انصافا للمعلم
    الثلاثاء 23 أكتوبر / تشرين الأول 2018 - 07:29
    محمد موزان الجعيفري
    تتساوى بنسب متقاربة في السوء جميع الحكومات العربية من دون استثناءمن حيث الاهتمام المتدني لملف المعلمين والمدرسين في بلدانها . هذه الشريحة من الموظفين الحكوميين يستند اليها بناء المجتمع لكونهم بناة الحياة التي يطمح البلد ان يصلها ويسعد ابناءها لكنها والحق بقال شريحة مظلومة متعبة لاتحظى بالرعاية والامتيازات التي يستحقها اضافة الى الرواتب القليلة التي يتقاضونها خصوصا الذين تكون خدمتهم في مناطق نائية ريفية خالية من شروط العيش وفي مدارس لاتتوفر فيها ابسط الخدمات الضرورية بصحبة اجواء اجتماعية وسياسية غير مستقرة احيانا كما في العراق وسوريا واليمن ، كل هذا ونريد من المعلمين والمدرسين ان يخرجوا لنا طلبة اذكياء يحبون اوطانهم ويتفانون في خدمته !
    لايمكن ان ينهض المجتمع مالم تعاد قيمة المعلم وهيبته ومكانته بين الناس كقدوة ومنارة للتعلم والتوجية والتربية ، فالحكومة باتت عاجزة في السنوات الاخيرة عن النهوض بواقع المعلمين ومثال عن ذلك هو عدم اقرار البرلمانات التي حكمت العراق والتي قضت جل اوقاتها في التنازع ليل نهار على امتيازات اعضائها ، على اقرار تشريعات تعزز قيمة المعلم وتجعله يعيش بكرامة وتشريع قوانين صارمة لردع الاشخاص الذين كثرت تجاوزاتهم على المدارس وعلى كوادرها من معلمين ومدرسين ، اضافة الى معاملة المعلم دون فرق عن غيرهم او تبسيط الكثير من امور حياتهم وتسهيل وتوفير الضمان الصحي الخاص بهم في المستشفيات الحكومية وتخفيض اجور النقل لهم لتمكنهم من الاصطياف والترويح عن النفس والمعالجة .
    كما يمكن ان يساهم اولياء الامور في كل مدينة وفي كل بلدة بدعم المعلمين من خلال تخصيص مبلغ بسيط من كل طالب يدفعه اولياء الامور في بداية السنة لدعم المدارس واجور نقل المعلمين وتلبية حاجاتهم التي لايسدها الراتب الشهري . يجب ان يكون المعلم مرتاحا نسبيا غي حياته العملية ومعيشته لكي يقبل على عمله بلهفة وحماس ليبني لنا اجيالا فاعلة التي بدات تكاد تتسرب من ايدينا تحت ضغط التنكنولوجيا والتفسخ الاجتماعي وضعف التربية البيتية والحروب والنزوح والهجرة لكي ننتج اجيالا قوية فاعلة تساهم في بناء عراقنا الجديد .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media