رحلة سارق الى عالم البرلمان
    الأحد 27 أغسطس / آب 2017 - 06:27
    حيدر عبد الحسين الشيخ
    في واقع الحال لاتزال نسبة كبيرة من المجتمع العراقي تعيش ازمة حقيقية في التفكير الحر والارادة الذاتية بمعزل عن المؤاثرات الخارجية من دين، وثقافة، وقبيلة، وأنتماء، فكل هذه المؤثرات لازالت تقيد الناس وتجعلهم غير قادرين على تمييز ما يخدم مصالحهم و ما يضرهم ايضا، من خلال هذه الاشكاليات يتسلل السراق للتصدر في العملية السياسية مستغلين بذلك نقاط الضعف التي يعاني منها الناس، فنجد ان الساسة الفاسدون يقدمون انفسهم للناس بثياب مختلفة طبقا للاعتقادات الدينية والانتماءات والقبلية والمفاهيم المختلفة داخل المجتمع العراقي.
    ان اي سياسي عراقي او متصدر للعملية السياسية يدرك جيدا ماهية المجتمع العراقي، إذ نجد ان السياسي المشتغل في الدين يدخُل على الناس بثوب الدين والتقوى مدافعا عن الطائفة التي ينتمي اليها فنرى ونسمع ان اغلب خطاباته تتسم بالحدة والارتجال مقدما بذلك نفسهُ على انه المُخلص الذي سيدافع عن الطائفة والدين بكل ما اوتي من قوة اضافة لذلك سيقوم بإصلاح احوال الناس المعيشية وتوفير كافة الخدمات وتحسين الواقع الصحي والتعليمي وتهيئة كافة الاجواء للناس لممارسة طقوسهم الدينية بكل حرية مستخدما بذلك اسلوب التحذير والتخويف على الناس في حال لو لم يُقدِموا على انتخابه، سيقوم الطرف السياسي الاخر من الطائفة الاخرى بالاستحواذ على السلطة وحينئذ سينتزع منهم حرياتهم الدينية وسيمارس التسلط والقمع كما كان حاصل في الماضي حينما كانت السلطة بيدهُ، في الواقع يدرك المتسلق السياسي ان هذه الخطابات تؤثر على الناس بشكل كبير وتأتي بنتائج ايجابية تخدم رصيده الانتخابي بالرغم من تكرارهِ لمثل هذه الخطابات في كل مرة تحصل فيها انتخابات دون ايفاء اي من وعودهِ التي قطعها للناس.
    اما المتسلق السياسي الاخر فيدخل على الناس بثوب العشيرة او القبيلة التي ينتمي اليها، فنجده ايام الانتخابات يصول ويجول على عشيرته بالتودد و الوعود اذ نجده تارة يوعدهم برزمة من المكافآت المالية والوضائف وتحسين قراهم وتارة اخرى يقدم العهود في حال لو تم انتخابه من قبلهم وفاز بالانتخابات سيقوم بتوفير كافة الخدمات الصحية والتعليمية من بناء مستشفيات و مدارس الى تبليط الشوارع وشق الانهر لارواء مزارعهم وبساتينهم .
    كذلك الحال بالنسبة للساسة المتصدرين بثياب المدنية والاشتراكية والعلمانية فكل وعودهم للشباب وللطبقات ذات التوجه العلماني او المدني او الاشتراكي بالاصلاح والتغيير في مجال الحريات والديمقراطية والسعي نحو العدالة الإجتماعية هي وعود فارغة جوفاء نسمعها فقط عندما يقترب موعد الإنتخابات.
    بمجرد وصول المتسيس الى قبة البرلمان بعد انتخاب الناس له وبعد جملة من الوعود والعهود التي قطعها لهم، نجد انه قد ادار ضهره عن الناس تماما لينشغل بعدها في تقاسم المناقصات والعقود والامتيازات مع من كان ضدا لهم ايام حملته الانتخابية وخلال مدة الدورة الانتخابية تكون كافية له لسرقة مايمكن سرقته من اموال الفقراء من الشعب وبذلك يكون قد اتم سرقاته التي تقدر بملايين من الدولارات واشترى فيها العقارات والقصور في الدول الاوربية والعربية تاركا الناس التي وعدها بالخدمات وتحسين الضروف المعيشية والوضائف الى المعاناة المآسي من انعدام الخدمات وانتشار البطالة والفقر.
    هناك حديث نبوي شريف يقول" لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين" يا ترى كم من لدغة لدغ هولاء السياسيون الشعب العراقي؟!!
    فهل يعتبر المعتبرون.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media