صحيفة تكشف تأثير "استقلال كردستان" على اسواق النفط العالمية وتتحدث عن "حرب نفطية" في كركوك!
    الخميس 21 سبتمبر / أيلول 2017 - 13:00
    [[article_title_text]]
    (بغداد اليوم)   ترجمة -  نشرت صحيفة "بلومبيرغ الاقتصادي" تقريراً تحدث عن تاثير استقلال اقليم كردستان المقرر اجراؤه في 25 من الشهر الجاري، على أسواق النفط العالمية، وفيما اوضح انه سيسبب "ارباكاً" بأسعار النفط في الأسواق العالمية، تحدث عن "نزاع دام" محتمل بين الاكراد والعرب حول كركوك لما لها من اهمية نفطية.

    وذكر التقرير ان "المقاطعات (الكردية- العراقية) تخطط للتصويت على استفتاء الاقليم بعد 4 ايام، والمتضمن استطلاعاً للرأي اجرته القوى الاقليمية والغربية، ناهيك عن الحكومة المركزية فى بغداد، على انه عامل محفز لزيادة عدم الاستقرار فى منطقة مزقتها الحرب. ومن جانب اخر، البترودولار، كانت العملية التي ساعدت في الحفاظ على الحكم شبه المستقل للحكومة الإقليمية الكردية بعد اتفاق الموازنة مع الحكومة الاتحادية. وتكمن بعض هذه الثروة النفطية في المناطق المتنازع عليها التي سيجري فيها الاستفتاء".

    ما أهمية كركوك؟

     واضافت الصحيفة في تقريرها بان "الأكراد والعرب والتركمان يتنافسون للسيطرة على كركوك، مما يجعل المدينة، والمنطقة الغنية بالنفط، نقطة انطلاق محتملة للنزاع. وتهدد التوترات بالتصعيد بعد اشتباكات بين الاكراد والتركمان خلال هذا الاسبوع لتعزيز الاستفتاء. وصرح رئيس حكومة اقليم كردستان مسعود بارزاني ان البرلمان العراقي صوت لإقالة حاكم اقليم كردستان العراق. وقال نائب وزير النفط العراقي فياض النعمة ان "حقول كركوك الخاضعة للسيطرة الكردية تضخ 350 الف برميل الى 400 الف برميل يوميا".

    ونقلت الصحيفة عن النائب عن محافظة كركوك خالد المفرجي "اذا كان الاكراد يشملون كركوك بالقوة في عملية الاستفتاء، فانها ستكون بعد ذلك محافظة محتلة من قبل قوات غير عراقية، وبعد ذلك سيكون رئيس الوزراء ملزما باتخاذ اجراءات لاستعادة هذه الاراضي".

    لماذا يهتم سوق النفط بهذا الاستفتاء؟

     وفي هذا السياق ذكرت الصحيفة في تقريرها بان "حكومة إقليم كردستان تمتلك 45 مليار برميل من احتياطيات النفط الخام، وهذا يعني انها تمتلك من المخزن النفطي أكثر من نيجيريا عضو منظمة أوبك"، موضحاً ان "منطقة الاقليم كانت تصدر نحو 544,600 برميل من النفط يوميا في عام 2016، ومن المتوقع أن تعزز الانتاج إلى 602,000 برميل هذا العام، وفقا لما ذكره المستشار ريستاد للطاقة في نيسان الماضي".

    واضاف ان "إنتاج العام الماضي للمنطقة الكردية يمثل حوالي 12 في المئة من إجمالي المعروض العراقي، وذلك استنادا إلى البيانات التي جمعتها وكالة بلومبرج نيوز. وهذه النسب، وحدها، ستضع حكومة إقليم كردستان على قدم المساواة مع كل من الإكوادور وقطر في منظمة أوبك".

    واشار الى انه "من أجل تصدير النفط إلى السوق، تعتمد المنطقة الكردية غير الساحلية على خط أنابيب إلى ميناء جيهان في تركيا. وبلغت الصادرات الكردية 515,000 برميل يوميا في العام الماضي، وفقا لتتبع البضائع التي جمعتها بلومبرج نيوز. وبلغت قيمة الشحنات 583,600 برميل يوميا في السنة حتى الآن".

      هل يشكل الاستفتاء تهديدا لإنتاج النفط؟

     ورأى التقرير ان "الاستفتاء سيجرى ليس في المحافظات الثلاث بالمنطقة الكردية فقط، ولكن أيضا في منطقة كركوك المتنازع عليها وحقول النفط فيها، حيث اكتشف العراق لأول مرة النفط الخام في عام 1927. وترى الحكومة الاتحادية أنه من غير القانوني بالنسبة لحكومة إقليم كردستان أن تشمل كركوك في الاستفتاء، وهددت بالانتقام".

    ونقلت الصحيفة المختصة بالاقتصاد قول احمد العسكري وهو رئيس لجنة الطاقة بمجلس محافظة كركوك فى مقابلة هاتفية ان "ردود الفعل على الاستفتاء كانت صبيانية"، مضيفاً "نحن شعب سلمي ومستعد للتفاوض من اجل حقوقنا".

    وكانت قوات البيشمركة الكردية انتشرت في الأراضي المحيطة بمدينة كركوك في يونيو / حزيران 2014 بعد فرار الجيش العراقي من مقاتلي داعش، لكن بغداد ترفض الاعتراف بالسيطرة الكردية على المنطقة.

    وفي هذا الصدد قال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي في 19 أيلول إن "وزارة الطاقة والموارد الطبيعية في إقليم كردستان رفضت الرد على طلب بلومبرج للتعليق عليه".

    وذكر في بيان انه "نظرا لان الاستطلاع غير ملزم فان الوكالة الدولية للطاقة لا تتوقع اى تغيير فوري فى الوضع الراهن من هذا الوقت، وستراقب التطورات فى الوقت الذى تتكشف فيه. وتقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتتبع الإمدادات من منظمة الدول المصدرة للبترول، بما في ذلك العراق، ثاني أكبر منتج للأوبك".

    هل الصادرات النفطية معرضة للخطر؟

     وتابع التقرير ان "أكبر خطر على الصادرات سيكون بالنسبة لتركيا المجاورة - التي تعارض الاستفتاء، نظرا إلى أن لديها أقلية كردية مضطربة، وسيكون الخطر في إغلاق خط الأنابيب التي يمكنها نقل ما يصل إلى 700,000 برميل من الحقول الكردية إلى جيهان التركي، وفقا للأخصائيين الإقليميين مايكل فرسان معهد واشنطن ومايكل روبين من معهد المشاريع الأمريكية.

    واضاف ان "الإغلاق التركي من شأنه أن يزيل المكاسب الأخيرة في صناعة الطاقة في إقليم كردستان"، مشيرا إلى "المدفوعات العادية للأكراد لشركات النفط الدولية في العامين الماضيين، وقرار المستحقات المتأخرة لبعض هذه الشركات واقتراح من قبل شركة روسنيفت للنفط في روسيا لبناء خط أنابيب للغاز الطبيعي في المنطقة".

    وذكر التقرير ان "انبوب النفط يعمل دون انقطاع منذ اعلان الاكراد الاستفتاء في حزيران، والذي من المفترض ان يطمئن شركات الطاقة".

    هل هناك مخاطر على شركات النفط؟

     وختم صحيفة بلومبيرغ تقريرها بان "شركات النفط العالمية المدرجة في البورصة العاملة في الأراضي الكردية، تشمل شركة الخليج كيستون للبترول المحدودة وشركة جينيل للطاقة المحدودة وشركة دنو آسا. و تعمل شركة غولف كيستون في حقل شيخان الذي ينتج نحو 36,700 برميل يوميا، في حين تنتج شركة دنو في حقل توكي. وفي أنحاء كركوك، تقوم شركة نفط محلية، وهي مجموعة كار، بتشغيل حقول خورمالا وأفانا وباي حسن.

    وقد تراجعت مخاطر التشغيل في المنطقة وسط التقدم الذي ذكره فرسان معهد واشنطن، وكذلك بسبب التقدم العسكري الأخير ضد داعش.

    وقال جون فيرير، الرئيس التنفيذي لشركة الخليج كيستون، في مقابلة أجريت في 19  أيلول إن "صناعتنا هي أهم صناعة في المنطقة، ومن مصلحة الجميع أن تحميها، و لا يمكن الوصول إلى دنو على الفور للتعليق".

    المصدر: bloomberg

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media