مقدمة لنظرية كونية بديلة لكنها غارقة في القدم
    الأربعاء 17 يناير / كانون الثاني 2018 - 00:21
    د. جواد بشارة
    [[article_title_text]]
    أدناه نورد النص الكامل لقصيدة الفيلسوف والعالم الإغريقي بارمنديس، التي ترجمها وبذل في ترجمتها عن اليونانية على نحو متقن، جهداً كبيراً ، المبدع الفيلسوف أسامة خليل. ولقد استلهمنا من هذه القصيدة الخالدة للفيلسوف والمفكر والعالم الإغريقي بارمنديس هذه المقدمة النظرية التمهيدية لكتابنا الجديد " الكون المغاير " والسبب أن الإغريق، وقبلهم حضارات عريقة أخرى، قدموا للنوع البشري العاقل والمفكر والواعي، رؤيتهم الكونية ونظرتهم الوجودية، والتي فرضت نفسها، رغم محاربتها من قبل الأطروحات الثيولوجية الدينية، لا سيما التوحيدية منها. ففي خضم التاريخ البشري، والفكر الإنساني عموماً، بوسعنا تمييز محطات مضيئة وخطوات جوهرية مؤثرة، ونقاط انطلاق متعددة، لتحليل وإدراك واستيعاب وفهم ومعالجة المشاكل والتحديات الفلسفية والوجودية التي واجهت الإنسان منذ فجر الإنسانية. 

    فهناك التراث الميتافيزيقي métaphysique والثيوصوفي théosophique، في الهند، على سبيل المثال لا الحصر، والذي يعود عهده للقرن العاشر قبل الميلاد، على أقل تقدير، ولقد وردت نصوص مهمة جداً في هذا التراث الميتافيزيقي في النصوص والكتب المقدسة الهندية، التي أعتبرت منزلة من مصدر لا أرضي هي أيضاً، ولكن ليس على طريقة الأديان التوحيدية، مثل الفيدا Véda، والأوبانيشاد Upannishad ، حيث كرس التراث الهندي الديني برمته وخصص لتفسير وتأويل تلك النصوص والتعليق عليها وشرحها، لكن قيمة تلك النصوص والكتب المقدسة لا تحظى باهتمام العلمانيين والعقلانيين والماديين في هذا العصر. والحال أن هناك كنز من المعلومات التي يمكن العثور عليها لو حاولنا معرفة كيف جاءت تلك النصوص وما هو محتواها و ما هي مصادرها ومنابعها، بدل أن ننعتها بالخرافية واعتبارها شعوذات مليئة بالأوهام والخرافات. فهل يتعارض سعينا لمعرفة أصالة وحقيقة تلك النصوص، مع مقاربتنا العلمية والتجريبية لفهم الوجود والكون والحياة؟

    لدينا أداة أخرى لا تقل فعالية لتقصي الحقيقة وهي " الفلسفة" أو الطريقة والمنهجية الفلسفية، رغم أنها تمثل رؤية مسبقة، ومقاربة فكرية لبناء نظام منهجي خالي من القاعدة التجريبية التي يتحلى بها العلم . حيث تطرح الأسئلة وتأتي الإجابات والاستنتاجات ، سواء أكانت منطقية معقولة ومفهومة أو بخلاف ذلك، كما فعل الكثير من الفلاسفة منذ آرسطو وقبله سقراط ، مروراً بالفلاسفة المعاصرين مثل نيتشة وبيرغسون، لا سيما الفلاسفة المثاليين الألمان، الذين يلجأون لحاسة الحدس والتأمل الجوهري الأولي من النوع الثيوصوفي الابتدائي أو الأولي type théosophique initiatique ، المهم معرفة الأسس التي ننطلق منها ونستند عليها في مقارباتنا وتعاطينا مع المسائل الجوهرية والوجودية. وهناك بالطبع النزعة العقلانية المبنية على الملاحظة والتجربة والاختبار ، أي ذات قاعدة تجريبية base expérimentale، وهو حال العلوم الوضعية الحديثة. ولكن ذلك يكفي لمعرفة ماهي حقيقة الواقع réalité الموضوعيobjective وكيف يعمل هذا الواقع الذي نعيش فيها ونلمسه وندرسه؟ وهل الواقع يشكل ما يمكن أن نسميه الكينونة أو الوجود L’être ؟ العلم لا يقبل بالمسلمات الميتافيزيقية أو الطروحات الروحانية أو الثيولوجية أو الاستنتاجات الترجيحية à priori ، كأن يكون الاعتقاد "على الأرجح" "على هذا النحو أو ذاك" ووفق ذلك يكون التمييز بين ما هو عقلاني وماهو لا عقلاني ، فالمعلومة تأتينا من الطبيعة والكون المادي وتقتحم أنفسنا وهذه بديهية يقر بها العلم التجريبي الحديث. ولكن علينا أن نفهم شيئاً مهماً ، وهو أننا لا نخلق أو نختلق الحقائق والقوانين بل نكتشفها فهي موجودة في الطبيعة والكون بمعزل عنا وعن إرادتنا وغير مقيدة بوجودنا أو عدم وجودنا، فهي معلومة موجودة في الطبيعة والكون لكنها كانت مخفية عنا أو نجهل وجودها. وهذا ينطبق على كافة العلوم، الفيزياء والفيزياء الفلكية والكونيات والكيمياء والبيولوجيا أو علم الأحياء الجوهرية والكيمياء الحياتية وعلم الحيوان و علم المتحجرات paléontologie، وعلم الأعصاب وعلم الفسيولوجيا معاً أو النوروفسيولوجي neurophysiologie، وعلم نفس الإنسان والحيوان، كل ما يفعله العلماء هو اكتشاف حقائق وقوانين ومعلومات موجودة لكنها دفينة أو كامنة في الخفاء.

    من نافلة القول الإشارة إلى أن ظهور العلوم الحديثة التجريبية قاد البشرية، أو ذوي التكفير العلمي والعقلاني منهم على الأقل، إلى التشكيك بفعالية الفلسفة والمنطق الفلسفي. ولقد تناول ذلك الباحث السويسري جون بياجيه Jean Piaget في كتابه الموسوم " حكمة وأوهام الفلسفة Sagesse et illusions de la philosophie" ذلك لأن أغلب الفلاسفة في أوروبا الغربية ، كانوا يتبعون منهج الترجيح والاحتمالية والحدس والتقدير والتفضيل بدلاً من اتباع المنهج التجريبي، منذ ديكارت Descartes ولغاية سبينوزا Spinoza، مروراً بلايبنزLeibniz ومالبرونش Malebranche وفيختة Fichte وشيلينغ Schelling وهيغل Hegel وكانتKant ، وهذا الأخير من أشهر الميتافيزيقيين وهو صاحب الكتاب المهم " نقد العقل المحض critique de la raison Pur" ويتوسل صيغة استخدام المفاهيم المجردة أو الغامضة المحضة أو التي تحتمل عدة معاني وتأويلات ، بعيداً عن أية تجربة حسية أو مختبرية مهما كانت النتائج المترتبة على ذلك. فإذا كانت هناك معلومة ناجمة عن تجربتنا وإذا كان هناك ثمة وضوح l'intelligibilité في الرؤية فإن مبعث ذلك ليست التجربة بذاتها بل وجود المعلومة خارج نطاق العقل، كما يؤكد عمانوئيل كانت. 

    مع ذلك ينبغي القول أن المشاكل والمسائل الفلسفية المطروحة ليست عشوائية ولا اعتباطية وليست نتاج عقليات مزاجية لأدمغة معقدة يمتلكها بعض الفلاسفة، بل هي مسائل وتساؤلات مطروحة على العقل والوعي والذكاء البشري انطلاقاً من واقع موضوعي ملموس ومعاش وقابل للبحث والغوص فيه علمياً وتجريبياً خاصة في الوقت الحاضر، وخلال القرن الماضي القرن العشرين، والعقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين، وهو الأمر الذي جلب اهتمام بعض العلماء التجريبيين الذي انتبهوا لأهمية الطرح والمعالجة الفلسفية للمسائل الوجودية والكونية مثل العالم الفيزيائي و المتخصص بفلسفة العلوم إيتين كلاين Etienne Klein. فعلم الفيزياء الفلكية l’astrophysique يدرس تكوين، وتشكل ، وبنية، وهيكيلية، وهندسة، نظامنا الشمسي، ومجرتنا درب التبانة ، وكل المجرات الأخرى الموجود في الكون المرئي أو المنظور والقابل للرصد والمشاهدة، أي دراسة الكون المرئي برمته من أصغر مكون مادي له ، وهي الكواركات وما دونها، إلى المجرات وما فوقها ، أي من اللامتناهي في الصغر إلى اللامتناهي في الكبر، وذلك لمعرفة ماهو الكون ومم يتكون وما هي حكايته وتاريخه ونشأته ومآله أو مصيره المحتمل، فموضوع الفيزياء الفلكية l’astrophysique وعلم الكونيات la cosmologie ومجال بحثها واشتغالها هو الكون L’Univers بمجمله، فيما عدا مسألة " لماذا" أو ماهو سبب وجوده أو لماذا هو موجود La question de l’existence de l’Univers ، بالرغم من أن البشرية ، منذ فجر الإنسانية، طرحت على نفسها مسألة معرفة كيف ولماذا وأين ومتى وجد هذا الكون ومحاولة فهم ذلك.

    هنا لابد من الأخذ بعين الاعتبار الأساطير والروايات والنصوص والتراث البشري القديم والحديث بأكمله ، بداية بالتراث الفلسفي والديني الهندي الذي يقول " أن وجود الكون ليس سوى حلم songe وما هو إلا وهم أو ما هو إلا مظهر أو أمر ظاهر apparence فحسب، وإن الواقع الموضوعي الذي يدرسه علماءنا التجريبيون ، ما هو إلا حالة تأملية وتعجب يتحول إلى تصور تخيلي وهمي لكنه يبدو واقعاً مغرياً في حين هو ليس سوى مظهر محض وإن تعدد الموجودات ليس سوى وهم . فالكائنL’être ، هو الواحد الأحد لا غيره فهو وحده الموجود إذ هو الوجود كله ولا شيء غيره ، وأعطوه إسم البراهما Brahman، أو البراهمان والباقي ليس سوى مظهر خادع وهمي مايا Maya، بمعنى آخر أن الكون هو الكينونة الوحيدة الموجودة . ولدى الإغريق كذلك، وأيضاً في حضارة الصين القديمة ، هناك تأكيد على أن الكون هو الكائن والكينونة الوحيدة لاشيء قبلها ولا شيء بعدها، لا بداية لها و لا نهاية، فالكون هو الكائن الأوحد، هو الكل la totalité وهو المطلق l’Etre absolu، وهو ضروري لا غنى عنه لأنه الكينونة بذاتها ، أو الذات المتعالية، هو التسامي المطلق وهو المطلق الوحيد المتمتع بالكمال، وكل شيء آخر نسبي وجزئي ، فهو الكلي الكامل التام الأزلي الأبدي السرمدي، ما يعني أن لا يوجد خارجه شيء يسمى العدم أو اللاشيء . إن هذا التراث الفكري والفلسفي نشأ وانتشر في اليونان القديمة في عهد الفلاسفة الإغريق خلال الـ 500 سنة قبل الميلاد على يد الفيلسوف والعالم بارمنديس Parménide أو بارمنيد كما يلفظه البعض، وهناك أفكار مشابهة لهذا التفكير والاعتقاد موجودة في الهند القديمة والصين القديمة، وعليها استندت الأفكار المادية matérialiste المعاصرة التي تبلورت في الغرب على يد ماركس وأنجلز ولينين . فالكون المادي الفيزيائي هو الكينونة الوحيدة الممكنة الوجود، لا يوجد شيء آخر خارجها ، وهي غير مخلوقة ، وبالتالي لا توجد لهذه الكينونة بداية ولن تكون لها نهاية، وبالتالي فإن الكون هو نظام غير قابل للاستهلاك inusable و لا للاندثار والاختفاء والموت، وهناك تنويعات وتغيرات حلقية دورانية تعاقبية cycliques جزئية لاتمس ديمومته pérennité. ولقد أكد الفيلسوف الإغريقي وصاحب المذهب الذري ، هيروقليطس Héroclite، المعاصر لبرمنيدس ، أن الكون الفيزيائي المادي لم يخلقه أحد أو غير مخلوق incrée لأنه هو الكائن الكلي المطلق والفرق بين الإثنين هو أن هيراقليطس هو الذي قال بفكرة التعاقب الحلقي الدوراني الدائم والأبدي للكون. ولقد تبنى فردريك أنجلز هذه الفكرة في كتابه " ديالكتيك أو جدل الطبيعة Dialectique de la Nature ، بينما تبنى الفيلسوف الألماني نيتشه Nietzsche نظرية التكرار الأبدي المتشابه l’éternelle répétions de l’identique، والتي استقاها من الفلسفة الإيرانية الزرادشتية، وأخيراً ظهرت نظرية الخلق الرباني أو الإلهي للكون على يد خالق خارج الكون لأن الكون لم يكن موجوداً إلا بفعل إرادة هذا الخالق الإله وفعل الخلق الذي قام به، وذلك على يد العبرانيين في القرنين التاسع عشر والعشرين قبل الميلاد ، والتي تبنتها الديانتان السماويتان اللاحقتان، أي المسيحية والإسلام، وقالتا بأن الكون الفيزيائي المادي موجود فعلاً وليس مظهراً أو ظاهراً و لا وهماً لكنه مخلوق من قبل كائن أعلى وأسمى وغير محدودة القدرة هو " الله Allah" أو الخالد l’éternel أو ألأب السماويLe père céleste " . فالكون عند الثيولوجيين ومفكري الأديان المنزلة التوحيدية، ليس أزلياً و لا أبدياً وليس مطلقاً وليس تاماً أو كاملاً ، فهذه صفات الله الخالق، وبالتالي فهو مخلوق فاني ، على عكس ما قال به بارمنديس.

    قصيدة الوجود للفيلسوف الإغريقي بارمنيدس
    ترجمها عن اليونانية أسامة خليل

    نظراً لورود العديد من الأسماء والأفعال القرآنية في هذه الشذرات البارمنيديسية، كان من الواجب أن نورد المصطلحات اليونانية الأصلية حتي يتسنى للمتخصصين التدبر والمقارنة وربما أيضاً أن يساعدونا بمقترحاتهم.

    الخيول التي أقلتني وفق قوتي واشتياقي، قادتني إلى الطريق المليء بالآيات
    طريق الإلهة δαιμονος التي تحيط حكمتها بكل شيء
    وترشد بعلمها العارف الحكيم.
    لقد أتت بي إلى هنا خيول الحكمة التي تجر العربة
    بينما كانت بنات الحور يرشدن إلى الطريق.
    كان للمحور الذي يشتعل كالجمر بين الدولابين صرير حاد
    من شدة احتكاك طرفيه بالعجلتين الدائرتين
    لما سارعت بنات الشمس اللاتي أولين ظهورهن لعالم الظلمة
    دافعات بي نحو مدائن النور
    وهن يزحن بأيديهن خُمرَهُن عن رؤوسهن.
    هناك، كانت الأبواب الأثيرية الفاصلة بين الليل والنهار
    مؤطرة بسقف وعتبات من حجر
    وموصدة بمصاريع هائلة، مفاتيحها بيد الإلهة ديكيه شديدة العقاب.
    قدمت لها بنات الشمس فروض الطاعة، وهدأن من ثائرتها بالقول الحسن
    وأقنعنها أن تفتح لتوها.
    تعالى من مصاريع الأبواب في تراجعها زئير هائل
    بينما كانت المفاصل والأرتاج النحاسية المثبتة بالمسامير والأوتاد،
    تدور واحدة بعد الأخرى
    عندها،
    اقتادت بنات الشمس، فيما بينهن، العربة والخيول عبر الطريق الواسع المفتوح.
    استقبلتني الإلهة راضية مرضية، وأمسكت يمناي بيمناها قائلة :
    لك الأمان أيها الشاب
    يامن أتت بك الحور المخلدات، وأقلتك الخيول العاديات إلى مستقري
    يامن لم يدفعك سوء الطالع في هذا الطريق البائن عن مسالك البشر
    فقد رفعتك إلى هنا تيميس وديكيه.
    إني أنبئك بكل شيء : بقلب الحقيقة المستدير الصامد
    وباطل معتقدات البشر الفانين
    ولتعلم أيضاً :
    أيَ لزوم يضفي على الظواهر قبولاً، ويبسط سلطانه على جميع الأشياء.

    ......................

    الآن سوف أتكلم، وأنت يامن تسمع
    تلق ما أوحي إليك من كلمات
    ها هي طرق البحث الوحيدة التي يمكن تصورها :
    ـ طريق قول : إنه "يكون"، وأن "لا يكون" محال.
    إنه صراط اليقين الذي يصاحب جلاء الحقيقة.
    ـ وطريق قول : إنه "لا يكون"، وأن "يكون" محال.
    هذا الطريق لا يقبل التفكير
    فانأ بخطوك عن وحشته
    أنى لك بعرفان ما ليس له كيان.
    فما لا يكون لا يُعْقَل ولا يقال.

    ....................

    χρη το λεγειν τε νοειν τ’εον εμμεναι
    ضروري أن تَعقل وأن تقول : إن الكائن يكون
    Εστι γαρ ειναι . Μηδεν δ’ουκ εστιν
    لأن الـ "كون" حقيقي والعدم غير موجود
    Τα γ’εγω φραζεσθαι ανωγα
    هذا ما أملي عليك أن تعقله
    فاصرف فكرك عن طريق العدم
    وعن طريق الظنون التي ينسجها البشر
    الذين ينظرون في اتجاهبن اثنين δικρανοι ، ولا يعلمون
    الذين يهيمون بصدورهم القاصرة
    صم κωφοι عمي τυφλοι لا يفقهون ακριτα φυλα
    يقولون إن الكون والعدم صنوان، ومختلفان
    ألا إنه طريق الحائرين

    ................................

    μονος δ’ετι μυθος οδοιο
    لا يبقى غير قول مقدس μυθος واحد في طريق الحق

    هو قول "يكون"
    Ταυτη δ’ επι σηματ’εασι
    وعلى خطاه آيات كثيرة تقول :
    Αγενητον και ανωλεθρον
    إنه لم يولد ولا يموت
    Ουλον μουνογενες τε και ατρεμες ηδ’ ατελεστον
    واحد شامل، صمد لا يتزعزع، تام الجهات
    لم يكن ولن يكون، لأنه كائن دوماً في الآن
    كل كامل لا يتجزأ
    أي ميلاد تبحث له عنه ؟
    من أين نشأ ؟ وكيف يصير؟
    ولما كان من المحال قول اللاشيء أو إخضاعه للتفكير
    فلا تفكر ولا تقل إنه جاء من العدم
    أي ضرورة تجعله يكون من قبل أو من بعد، إن كان ينشأ من اللاشيء ؟
    إنه إما يكون دوماً، أو لا يكون أبداً
    وقوة الإيمان تستنكر القول بنشوء صنو عنه
    فالضرورة قضت بأنه لم يولد ولا يموت ولا يدركه وهن

    القول الفصل هنا، إنه :
    إما يكون أو لا يكون..

    د. جواد بشارة
    jawadbashara@yahoo.fr
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media