هل للعراق مصلحة بإدانة النظام السعودي ؟
    السبت 20 أكتوبر / تشرين الأول 2018 - 22:43
    أياد السماوي
    تطوّر جديد في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ينتهي باعتراف سعودي رسمي بمقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول , الرواية السعودية الجديدة بحدوث شجار عفوي بين خاشقجي وسعوديون جاؤوا من المملكة لإقناعه بالرجوع إلى بلده , لم ولن تصمد أمام الحقائق والأدلة الدامغة التي تثبت أن الأمر لم يكن شجارا عفويا , والأشخاص الذين جاؤوا من السعودية على متن طائرتين خاصتين , كانوا مرسلين من قبل ولي العهد محمد بن سلمان شخصيا , وإذا كان الأمر مجرد شجار عفوي أو سوء تفاهم أدّى إلى عراك نتج عنه مقتل خاشقجي , فلماذا أنكرت السعودية كل هذه المدّة مقتله داخل القنصلية السعودية وأصرّت على خروجه من القنصلية حيّا ؟ وأين هي جثة جمال خاشقجي ؟ وهل قطعّت كما تقول السلطات التركية ؟ في هذا المقال لا أريد التعليق على الرواية السعودية في مقتل خاشقجي , فهذا أمر أصبح الآن بيد الرأي العام العالمي والهيئات والمنظمات الدولية والقانون الدولي , شخصيا لا أجد في الرواية السعودية الجديدة إلا مزيدا من التعّثر والتّخبط والتوّرط في هذه الجريمة البشعة .

    الذي يهمني في هذا المقال هو .. هل لنا نحن العراقيون مصلحة بإدانة النظام السعودي المجرم ؟ الجواب على هذا السؤال يعود بنا إلى دور مملكة الشر السعودية نظاما ومؤسسات دينية في تدمير العراق وقتل مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء بفضل فتاوى المؤسسات الدينية الوهابية ودعم النظام المادي والإعلامي للمجموعات الإرهابية التي قاتلت في العراق , فإدانة هذا النظام الراعي للإرهاب هو انتصار للإنسانية وانتصاف لملايين الضحايا في اليمن وسوريا ولبنان وليبيا وفي كل جزء من العالم سقط فيه ضحايا بسبب الإرهاب الوهابي , وواهم جدا من يعتقد أنّ إدانة النظام السعودي المجرم لا تصب بمصلحة للعراق وشعبه وشعوب المنطقة بأسرها , وخصوصا الشعب اليمني الشقيق الذي لا زال يتعرّض للعدوان السعودي الغاشم وقصف طائراته اليومي , وهل ينسى العالم جرائم هذا النظام ضدّ حجاج بيت الله الحرام ؟ وهل ينسى العراقيون الجريمة البشعة التي ارتكبتها السلطات السعودية الغاشمة بقتلها الحاج حسين حميد الحيدري وادعائها بأنّه انتحر ورمى بنفسه إلى داخل الحرم الشريف ؟ لماذا نصمت على جرائم هذا النظام الإرهابي وإلى متى هذا الصمت ؟ وهل جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي هي مجرد جريمة قتل عادية لصحفي معارض لنظامه ؟ وهل يجوز مقارنة هذه الجريمة بجرائم بعض الأنظمة بالخلاص من معارضيها ؟ وإذا ما صمتنا نحن العراقيون عن هذه الجريمة فهل سيصمت الرأي العام العالمي على هذه الجريمة التي هزّت مشاعر الإنسانية جمعاء ؟ أخيرا .. إنّ إدانة نظام آل سعود الإرهابي هو إدانة للإرهاب والشر في العالم وانتصار لقوى السلام والأمن العالميين , وانتصاف لضحايا هذا النظام في العراق واليمن ولبنان وسوريا وليبيا .

    أياد السماوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media