بين السيء والأسوأ...
    الجمعة 19 يناير / كانون الثاني 2018 - 18:10
    حسن حاتم المذكور
    1 ـــ العراق خرج عن جاذبية ارضه, تأخذ به أمواج المحاصصة والفساد الى شرقه او غربه ثم شماله وجنوبه, بعدها يسقط في جاذبية القطب الأمريكي, الرموز الشيعية اصبحت نموذجاً غير مسبوق في الفساد وخذلان الممكن, اما الرموز السنية فقد وجدت ضالتها في الأرهاب, فلا الشيعة مثلوا ما ادعوه ولا السنة ما ادعوه, كلاهما وقفا على طرفي النكبة العراقية فساداً وارهاباً, يتصارعون ويتوافقون حول حصة الأسد من السلطات والثروات الوطنية, وكانوا زيتاً شديد لأشتعال حرائق الفتن بين الضحايا.

    2 ـــ كلاهما أدخلا الدواعش, كي يخرجوهم بنصر انتخابي جديد, هكذا بمكنسة (النصر العظيم) مسحوا عن وجه سمعتهم ما تعلق به من وحل ملفات الفساد, لا يهمهم الموت المجاني والخراب الشامل الذي دفعته الأمة العراقية بكامل مكوناتها, لعبة دنيئة سقط فيها السيء والأسوأ, لا نعلم تبعية هذا وذاك, ما نعلمه فقط ان القيادات الكردية تعدل كفة الميزان بين الأخوة الأعداء مقابل حصة الأسد من الموازنة العراقية وتستولي على ارض اجداد المكونات وتعيد تكريدها ثم استيطانها, هكذا اخرجوها من كركوك ونصف المتنازع عليها ليفتحوا حوار عودتها, تلك هي مقتضيات اللعبة ودستور الفتنة.

    3 ـــ حيدر العبادي رقم خرج من العدم, وتم اعداده في "سبعة" ايام وابحروا به في دماء العراقيين ومعاناتهم ليتوجوه بـ "بنصر عظيم" في لعبة لا خاسر فيها غير العراق, هنا دخل الدم العراقي اللعبة الأنتخابية المنتصر فيها رئيس قائمة آخر ما استجد في مقاييس الأسوأ, لعبة لأكمال مذهبة الوطن وافراغه من هوية الأنتساب للأرض والأنسان, لعبة اسقطت الأفتراض على ان بين اسلاميي المال السياسي من هو الأقل شراً, العبادي هو المتراس الأخير لتجميع المتبقي من التحالف الوطني الشيعي في اغلبية للسلطتين التشريعية والتنفيذية, انه رجل التوازن بين المصالح الدولية والأقليمية في العراق, والأكثر اجتراراً لمفردات الوطنية والأصلاح, والأبعد  عن المصالح العليا للشعب والوطن, وان (نصره العظيم) ليس الا نصر للفساد على قيم العدالة والنزاهة والكفاءة وصدق الأنتماء والولاء, انه واحد من بيضات خرجت فاسدة من تحت جعبة التاريخ الفاسد لأسلام  السياسة والمال.

    4 ـــ فداحة الأمر ان نراهن على العبادي رجلاً للأصلاح او نرمي اصواتنا في سلة لا تستحق الثقة وتفتقر للمصداقية, انه التحالف الوطني مختصراً في شخصه, جرب حظه في التحالف مع جميع قوى الفساد ولم يستثني عمار ومقتدى وكتل مليشياتية اخرى, ليس بينه وبين من سبقوه فرق, الجميع كانوا على استعداد لبيع العراق مقابل كرسي رئاسة الحكومة, القيادات الشيعية بلا استثناء والسنية بلا استثناء, مختلفون على كل شي وموحدون حول قدر الوليمة.

    5 ـــ في واحدة من مقاهي (الألحاد !!!) التي تنتشر في محافظات الجنوب والوسط العراقي, سألت احدهم ان كانوا حقاً ملحدين؟؟, ضحك وضحكوا ثم اجاب, تتذكر في بداية التسعينيات عندما كفروا الشباب والحدوا في الدول التي تدعي الشيوعية في اوربا الشرقية وأتجهوا للكنيسة نكاية بفساد احزابهم, كانت حركة تغيير واصلاح من اجل حياة افضل وليس معاداة للأشتراكية والعدالة في توزيع الثروات الوطنية,, نحن نكفر ونلحد  بمن الهوا انفسهم على الأرض وتقاسموا القاب الله واسمائه كما تحاصصونا ثروات وجغرافية وبشر, نحن الأكثر ايماناً بقول الله "اقرأ بأسم ربك..." نتخذ من عقلنا طريقً وطريقة لمعرة دين الله, اننا نعرف ربنا احسن منهم, لا تقلق على دين الله الا منهم, نحن شباب نريد ان نعيش على ارض اجدادنا اخوة لبعضنا كاملي الحرية والعافية وراحة البال ننشد العمل وكرامة العيش, سئمناهم واختنقنا بشعوذات الفتن والكراهية, نريد ان نحرر عراقنا ونسترجعه من لصوص الفساد والأرهاب, شيعية كانوا ام سنية ليس اكثر, سألتهم: ان كان الأمر هكذا هل تقبلوني ملحد مثلكم, فأنا كفرت بهم قبلكم.

    19 / 01 / 2018
    Mathcor_h@yahoo.de  

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media