرطة في المواقف الحياتية من اجل استغلال الاخرين والاستفادة لتحقيق أهدافا ذاتية.
    7- ألافتقار إلى التعاطف مع الاخرين.
    8- حسد الآخرين أو الاعتقاد أن الآخرين يحسدونهم.
    9- المواقف المتناقظة في السلوك كألتظاهر بالعجرفة ، ولكن ومن جانب اخر ابداء الطاعة للاقوى ورعايه سلوكيات أو مواقف.
    10- توفر أوجه اتلقصير الكبيرفي أداء الشخصية التي تظهرها مواقفهم وانخفاض في الأداء الذاتي.
    أ- الهوية: الإشارة المفرطة للآخرين من أجل تعريف الذات ونيل احترام الذات. كذلك المبالغة في تقييم الذات قد يعكس التقلبات والتناقضات في التعريف بالذات نفسها.
    ب. التوجه الذاتي: يستند تحديد الأهداف إلى اكتساب موافقة الآخرين والمعايير الشخصية تكون عادة مرتفعة بشكل غير معقول من أجل رؤية الشخص نفسه على أنه استثنائي، أو منخفضة جدا على أساس الإحساس بعدم الاستحقاق وغالبا ان هؤلاء لا يدركون دوافعهم الخاصة .
    كما ونجد انخفاض في أداء الشخصية من خلال:
    ا. التعاطف: ضعف القدرة على التعرف على مشاعر واحتياجات الآخرين . ويعتمد التوافق بشكل مفرط على ردود أفعال الآخرين وفقا للصلة بالذات. أو الإفراط في تقدير تأثيرها على الآخرين.
    ب. العلاقة مع الاخرين: العلاقات سطحية مع الاخرين إلى حد كبير، وان وجدت فهي من اجل خدمة وتنظيم احترام الذات. والتبادلية معهم تتوقف على الاهتمام الحقيقي من قبل الآخرين بتجاربهم ومواقعهم، لكن الحاجة الى الهيمنة والمكاسب الشخصية تفوق كل شيئ اخر.
    السمات المرضية الشخصية في المجال التالي:
    -: أ- العدوانية: وتتسم بما يلي
    ب. الشعور بالعظمة : مشاعر الاستحقاق، سواء علنية كانت أو سرية ، والتركيز على الذات. والاعتقاد بأنه وحده هو الشخص ألافضل من غيره، وعدم التنازل نحو الآخرين .
    ج. الاهتمامات : محاولات مفرطة في السعي لجذب الاخرين وان يصبح محط اهتمام الآخرين.
     أن موضوع الديمقراطية بشكلها العملي في العراق الحالي وخصوصا فيما يتعلق بحرية الرأي هي مواقفا مشوبة باعلام كبير تتبناها الرئاسات الثلاثة ، لكن حرية الرأي لا تزال سجينة ووفقا للامزجة الباغية التي لا تزال تجد في التهديد بمقاضات من يدعوا الى حرية الرأي او يقوم بنقد الظواهر ، حيث تقف ضد ذلك هذه الكتل والاحزاب السياسية . فالحكومة والبرلمان وهما يدعيان توفر الديمقراطية ، نجد ان كلايهما تحرمان ابداء العراقي للرأي لما يعتقده . فمن يظن انه قادر على كتابة نقدا عن أي قائد سياسي ، فالويل له. فالمقاضات القضائية لذك الموقف "الديمقراطي" المفترض هو "اللون" الوحيد الذي يستسيغه هؤلاء ممن لا هم لهم سوى الابقاء على مصالحهم.
    هؤلاء الجهلة الفاسدون ممن يسمون انفسهم بالقيادات اسياسية ، كانوا وراء الانحرافات الخطيرة التي لحقت بالديمقراطية وحرفها عن مسيرتها ، ذلك لان الديمقراطية بالنسبة لهؤلاء وحرية الرأي لا تعني سوى منح الفرص لكشف فسادهم وفسوقهم. والسؤال هنا ، هل خلى عراقنا من سياسيين مخلصين واكاديميين من اجل قيادة عراقنا المغدور؟ وهل يعقل مثلا ، ان بروفسورا عراقيا في الاعلام كالسيد كاظم المقدادي في جامعة بغداد ، يمكن ان يساء اليه بهذا الشكل القبيح لانه مارس حريته الشخصية التي كفلها له الدستور العراقي وقام بابداء رأيه بشخص سياسي لم تستطع "نرجسيته" مواجهة ذلك النقد بشجاعة فأصر على مقاضاته؟ فكيف يمكن ان نرى تغييرا في الارادة العراقية الحرة لشعبنا ان كنا لا نزال نشجع على تكميم الافواه ، تماما كما كان يفعل المقبورونظامه؟ ولماذا كل هذا الهلع من النقد والنقد الذاتي عندما يكون ذلك أمرا ضروريا لكي يساء اليه بهذا الشكل المهين؟
    فعلى المستوى الشخصي ، فاني اعتقد بالنسبة لي شخصيا ، انه اذا ما قررت يوما زيارة العراق، فاني سأجد "حبل المشنقة" منصوبا لي شخصيا في المطار بسبب اني لا أزال غير مبال بنقد من يستحق النقد وبلا حرج لجميع قادة العراق من سنة وشيعة وكرد؟؟؟ فهل يمكن ان يتكرر المشهد السياسي القديم ثانية؟  حيث اني عندما زرت العراق قادما من الولايات المتحدة في عام 1984 بسبب عائلي ملح ، كان بانتظاري قرب الطائرة اثنان من امن صدام واقتادوني الى الامن العامة ؟ هل يمكن ان يتكرر ذلك ثانية عند قراري المجيئ في زيارة لوطني مادام النرجسيون يمتلكون الارادة الكافية للعبث بالوطنيين؟ فما الفرق بين هذا النظام "الديمقراطي" القائم ونظام المقابر الجماعية أذا ؟؟؟!!!
    حماك الله يا عراقنا السامق...
    8/20/2017
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media