صحيفة لندنية: السليمانية قد تصوت بـ لا في الاستفتاء .. مواطنوها لديهم اسباب قوية للرفض
    الأربعاء 20 سبتمبر / أيلول 2017 - 14:07
    [[article_title_text]]
    (بغداد اليوم)  متابعة  - نشرت صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الأربعاء، تقريراً تناولت من خلاله الأجواء داخل إقليم كردستان قبيل اجراء الاستفتاء، مبينة أن اللافتات المؤيدة للاستفتاء، والاعلام الكردية، لونت شوارع الإقليم، وسط ترقب الأهالي وهم ينتظرون موعد الاستفتاء.

    وذكرت الصحيفة في تقريرها، أنه "رغم أن حلم الاستقلال مبدأ غير قابل للنقاش لدى أكراد العراق، يشكل موعد الاستفتاء حول استقلال كردستان المقرر في 25 من أيلول الحالي، أرضية انقسام بين المكونات السياسية في الإقليم الشمالي"، لافتة الى أنه "في حين تخيم البهجة في أربيل، ترفع محافظة السليمانية شعار (لا للاستفتاء)".

    وأضافت، أنه "في عاصمة الإقليم الذي نال حكماً ذاتياً في عام 1991، تلونت الشوارع بالأعلام الكردية واللافتات التي تعلن (نعم للاستفتاء)، فيما طلا البعض سياراتهم بالأخضر والأبيض والأحمر، ألوان العلم الكردي".

    ونقلت الصحيفة عن بروا حمه أمين (23 عاماً)، العامل في متجر لبيع الكوفيات الكردية في منطقة القلعة وسط أربيل: "آن أوان الاستفتاء وتحقيق حلم الدولة. في 25 سبتمبر، سأبصم بالعشرة لأقول نعم".

    ولفتت الصحيفة الى أن "أكراد أربيل عموماً، لا يشككون بصوابية إجراء الاستفتاء الذي يعتبرون أنه يأتي متأخراً، ووصل هذا اليقين بالبعض إلى حد التفاؤل بأن الاستقلال صار أمراً مبتوتاً، ما حدا بهم إلى استبدال اسم كردستان بالعراق على لوحات السيارات".

    في شوارع المدينة، لا حديث إلا حديث الاستفتاء، وكلمة (إن شاء الله دولة) على كل لسان. وداخل كشك صغير لبيع الكتب والصحف قرب سوق المدينة القديمة، يؤكد سيروان أحمد (43 عاماً)، وفق الصحيفة، أن "الاستفتاء ليس استفزازاً لأحد. ورفضه من البعض أمر طبيعي ودليل على الديمقراطية".

    ونقلت أيضاً، عن وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري قوله لوكالة الصحافة الفرنسية، أن "الاستقلال مقبل بلا شك".

    ويرى زيباري، أنه "ملزم للقيادة الكردستانية وحكومة الإقليم بتنفيذ رغبة الشعب الكردي في ممارسة حقه بتقرير المصير وإنشاء دولته". ولو أن النتيجة الإيجابية، برأيه، "لا تعني إعلان الدولة في اليوم التالي، بل بداية للعمل على تأسيس الدولة واستكمال المفاوضات مع بغداد التي ستستمر خلال وبعد الاستفتاء".

    أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين بكردستان العراق عبد الحكيم خسرو، فيرى أن "لا عراقيل قانونية أو دستورية تمنع إجراء التصويت وأي عرقلة للاستفتاء تخدم الدول الإقليمية وتهدف إلى إضعاف الإقليم".

    وأكملت الصحيفة، أن "أحاديث كثيرة تدور في الأروقة الكردية المعارضة عن إمكانية تأجيل الاستفتاء لأسباب عدة، منها اقتراب موعد العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في الحويجة الواقعة ضمن محافظة كركوك، بمشاركة قوات البيشمركة الكردية".

    وأشارت الى أنه "بالإضافة إلى الاستحقاقات العسكرية، يثير البعض المشكلات الاقتصادية التي تأثر بها إقليم كردستان بسبب تراجع أسعار النفط، لكن بالنسبة إلى أكراد أربيل، ليس هذا تبريراً مقنعاً لعدم المضي باتجاه دولتهم".

    وأوضحت، أن "كل البلاد لديها أزمات اقتصادية، وحتى بعض الدول نالت استقلالها في أوج الأزمات وعملت على حلها بعد تحقيق الهدف الرئيسي".

    ولفتت الى أن "الأكراد تعرضوا للقمع خلال حكم صدام حسين الذي أطيح به عام 2003 إثر الغزو الأميركي للعراق. وسمح الحكم الذاتي لكردستان والهدوء الأمني الذي حظيت به منذ إرسائه، بازدهار الإقليم في مجالات عدة".

    وقالت، إنه "إلى جنوب شرقي أربيل، تبدو السليمانية محافظة معزولة عن موجة التهليل لعقد الاستفتاء، رغم أن الجميع يؤكد حق الاستقلال وتقرير المصير".

    وأشارت الى أن السليمانية توالي إجمالاً الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، على عكس أربيل التي تناصر بارزاني، حيث ولا يتردد أبناء المدينة بإعلان المعارضة صراحة، ومنهم أستاذ المدرسة ريزكار عبد القادر (46 عاماً) الذي يقول: "لماذا نريد استفتاء؟ لا مقومات دولة أصلاً، فلتنظر تلك القيادة إلى تحسين وضع المواطن قبل الدعوة إلى إنشاء دولة".

    وعن عضو المكتب التنفيذي لحزب غوران (التغيير) شورش حاجي، نقلت الصحيفة إن "قرار الاستفتاء حزبي وغير قانوني".

    ويضيف حاجي بحسب الصحيفة، أن "الدولة لا تعلن، بل تبنى، بدءاً من البنية التحتية الاقتصادية القوية"، مبينا أنه "في هذا الإطار، تم تأسيس (حركة لا للاستفتاء) المناهضة لعملية التصويت في السليمانية".

    ويقول القيادي في الحركة إسماعيل كلالي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "الاستقلال حق لكل الشعوب، لكن لا مقومات للدولة الآن"، مضيفاً: "برأيي الشخصي، إن ما يجري مهزلة (...) سعياً لتأسيس إمارة جاهلة بفلسفة متخلفة".
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media