من أجل الحفاظ على الأسره
    الأثنين 15 أكتوبر / تشرين الأول 2018 - 03:44
    د. ميسون البياتي
    في هذه الأيام كثيراً ما تحدث علاقة لأحد الزوجين خارج إطار العلاقة الزوجيه , وعند إكتشاف الأمر من قبل الطرف الثاني والمجتمع , تكال للطرف الثالث سيول من الإتهامات والنعوت السيئه .. ولكن ماذا عن الطرفين الأول والثاني ؟ هل ندعهما ينجوان من اللوم والنعت؟  أليسا كلاهما مسؤولان عن هذا الوضع الجديد ويتحملان عنه كامل المسؤوليه ؟ 

    الكثير من الأزواج والزوجات هذه الأيام مشغولون بوظائفهم , وبأوقات دوامهم الإضافيه من أجل الحصول على المزيد من المكسب من أجل أغراض أساسيه أو ترفيهيه , والكثير منهم مشغول عن شريكه بتربية الأطفال وأداء أعمال المنزل , عندما تحدث الفجوة بين الزوجين فليس الطرف الثالث وحده هو من سيقفز فيها متسللاً الى علاقة الشريكين , بل واحد من الشريكين هو الذي سيتسلل من هذه الفجوة الى الخارج 

    الفجوة بين الزوجين لا تقع فقط بسبب المشاغل لكنها تأتي بسبب الإهمال , وبسبب عدم تنظيم الوقت , وبسبب البخل والتبذير , وبسبب إختلاف الإيقاع الحياتي بين الزوجين , الزوج الكسول الذي يرغب بوقت أطول للنوم ينظر الى زوجته على أنها مزعجه حين تنهض مبكرة وتملاً البيت بضجيج الأجهزة والآلات وهي تعمل على تنظيم وترتيب البيت قبل ذهابها الى العمل . أما الزوجة التي ترغب بدقائق إضافيه للنوم فينظر إليها على أنها لا تشعر بالمسؤوليه عن تجهيز الأطفال قبل ذهابهم الى المدرسه , الزوج النشيط الذي يؤدي كل شيء في وقته داخل البيت متهم ٌأنه يقلب البيت الى معسكر ويحرم أفراد الأسرة من راحتهم , وبسبب هذا التباين في الإيقاع تبدأ المشاكل وتحدث الفجوه 

    بعض الأزواج لديهم سبب آخر لوقوع الفجوة بينهما هو عدم الإتفاق في الآراء , والتناقض في العادات أو طرق التفكير ,, وهكذا دواليك  

    في أغلب الزيجات يأتي الزوجان من عوائل مختلفه في مناشئها وشخصياتها وعاداتها , وليس سهلاً على الزوجين في هذه الحاله تأمين علاقة زوجية ناجحه منذ البدايه لأن النزاعات سرعان ما ستبدأ بينهما على أتفه سبب لوجود تلك الإختلافات , وعليه يجب عليهما إحترام بعضهما وفتح الحوار بينهما من أجل التفاهم التام والتوفيق بين تصوراتهما من أجل وقف تلك النزاعات

    الشخص الحكيم حين يكتشف أن شريك حياته في علاقة مع طرف ثالث هذه الأيام , عليه كبح جماح غضبه وعدم الصراخ والعراك لأن هذا يزيد الأمور تعقيداً وعناداً ومعايرة بأسوأ النعوت , بل عليه التفاهم مع الشريك والتصرف بحكمه من أجل إسترداد شريكه حفاظاً على العلاقة والأسره 

    لن ينجح الزوجان في علاقتهما مالم يخصصا وقتاً كل يوم لبعضهما , يتحدثان ويستمعان , يتسليان , يخرجان ,, يمارسان أي نشاط معاً لأن الإحساس بالمشاركة في تفاصيل الحياة العامه يديم العلاقه 

    هناك مثل يقول : شذى الزهرة البريه ليس أجمل من شذى زهرة البيت , لهذا يجب التصرف برفق وشهامه مع من أصبح عقله ضيقاً , وإستعمال الحكمه لتحمل مصائب الموده , ودواء العطف لتلطيف آلام المعاناة , ورحيق الإيمان بالسعاده , لترطيب مواقع الشد التي يسببها الخوف من غدر الزمان 

    د. ميسون البياتي 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media