من يريد قطع أصابع الوطن؟
    الأحد 17 سبتمبر / أيلول 2017 - 07:00
    حسن الخفاجي

    الأجواء السياسية المشحونة والملبدة بغيوم التهديدات بانفصال اقليم كردستان، في هذه الأجواء ربما يصبح القتال خياراً مطروحاً بقوة في حال فشل المساعي الدولية والإقليمية والمحلية  الساعية لإلغاء أو تأجيل الإستفتاء .  هذه الأمور تذكرنا بماض قريب من تاريخ نكبات وكوارث حصلت بالعراق، يدفع العراقيون ثمنها للآن دماً ومالاً وكرامةً .

    سياسة حافة الهاوية  الحاصلة الآن بسبب الاستفتاء تذكرنا بفترة ماقبل وبعد غزو صدام للكويت،  وفِي الحالتين أوجه شبه تصل حد التطابق مع اختلافات بسيطة.  هناك كان صدام وعائلته ومقربيه وهنا السيد مسعود برزاني وعائلته ومقربيه .

    توسل العالم كله بصدام من اجل الخروج من الكويت بضمانات، لكنه أصر على البقاء مدفوعاً بزعيق البعثيين ومؤيداً بقرارات من المجلس الوطني العراقي - البرلمان العراقي - الذي  يجتمع ويقرر حسب أهواء ورغبات صدام  بـ(عودة الفرع الى الأصل). مثلما أوعز السيد برزاني لبرلمانه الذي لم ينعقد منذ سنتين للإجتماع. الاجتماع تغيبت عنه احزاب وفصائل لها ثقلها في الشارع الكردي. كان قرار البرلمان الكردي متوقعاً بالموافقة على الاستفتاء وسيوافق على الانفصال، وتقسيم العراق مثلما وافق برلمان صدام على ضم الكويت!.

    اصرار صدام على حماقته في غزو الكويت واحتلالها والبقاء فيها. القرار الذي ندفع ثمنه للان يعاد الان بسيناريو مختلف .

     ضم  صدام الكويت مخالفاً إرادة اغلب العراقيين وبخلاف إرادة المجتمع الدولي، والسيد مسعود برزاني يريد فصل اقليم كردستان خلافاً لإرادة العراقيين والمجتمع الدولي. خدع الأمريكان صدام ، عندما قالت له السفيرة الامريكية في العراق غلاسبي: (ان امريكا لا تتدخل في الشأن العربي الداخلي). حذرت امريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا وتركيا وإيران والامم المتحدة والجامعة العربية السيد برزاني من عواقب الاستفتاء .

    وفود تتلوها وفود تجتمع في مصيف صلاح الدين  مع السيد مسعود برزاني الكل يحاول ثنية عن اجراء الاستفتاء، الذي سيؤدي الى نحر الشعب العراقي والأكراد خصوصا ، لكنه لا يزال مصرا الى الان، مثلما اصر صدام على احتلال الكويت.

    أيام الحصار الاممي الذي أعقب غزو صدام  للكويت والذي خنق وقتل أطفال ومرضى وجياع العراقيين، لم يؤثر على مستوى العيش الرغيد والرفاهية التي عاشت بها عائلة صدام وحاشيته ومقربيه ، اغلب قصور صدام الموزعة على كافة الجغرافية العراقية بناها في فترة الحصار وجوع العراقيين، حينها كنا نأكل  نوى التمر والتراب مخلوطا بطحين الحصة.

    ضمن كل قادة الاحزاب السياسية الرئيسيّة  في العراق والسيد برزاني منهم مستقبل عوائلهم ومقربيهم وأركان احزابهم  مالياً الى قيام الساعة بما تكدس لديهم من اموال، وفقراء العراقيين  ومنهم الأكراد واغلب موظفي كردستان يعانون شظف العيش . المواطن  الجائع يبحث عمن يشبعه اولاً بعدها يفكر في نوع الدولة والحكم الذي ينتمي اليه  .

    يبدو ان السيد برزاني لم يحسب جيداً ما سيحل بالعراق وكردستان على وجه الخصوص من كوارث ان حصل الانفصال في هذه الظروف العصيبة .

    لا بديل عن الحوار للوصول الى حلول ترضي كل الأطراف، لان بديل الحوار هو الدمار.
     الاختلاف بين العقلاء نعمة وبين غيرهم نقمة .  (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) قرآن كريم .

    هل سيقتل او يتضرر مالياً أي من أبناء حرامية  العراق من الساسة في حالة نشوب قتال - لا سمح الله - ؟... الجواب كلا .

    من سيقتل  هم فقراء العراقيين من كل مكونات الشعب العراقي .

     العراقيون مع حق الشعب الكردي  بتقرير مصيره، لكن كل العراقيين ومنهم الكثير من الأكراد ضد سياسة فرض الامر الواقع، وما سماه السيد مسعود برزاني حدود الدم، وضد ضم أراضي وقرى عربية واراضي متنازع عليها الى اقليم كردستان بالقوة العسكرية . يشعر معظم العراقيين  بالمرارة والحيف من الاجراءات التي تُمارس ضدهم حين دخولهم الى أراضي كردستان وهي ما زالت عراقية.


    العراق جسد واحد ان اي عملية تؤدي الى قطع اي جزء منه يرفضها معظم العراقيين بما فيهم الكثير من الأكراد، فلا تقطعوا أصابع الوطن ونحن في حالة حرب مع الارهاب.

    (ليس القوي من يكسب الحرب دائما وإنما الضعيف من يخسر السلام دائماً)

    حسن الخفاجي
    17/9/2017
    Hassan.a.alkhafaji@gmail.com

    التعليقات
    1 - مسعور تجاوز حدود الطغيان
    أبو محمد    18/09/2017 - 06:10:5
    احسنتم اخي الاكرم استاذ حسن...... الظاهر مسعور قد تجاوز حدود الطغيان واغتر بدعم اسياده من بني صهيون, واني اراه عما قريب بعون الله في مزابل التاربخ, وسيلعنه الله ورسوله ص والناس اجمعين....
    2 - السلم في كوردستان
    المغترب    18/09/2017 - 09:31:3
    تحية طيبة لك يأبن العم د حسن وسلمت يداك على هذا التقرير الوافي كعادتك. السلم في كوردستان هذا ماكنا نكتبه على الحيطان في الستينيات من القرن الماضي لأنه محفورا في قلوبنا. وكم اليوم نحن بحاجة الى السلام في جميع أنحاء العراق والمنطقة بصورة عامة. وأن وجود دولة كردستان على جميع أراضيها وبكامل شعبها الطيب بدون أراقة قطرة دم وليس فقط على ال ١٥٪‏ من أراضيهم في العراق وهذا من حقهم في المنطقة،وليس بعنجهيات بعض القادة الأكراد المنتفعين وبدون دراسة واعية. نعم وشيء لا يمكن نكرانه أن هنالك مؤامرة بتمزيق المنطقة من خارج الحدود لكن وأنا بكل ثقة عالية أن هذه المؤامرة ممكن مجابهتها أو إيقافها وتعطيلها بوحدة السياسيين ومثقفين البلد والأصرار على وحدة البلد ورفاهية شعبه سلميا وما علينا نحن أولاد الخايبة إلا أن نضغط و بشدة على السياسيين بأتباع هذا النهج وليس المهاترات فيما بينهم. أن الذي يجري في المنطقة وخاصة بعد ٢٠٠٣ هو تنفيذ المخططات المرسومة الى المئة عام المقبلة من قبل مخططين في أدارة العالم وهم بكثرة ومن جملتهم المنضمات الأمريكية والبريطانية والأسرائيلية. وأن أقتراح الأمم المتحدة الأخير هو مشابه جدا حين دخل الدواعش الى محافظات الشمال و قالت هذه الدول في وقتها أن أزاحة الدواعش سوف تستغرق ثلاثة سنوات ولم يذكرو شيأ ما سوف يجري بعدها. وها هي ثلاثة سنوات أخرى يتوسط فيها عراب الربيع العربي الفيلسوف الأسرائيلي برنارد ليفي وفريقه من المستشارين الأسرائليين الى قادة الكورد في زرع الأحقاد والكراهية بين صفوف العامية من أبناء شعبنا المظلوم بين قابل أو رافض. لك العون ياشعبنا الطيب بجميع مكوناتك. تمنياتنا لك بالصحة ودوام العافية
    3 - نظام المحاصصه هو سبب الاستفتاء والانفصال
    محمد سعيد    18/09/2017 - 18:26:4
    تشخيص الكاتب صحيح , بان المبتلى الاول والاخير من المشاحنات والصدامات بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم هم فقراء العراق , سواء العرب او الكرد لكن تظل تساءلت تحوم في الذهن ... وهي من اوصل العراق وشعبه لمثل هذا النفق المظلم؟ اليس نظام سياسة المحاصصة القائم علي الأثنية والطائفية ,وبالاعتماد علي "دستور " ملغم اقترحت عنوانيه الأساسية من قبل بريمر , وكتبه ساسة من الاحزاب الشيعية والكردية , وحصلوه ايضا ليس فقط رضي المرجعية الدينيه , بل تمكنت هذه القوي تسويقه عبر استفتاء شعبي معجل من ناحيه اخري . فلابد ان تكون هذه الظروف قد ولدت معطيات موضوعيه تمكنت عبرها حكومة الاقليم والحكومة المركزية التمادي والاستهتار بحقوق الفقراء من الشعب العراقي سواء الكرد او العرب , عليه فمن ارتضي وعمل علي تفعيل ذلك فلابد ان يتحمل مسؤوليه تبعاته. ان الجميع يعلم ان الاستفتاء والانفصال سوف يمرر وهو نتيجة حتميه لسياسيات خاطئة مورست منذ عام 2004 ولغايه الان . فلا حاجه لنا ان نلوم فقط السيد مسعود البرزاني الذي اراد تحقيق حلم الكرد , حيث ان كافه الشخصيات السياسية الموجوده علي الساحة لابد ان تتحمل جزءا من تبعات هذه النتائج من الاستفتاء او الانفصال لان معظمهم ارتضي فقط تحقيق مصلحته الذاتية وعلي حساب المصالح العليا للوطن والامه .
    4 - مسعود فاق صدام بدكتاتوريته وجنونه
    آزاد ماردين    18/09/2017 - 21:38:2
    مسعود فاق صدام بدكتاتوريته وجنونه... وصف دقيق ومقارنة رائعة بين دكتاتورين هما مسعود وصدام . عائلة صدام أذلت العراقيين وعائلة مسعود سرقت وتسلطت على ثروات وكرامة الأكراد..... نهاية مسعود لن تختلف عن نهاية صدام والايام بيننا.... ازاد ماردين
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media