دخل قنصلية السعودية ولم يخرج !
    السبت 13 أكتوبر / تشرين الأول 2018 - 13:41
    خالد القيسي
    عكس صورة ما تقوم به المهلكة ألسعودية ، ونقل حقيقة ما يجري فيها ، وما يتعرض له جيرانها والعالم شعوب وأشخاص وأفراد من أذى ، هو السيناريو ألاسوء في حياتها ، ومتابعة آل سعود الى أفعال مشينة ليست جديدة عليها ، بحكم ما تعيشه من عقلية تتجلى في حكم بدوي مطلق ، وعدم الانفتاح على التطور الذي وصل اليه العالم ، لاتزال تستكمل الصراعات العنفية في خطف ألمعارضين وتصفيتهم ، وألإعتداء على دول مستقلة ، بدأ من العراق وليبيا وسوريا وألبحرين وليس أنتهاء بحبيسة العيون عاصفة الجرم في اليمن.
    ألاجواء ساخنة في العالم العربي والدولي ضد ممارسات حكام المملكة ، والناس تتكلم عن جراحات وحركات غير جيدة وغير ممكنة ، لا يمكن إعرابها إلا إنها  بلطجة ، ماعرف منها استدعاء رئيس وزراء لبنان الى المملكة ، يعتقل فيها ، ثم يخرج بكفالة فرنسية ! وما خفي كان أعظم .
    أليوم صيد ثمين آخر ، ثري ، وإعلامي كبير هو السيد جمال خاشقجي ،لا أحد يعرف مصيره، راجع القنصلية السعودية في اسطنبول بناء على موعد مسبق لغرض توثيق عقد زواج ،  دخل ولم يخرج ! وهو المغفول عنه للرأي العام في مدونات عنفية وغادرة  متعددة لعائلة آل سعود ألحاكمة طوال سنين وجودها .
    ألانباء تقول وصول 15 سعودي أغلبهم مسؤولون على طائرتين خاصة إلى مكان إحتجاز الخاشقجي في القنصلية ،وتم نقله بسيارات دبلوماسية مظللة الى المطار، ووصوله  الى المملكة ، أو الى مصير مجهول بعد عملية الاختطاف من على ألأراضي التركية ، ومما زاد الوضع  اضطرابا تترد في الاعلام السعودي انه يسترد مطلوب أحد الهاربين من الضرائب وقضية شيكات مصرفية ، وقد يكون صفي وقطع جسمه داخل اسوار القنصلية وينسب الفعل الى جماعات متمردة.
      ما يلعبه فيصل المال السعودي ، ألحافل في عمليات ألإختفاء والخطف وألإغتيال ، وخلق ألفتن بين فئات ألبلدان ألمختلفة ، وإسكات الشخصيات المعارضة، من لاجئين ورجال أعمال وسياسيون يحاولون كسر تغول آل سعود في ألغدر والقسر والتعذيب وخنق الحريات والرأي المخالف ، لتحقيق تغيير حقيقي في هيمنة جيل ألشيطان ألذي إستحضر كل وسائل وملتزمات القهر ، منذ نشوء مملكة آل سعود الى يومنا الحاضر .
    ألذي لا يعرف الخاشقجي صحفي سعودي مرموق ومن عائلة غنية جدا ، كانت علاقته مع النظام الحاكم طيبة وأحد الموالين له ، وألمطبلين له ، من خلال كتاباته ، ودفاعه بالفضائيات التي تستضيفه، لتلميع صورة الحاكم السعودي ، وصفه البعض بأنه إخواني وعميل لتركيا، التي لا يعرف رد فعلها تجاه هذا الحادث الماس بسيادتها.
     تحول الى معارض وطرحه وسطي ، ومنتقد الى سياسة سلمان وابنه محمد ، بعد فاحت رائحة النظام التي لا يستطيع أحد اخفائها ، خلق رأي مؤثر تجاه عاصفة الجرم ضد  الشعب اليمني المسالم الفقير، ذات التكلفة العالية ، سلاح وعتاد وصرف أموال ، على ألمرتزقة ألسودانيين والباكستانيين وغيرهم ، وكثرة الضحايا من ابناء اليمن ، وجلد النظام في أكبر الصحف العالمية وأوسعها إنتشارا ، الواشنطن بوست .
    نفذ صبر العالم على تجاوزات حكام المملكة في التدخل بين الشعوب ومطاردة ألافراد ، مما أدى الى ألإضرار في المصالح العليا للبلدان بتدهور العلاقات الاقتصادية والسياسية ، وما عانته الشعوب من هموم ، زادها  شرخا في طابعها الحضاري ، وعطل خروجها الى ألحداثة ، خرج منها العراق بأقل ما يمكن من أضرار. 
     مثل ما كان سعد الحريري قربان ، ( وهو رئيس وزراء لبنان )  ويبدأ يتكلم بإعتراف قسري،  بما تاتي اليه من أوامر تتلى عليه، لإخراج صورته ألمهلهلة ، وألمحرجة أمام اللبنانيين قبل ألعالم ، ربما يسير السيناريو بنفس النهج والطريقة الاخراجية المفضوحة في عمليات الإختطاف ، تتمشى في سوابق تاريخهم ألاسود وطبيعة أعمالهم الإجرامية .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media