مراد والياسري هل يظفران بحقيبة وزارية؟!!
    الأحد 14 أكتوبر / تشرين الأول 2018 - 15:55
    سامان البكري
    قبل أسبوع تقريباً ضجت وسائل الإعلام بخبرين مفادهما تكريم دولي لشخصيتين عراقيتين، الأولى كانت (نادية مراد) التي حازت جائزة نوبل للسلام، والثانية (حسن الياسري) الذي انتخب لعضوية المجلس الاستشاري الأعلى للأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد.

    ربما لم أقف طويلاً إزاء هذين التكريمين؛ لعدة أسباب، منها: أن بعض المناصب والجوائز التي تمنحها منظمات دولية وأممية قد تجانب في أحيان كثيرة الجوانب الموضوعية، ويكون الاختيار لمجاملة هنا ولمحاباة هناك ولرشوةٍ هنالك، والسبب الثاني هو أن هذه الجوائز والمناصب ليست ذا بالٍ في تغيير الأوضاع السياسية أو الاجتماعية أو الخدمية في العراق، بيد أنني أجد نفسي ملزماً للتساؤل أو سؤال الكتل والشخصيات المكلفة المعنية باختيار كابينة وزارية يستم طاقمها بالكفاية والنزاهة والأمانة والخبرة، سؤالها عن تلكما الشخصيتين المختارتين من قبل منظمات دولية، فهل الشخصيتان مدار الكلام لهما من الإمكانات والخبرات والكفاية ما أهلهما لنيل مثل ذينك المنصبين؟

    إذا كان الجواب بنعم، فينبغي للجهات المعنية باختيار الكابينة الوزارية أن تضع هذين الاسمين ضمن خياراتها لتسنم إحدى الحقائب، فتولية الصالحين من ناحية النزاهة والكفاية أمر في غاية الأهمية، بل يعد مقدمة لا مناص منها للقضاء على الفساد الإداري والمالي، هذا من جهةٍ، ومن جهة أخرى فإن التعريف بهما ورفع شأنهما – إذا ما تبيَّن للسلطات أهليَّتهما حقاً– يمثل حافزاً لبقية العراقيين لا سيما الطاقات الشابة للتسابق والمنافسة في نيل المراتب العليا في العلم والعمل وما يمثل ذلك من حركة دافعة للمجتمع والطاقات بالبروز وأخذ موقعها المناسب، وهو ما لا يمكن استنكاره أو الحطِّ منه؛ لأن القرآن الكريم نفسه أشار إلى مبدأ التسابق والمنافسة في الفضائل وما ينفع البشرية، إذ قال تعالى: " لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ" وقوله : " وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ" و " السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّات النَّعِيم"  وفي صحاح اللغة - فيما يخص الآية الأخيرة – "ويقال: له سابِقَةٌ في هذا الأمر، إذا سَبَقَ الناسَ إليه وهو المنظور في الآية وليس السبق الزماني، هذا فضلاً عما سطرته كتب الإدارة الحديثة وإدارة الموارد البشرية حول أهمية التحفيز لتطوير ورفع كفاءة العاملين في الوظائف العامة والخاصة، فالتحفيز له أساليب متنوعة منها منح مبالغ مالية والتكريم والشكر ورفع الشأن والترقية بالوظائف.

    أزيد على ما سبق ذكره أن الشعب العراقي قد مرَّ بحقب سوداء، سواء في عصر الدكتاتورية وكذا في عصر الديمقراطية، وكانت السمة الغالبة إبعاد المتميزين والكفاءات والخبرات وإبراز الخاملين والكسولين وكل من يمكن أن يطلق عليه "أخرق" إلا ما رحم ربي، وقد أدى ذلك إلى إصابة الشعب بحالة من الإحباط لا مثيل لها، حتى ترى الفرد العراقي عندما يريد أن يقيم تلك المراحل من تأريخ العراق تراه يعمم صفة الإخفاق والفساد وعدم الأهلية على الجميع؛ لذا نحن بحاجة ماسة إلى إرجاع ثقة العراقي بكفاءات بلده والطاقات المغمورة التي ينبغي أن تظهر إلى السطح ودحض تلك التعميمات غير الموضوعية المبنية على حالة الإحباط من جهة والتقييم التأثري العاطفي البعيد عن لغة العلم والأرقام من جهة أخرى. 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media