أهداف مناهج التعليم
    الثلاثاء 16 أكتوبر / تشرين الأول 2018 - 03:55
    د. ميسون البياتي
    أسمى هدف تسعى إليه مناهج التعليم هو تطوير العقول , أما جوهر التعليم فيكمن في إقتباس أفكار جيده مختلفه لتحويل الأفراد العاديين من صنف نمطي لا يتغير الى صنف آخر من الأفراد يتعاملون مع الواقع بوعي ولا يسلمون بكل ماجاء فيه عن عمى 

    أساسيات التعليم لا تكمن في تحفيظ المعلومات وكفى , ولكن في توعية الدارسين أن هذه المعلومات يجب أن تستعمل يومياً في الحياة الخاصة والعامه ليرتقي الأفراد ومجتمعهم معاً 

    من الضروري متابعة الدارسين منذ طفولتهم , لا في مستواهم في دروس القراءة والحساب فقط , ولكن في أسلوبهم في تعلم القيم ؛ النزاهه أول هذه القيم , لأن الطفل اذا طوّر عادة قول الكذب فلن ينتظره مستقبل زاهر . النزاهه أول معايير النجاح 

    اذا طوّر الطفل أسلوباً جيداً في تعلم العادات الحسنه , أن يكون منظماً ومرتباً  , أن يقدّر الآخرين , ويكون محافظاً على طاقاته دون هدر وعدم إستهلاكها دون جدوى , وغير ذلك من العادات الحسنه , فسينشأ شخصاً ليس عليه أن يخشى الخذلان من تحقيق غاياته في الحياة 

    علينا مساعدة الطفل لينمّي قدرته على إحترام الآخرين ويكون مؤدباً مع الجميع وفي كل المواقف . هو حين يفعل ذلك سيكون شخصاً محترماً في مجتمعه بالمقابل 

    بعض الطلبه ليسوا جيدين في الدراسه ويحصلون على درجات ومعدلات ضعيفه , يعود ذلك الى ضعف قدرتهم على التركيز أثناء الدرس , لأنهم ربما يجدون صعوبة في فهم مادة الدرس ؛ يتحولون الى ما يشبه حاوية مقلوبه أعلاها أصبح الى الأسفل ولا يمكن ملؤها مهما سكبت عليها , ولهذا فهم يحتاجون منا الى عناية خاصه لتفهم مشاكلهم وإعادتهم الى الحياة الطبيعية أثناء الدرس 

    يجب تعليم الأطفال على الإجتهاد , نتائج كبرى ومهمه تتحقق في حياة الفرد حين يصبح مجتهداً , أما الأشخاص صغاراً أو كباراً الذين يحبون اللعب أكثر من الإجتهاد فهذا يؤشر قدراً من التخلف في نموهم العقلي 

    عدم الجمع بين النقائض , من المهم في حياة كل فرد أن يعيش بأسلوب حياة إعتيادي , أن يعيش مرحلته العمريه , وأن يصاحب أناس من عمره وجيله وأن يتصرف مثلهم , ليس على الطفل أن يتصرف كالكبار , ولا يحق للشاب الناضج أن يتصرف كطفل . اذا وقع ذلك فهو يؤشر خللاً في الفرد أو أسرته , ويوقع خللاً في المجتمع 

    المنهج التعليمي والتربوي سواء كان ممنوحاً في البيت ومن قبل الأسره , أو ممنوحاً في المدرسه , على القائمين عليه الإضطلاع بدورهم المؤثر والفاعل كاملاً  , ونشر الأفكار التي تركز على الحقوق والحريات والمصير المشترك للبشرية جمعاء في عصر العولمة  , ومن المهم بدرجة قصوى أن يتجه تصميم المناهج الدراسية الجديدة الى خلق الوعي العالمي لإعلاء قيم الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية والسلام 

    د. ميسون البياتي 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media