الدستوري
    الثلاثاء 16 يناير / كانون الثاني 2018 - 08:36
    حسين علي الحمداني
    بين الاستحقاق الدستوري ورغبة بعض الكتل السياسية تقف الانتخابات العراقية القادمة متأرجحة بين إقامتها أو تأجيلها، وكل طرف سياسي له رأي في هذا الشأن الحيوي والمهم، خاصة ان انتخابات 2018 بشقيها البرلمان الاتحادي ومجالس المحافظات مهمة جدا في تحديد مسار جديد للعملية السياسية في البلد التي ظلت تدور في دوامة المحاصصة بمسمياتها العديدة دون أن تقدم للمواطن العراقي ما يقنعه من جهة، ومن جهة ثانية يجد الشارع العراقي بصورة عامة ان الانتخابات القادمة فرصة كبيرة لإنتاج طبقة سياسية جديدة أو على الأقل الخروج من شرنقة المحاصصة، لاسيماهنالك عوامل عديدة من شأنها أن تساعد في ذلك أبرزها الانتصار الكبير على القوى الإرهابية وأيضا دعوات الإصلاح التي شكلت سمة بارزة في المشهد العراقي في العامين الماضيين ومن شأن هذا أن يعيد توجيه بوصلة الناخب العراقي من جديد، بعيدا عن التكتلات التقليدية التي ظلت سائدة في الدورات السابقة وتحاول بعض القوى السياسية إبقاء بوصلة الناخب كما كانت في السابق.
    كما قلنا هنالك من يطالب بإجراء الانتخابات بموعدها المحدد وأبرز المؤيدين لذلك رئيس الوزراء ومن خلفه التحالف الوطني وهو الكتلة الأكبر في البرلمان ولهم في ذلك أسبابهم المقنعة أولها التمسك بالدستور بوصفه خارطة طريق للجميع،والأمر الثاني عدم إحداث فراغ دستوري عبر حكومة تصريف أعمال مع عدم وجود نص دستوري يجيز التأجيل وهذا الرأي يتناسب مع رغبة الشارع العراقي المطالبة بعدم التأجيل، وثالثا إن مبررات التأجيل المقدمة من قبل بعض القوى السياسية غير مقنعة ولا يمكن أن تكون سببا في تأجيل الانتخابات.
    أما من يطالب بالتأجيل وهي القوى السياسية الممثلة لمحافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين فإنها تستند في ذلك الى ان مناطقهم التي خرجت للتو من معارك تحرير خاضها الجيش العراقي ضد تنظيم"داعش"الإرهابي حسب وجهة نظر المطالبين بالتأجيل غير مؤهلة لإجراء الانتخابات في آيار المقبل مع وجود نازحين وهذا الأمر يعني صعوبة إجراء الانتخابات كما يرى هؤلاء، لكن السبب على ما يبدو يختلف إذ ان وتيرة عودة النازحين تتصاعد يوما بعد آخر وأرقام وزارة الهجرة والمهجرين تشير إلى عودة نحو 50 بالمئة من النازحين إلى مناطقهم، وأن وتيرة العودة ستتزايد خلال الفترة القليلة المقبلة، وهو ما يعني تحسن الأوضاع في هذه المحافظات.أما الجانب الثاني الذي يتمثل بأن بوصلة الناخب العراقي لم تعد كما كانت في الدورات السابقة وهنالك رغبة شديدة بإنتاج طبقة سياسية جديدة وهذا الأمر لن يقتصر على المناطق الغربية من العراق، بل هذه الرغبة الشعبية موجودة في الشمال كما هي في الوسط والجنوب وبالتالي تصبح الدعوة لتأجيل الانتخابات هي فرصة لإعادة ترتيب القوى السياسية لوضعها مع جمهورها وهو الأمر الذي يعكس عمق الفجوة بينها وبين الناخبين، لهذا نقول ليس من مصلحة الشعب العراقي تأجيل الانتخابات لوقت آخر.

    "الصباح"
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media