اضاءة على قصيدة " أخلفت وعدك " للشاعرة ابتسام أبو واصل
    الأحد 7 يناير / كانون الثاني 2018 - 19:20
    شاكر فريد حسن
    كاتب وناقد فلسطيني
    ١- رفقاً سَمَائِي أَمْطِري صَبرَاً  فَما 

     عَادَت جُروحِي  تَملِكُ اسْتِحمَالا 

     ٢- صَبرِي يُغَادٍرُ  وَالحَبِيبُ  مُعَانِدُ 

     يَا لَيتَ عَن هِجْرَانِهِ اسْتِبدَالا 

    ٣- أَضْرَمْتَ نَاراً في الفُؤَادِ S

     يُذكِي هُمُومَاً  زَادَهَا اسْتِفحَالا 

    ٤-  أَخلَفتَ وَعدَكَ بِالوَفَاءِ وَكَمْ بِهِ  

    قَد خَالَفَت أَقوَالُكَ  الأَفعَالا 

    ٥- إِختَرتَ غَيرِي  مَرفأًً  تَرسُو بِهِ

    أَعلَنتَ عِصيَاناً   جَفَيتَ وِصَالَا    

    ٦- رُحمَاكَ يَا رُوحَ المُحِبِ وَقَلبُهُ 

    فَلَكَمْ قَطَعتَ مِنَ الوِدَادِ حِبَالا  

    ٧- وَلَقَد  عَلِمْتَ بِمَا  أُعَانِي في الجَوَى 

    بَعدَ  التَنَائِي  لَقَد  عَزَمْتُ   فِصَالَا    

    ٨- عُفتُ القَوَافِي وَالقَصَائِدَ بَعدَمَا  

    لاقَيْتُ مٍنكً الصَّدَ وَالإِهمَالا 

    ٩- لَن نَقطُفَ الأَزهَارَ مٍن بَعدِ الجَفَا 

     أَحكَمتَ صَكَ البابَ وَالأَقَفَالا 

    ١٠- إِنِي رَضِيتُ بِمَا حَبَاهُ الله لي 

     وَبِحُكمِهِ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى  

    هذه القصيدة للشاعرة ابتسام أبو واصل محاميد ، كانت نشرتها على صفحتها الفيسبوكية ، وفي موقعي " كنوز نت " و" همسة  سماء الثقافة " ، وقد استهوتني واسترعت انتباهي لمضمونها وصدقها وعفويتها وبنائها الهندسي الشكلي .

    وصاحبة القصيدة ابتسام أبو واصل هي شاعرة وكاتبة وناشطة ثقافية واجتماعية ، قرعاوية المولد والنشأة ، وتقطن قرية معاوية في المثلث ، احدى قرى بسمة عارة . وقد أثبتت حضورها في الساحة الأدبية والثقافية المحلية ، من خلال المنتديات والمهرجانات والمؤتمرات التي شاركت فيها في الداخل والخارج ، وبأعمالها الشعرية الابداعية التي نشرتها على صفحات التواصل الاجتماعي وعدد من المواقع الالكترونية .

    وليس لابتسام أبو واصل أي طقوس خاصة في الكتابة ، ولا تتقيد بظرف معين ، وهي لا تصافح وتعانق القلم لكتابة النص الشعري ، الا بعد تأثرها بمشهد أو حالة ما ، أو عندما يداهمها احساس جميل ، فتترك الأفكار كي تختمر على نار هادئة ، وتلجأ للعزلة والسكون ، وتدع الكلمات تنساب وتتوارد على الورق . وهي تجد في الشعر ذاتها ونفسها ، حيث أنها تنطلق وتبوح من خلاله عن مشاعرها ومكنونات قلبها وعواطفها ، وتعبر عن همومها ومعاناتها الذاتية والنفسية كأنثى تعيش في ظل مجتمع ذكوري .

    وقصيدتها الأخيرة " أخلفت وعدك " هي قصيدة وجدانية كتبت بموسقة عبارة ، فيها رقة وشحنات عاطفية ، ومشاعر حب جياشة ، وعتاب للحبيب الذي نكث العهد وأخلف الوعد بعد أن أضرم النار واللهب في الفؤاد ، فعافت القوافي بعدما وجدت منه الصد والاهمالا والهجرانا .

    وما يميز القصيدة هو الاحساس المرهف والنبض العشقي والشفافية الواضحة ، والموسيقى الايقاعية التي تأسر القلب ، وتلامس شغافه . وهي قصيدة موزونة فيها عذوبة وجمالية شعرية وفنية ، انصهرت فيها الفكرة والخيال لتحدث أشبه ما يكون بسمفونية بيتهوفنية ، فيها البناء اللحني ونغمية الشعر ، بينما تعابيرها بسيطة عفوية منسابة دون تكلف ، وتطفح بالشعرية والصور الجميلة والتكثيف المعمق ، وترتفع فيها ابتسام الى القيمة الاسلوبية الدلالية للكلمة .

    ابتسام أبو واصل محاميد في هذه القصيدة تثبت مرة أخرى إنها تمتلك الروح الشاعرية والفعل الشعري وناصية اللغة ، ولعل دافعي في نقدها ان صاحبتها صادقة الشعور والنبرة ، صريحة العبارة ، جميلة البوح ، لدرجة أن القارىء لا يجد في القصيدة أي فقرة واحدة ملتوية ، لذلك نقرأ نصها المميز الرائع الفاتن بكثير من التفاعل والغبطة والتقدير .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media