السيد حسن نصر الله
    الأثنين 15 يناير / كانون الثاني 2018 - 12:44
    د. لبيب سلطان
    أستاذ جامعي/ كاليفورنيا
    يتناول الفكر السياسي المعاصر موضوع التحديث وألألهام الجماهيري والرؤيا المتجددة  لقادة الأحزاب والدول والحركات الجماهيرية والفكرية خارج نطاق الأيديولوجيا والتيار الفكري  لهؤلاء السياسيين وقادرة الحركات ، فهو يصح على التيار الماركسي والليبرالي والديني والقومي سواء بسواء ويقاس بدرجة االخروج عن التيار وألأطر التقليدية للتيارات الفكرية وتنال درجة المقبولية لجماهير خارج هذه التيارات  .  فمثلا تنتمي أنجليكا ميركل الى تيار يميني ديني محافظ ( الحزب الديمقراطي المسيحي)  ولكنها في واقع الحال تصنف الى اقصى يسار التيار الليبرالي فيما يخص منهجها الفكري  و السياسي المجدد للفكر  الألماني المحافظ  ليتبنى سياسات الأنفتاح حتى لأستيعاب ملايين اللاجئين في بلد عرف تاريخيا بحساسية الأنتماء والفكر القومي المتجذر .  المفكر الفرنسي روجيه جاردي يصنف مجدا  للماركسية التقليدية وغاندي ومانديلا لتطويرهما مبدأ اللاعنف كوسائل لحركات التحرر الوطني ومقارعة الأستعمار وأخيرا يمكن تصنيف أربعة معاصرين في الفكر الأسلامي المعاصر في العقود الأخيرة  قاموا بالتجديد  والتحديث للفكر الديني الأسلامي التقليدي لجعله علمانيا ومنطقيا ( ولاشك تاريخيا ان الأمام علي بن ابي طالب هو أول علماني بانتماء اسلامي ) ومقبولا من شرائح واسعة من المجتمع  حتى خارج الحركات الأسلامية وهم السيد محمد باقر الصدر في العراق  وزعيم حزب النهضة راشد الغنوشي والسيد محمد حسين فضل الله واخيرا موضوع هذه المقالة وهوالسيد  حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني.

    أستطاع السيد نصر الله ان ينال شعبية واسعة بانتصاره في حربين على الجيش الأسرائيلي الذي اشيعت عنه انه لايقهر في وقت عانى فيه الوجدان العربي من مرارة الهزيمة امام قضية مشروعة كقضية وشعب فلسطين . والواقع ان هذا ألأنتصار ليس لقوى ومد غيبي بل باستخدام العلم والعلمانية وحسن التخطيط وألأدارة  وتطوير قدرات ألأرادة  ووسائل التمكين للجماهير وهذه بحد ذاتها مهام عجزت عنها حركة الحداثة  العربية بكل اتجاهاتها وانظمتها واحزابها الحاكمة أو المعارضة. 

    وأستطاع السيد بطروحاته  أن يتخطى حدود لبنان والشرق الأوسط  ليصل الى عواصم تولي اهتماما لما يقوله سواء في جدران البيت الأبيض  او الكريملن او الكنيست الأسرائيلي أو قنوات الأعلام الدولية مثل بي بي سي او وكالات الأنباء  التي تتناول بالتحليل مايقوله هذا السيد   بين الحين والأخرى وقد يفوق مقدار ألأهتمام بما يقوله اكثر من ترامب وأردوغان على ألأقل من دور ومعاهد  البحث والتحليل اضافة الى ملايين الناس غي الوطن العربي وخارجه. يوعز باحث امريكي واخر اسرائيلي  هذا الأهتمام كون السيد يمثل مدرسة فكرية متميزة لتناول  قضايا  حساسة تواجه   الشرق الأوسط والعالم بلغة دقيقة وبسيطة وعميقة بان واحد  ويجمعون ان كل حرف ينطق به السيد   صادق  ولا يشكون فيه ولو كان ضدهم وتصور مدى الحنكة السياسية التي تجعل حتى عوك يستمع اليك أولا وثانيا تجعلهم يستمعون باحترام . وقد وصف محلل اسرائيلي ان الناس في اسرائيل يصدقون مايقوله حسن نصر الله اكثر من اي سياسي أسرائيلي او صحيفة اسرائيلية فهو يتحدث بلغة منطقية وصادقة يفتقر لها القاموس السياسي المعاصر في العالم الذي ماعاد احد يصدق بما يقوله لأنه محكوم بالأنية والبراغماتية ويفتقر الى الصدق والمبدئية والبساطة  التي يتميز بها السيد .

    شخصيا وكوني علمانيا ويساري الأنتماء افتخر ان ينجب  الشعب اللبناني والشعب العربي  قائدا ورائدا كالسيد نصر الله الذي تلقى تعليمه وقضى فتوته في رحاب النجف الأشرف في العراق قبل هروبه عام 1979 من مطاردة نظام صدام عند مجيئه للسلطة ذلك العام.

     د. لبيب سلطان- كاليفورنيا
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media