محطات لنصوص شعرية
    الأربعاء 20 سبتمبر / أيلول 2017 - 19:13
    مصطفى محمد غريب
    1 ــــ محاولة
    سألتُ عنكْ صباح كل يوم
    وفي المساءْ،  قررت أن أنساك لحظتين
     في لحظةٍ
    تقتبس النفس رضاك
    ولحظةٍ أعيش مبتغاك في المباح
    فكنت كالنار على الهشيم
    تفضح ما بين ثناك
    لست أنا من يهتدي  بغويتين
    لأنني احفظ في السر جفاك
    فمرةً تتيه في هواك
    ومرة تعود كالرضيع حينما تجوع
    فلعبة الحبل تزيد حالتي نسيان كي أنساك
    لأنني في الجر كالمفقود بالجراح
    فاسمح لي التفكير في المساء والصباح
     في اللحظتينْ..
     بالفكرتين في ارتياح
    --

    2 ـــ ببغاء في فن الخطب
    هل لا ترى؟
     ببغاؤنا صارت عجب
     تسابق الصوت الذي
    هجر اللقاء وصار كالطير المهاجر
     تتوسد الأرض التي نبتت عناقيد العنب
     لكل من هب ودب 
     ثم ارتمتْ بالقرب من ساقية الوصول 
     كما اعتلتْ منصات الحطب
     كي تشعل النيران فيهم 
     فوق المتاهات التي تفننتْ شكل الخُطب
     حتى يسابقها الغضب
     هل لا ترى؟
     هذا التداعي في أفانين الجرب
     وما جرى من موبقاتْ
     ثم التحايل في الرتبْ
    --

    3 ـــ المعنى
    عَنيتُ بالدفوف رنة السيوف
    بشرتُ بالطيوف
     من رعشة الخسوف
    آمنتُ بالكلامْ،
    لأنه الخروج والكسوف
    حلمتُ بالرفوفْ 
    رفٌ على الجبين
    به الوجوه معتمات
    رفٌ على السقوف
    به العيون ذابلات
    رفٌ يحاكي القادمات
    بقوة الهروب والنجاة
    من السنين العاتيات
    رفُ يغازل الحواري في الصنوج
    رفٌ يمازح الغلمان في غنوج
    رفٌ يغوي الجاريات المهملات 
    بطلت في الكلام والخروج والشغوف
    غفلتُ سكرتَ الاثنين
    وصمتُ دمعتين
    وكنت قطناً معتماً مندوف 
    مخرط الحروف
    أمنت بعد سفرة الجناح بالموصوف
    أن أترك الوقوف
    واُسقط  الرفوف ......!
    --

    4 ــــ رجفة القلق
    كلما جاء الأرقْ
    حاملاً حزمةً، من قلق
    صرتُ ريحاً
    من ورق
    نازفاً مهجتي
    ضاغطاً كلمتي 
    مثل همسٍ في شفق
    أتداعى كالشظايا
    من ألق
    في دواخل نفسي كالضجيجْ،
    بيدقاً من عرقْ
    صيحتي تبقى سكوناً
    كالغرقْ
    وشعوراً عالقاً من رحيلٍ
    في علق
    أنتَ من يبحث وصلاً
    مثل نفخٍ في طبق
    وبلا معنى قريباً
    كلما جاء الأرق،
    باسماً
    صار نجماً يحترق
    ثم شدواً يَفْترقْ
    --

    5 ــــ مشاغلة
    شاغلتُ طيفك في هواك
    أبغى رضاك
    ارتقبُ النجاة
    خوفاً من الغل العتاة
    فهل تراني قادراَ
    من الحراك
    وكسر طوق 
    عبادتي
    وأنت في عز سراك
    يلوحني قهر جفاك
    يبان لي عبادة
    كأنها ظلٌ يتابعني عداكْ
    --

    6 ــــ هدية للتاريخ
    أي بسمةْ.. في ارتياب
    يا تقاطيعا من الماضي وأسراب الذباب
    ونباحاً من كلاب
    فبك الحقد الملازمْ للذئاب
    وبك النذل عرابيداً تعاب 
    يا قريباً في التشفي
    وبعيداً في المصاب
    أترى لؤماً وفي عينيك مذاب؟.. 
    وتقول الله يعفو من عذاب
    أنا لا اجني عليك،
     هو قولي: أيها الناكر حتى من يديك 
    في حضورٍ أو غياب
    لا تسامحْ.. في النذلات التي تعلو العتابْ
    --

    7 ـــ رجاء
    رجوت أن تضعْ يديك في كفي
    طمعت أن تكون لا ضجيج
    لكن الذي فيك من الوسواس
    كعلة الشيطان في الخناس
    ورحت تسكن في العجيج
    وخيط عنكبوتْ لقهر الناس
    وهكذا كشفتْ يا قلة الإحساس
    عن نفسك الدساس
    --

    8 ــــ كيف.....!
    كيف تكون صامتاً 
    ثم تقول
    كان الحديث رائعاً
    للامثل القبول
    كيف تكون جاثماً
    بلا أصول
    ثم تقول
    كان الطريق مشبعاً
    بسرعة الجياد
    كيف سترضى بالمديح
    والقيم الجمال
    وأنت مذموم غُرابْ
    --

    9 ــــ نص ندبة
    نَفَخَتْ وجوهٌ من قِربْ
    لأنها كسلتْ، بما جنتْ بها 
    رؤيا عجب 
    فتغربتْ قيمٌ، وصارتْ في لهب
    وتفننتْ، عاهاتُ مَنْ نَدَبْ
    وتسامرتْ، فينا الجروح
    من تعب..
    وتقزمتْ، تلك الوجوه 
    النادبات بلا سبب
    وبحقدها، نمت الطحالب
    من جَربْ
    من 2 /5 -- 3/ 9 --/ 2017
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media