حين ننصح الآخرين علينا بممارسه ما ننصحهم به بأنفسنا , لأن للأفعال صوت أعلى من صوت الكلمات , ولكي نتجنب إنتقاد الآخرين علينا أن نسلك سلوكاً صحيحاً لأن الحقائق لها صوت أعلى من أصوات الكلمات المنافقة التي تتعمد الأذى 

في الحرب على القائد أن يمتلك روحية المضحي بنفسه ليكون قدوة لجنوده عند تقدمهم الى الأمام . المعلمون الذين يمنحون المعرفه ويعلمون الأخلاق عليهم أن يتحلوا هم أولاً بالمعرفة والأخلاق , بدون المعرفه لا يمكن للمعلم أن يعلّم , وبدون الأخلاق يصبح المعلم مجرد خيال مآته ناطق داخل الصف 

الآباء والأمهات وكبار السن داخل العائله عليهم أن يكونوا نماذج إيجابيه من أجل تعليم أبنائهم السلوك الصحيح , فإذا كان الآباء وكبار السن يمارسون حياتهم خارج بيوتهم التي يتركونها تفتقر الى أبسط المقومات , كيف لهم أن يحلموا بتربية أبناء صالحين ؟

هذه الأيام هناك الكثير من الشباب الذين يعانون من مشاكل سلوكيه سببها الرئيس تلك الأوساط التي نشأوا فيها والتي تفتقر الى النماذج الإيجابيه من البشر , كيف يمكن للقائمين على التربيه أن يعلّموا الأبناء الصدق اذا كان القائمون أنفسهم يكذبون ؟ ومن كان بخيلاً بكلمة طيبه ولا يتقي شح نفسه , كيف له أن يعلّم غيره على الكرم ؟ 

يحكى عن تلميذ صغير أنه سرق قلماً من زميله الذي يجلس معه على نفس الرحله , تطوّر الشجار بينهما حتى تحوّل الى تضارب بالأيدي فجرح أحدهما الآخر . إضطر المعلم الى إخبار أولياء الأمور بالحادثه . حين عاد التلميذ الذي سرق القلم الى البيت نهره والده وقال له : أنت ولد غبي لأنك سرقت قلماً من زميلك , اذا كنت محتاجاً الى قلم كان عليك أن تخبرني وانا أجلب لك من مكتبي صندوق أقلام , لأن العدة المكتبيه السنويه التي تم توزيعها علينا تفيض عن حاجتي كثيراً وأستطيع أن أجلب لك منها صندوقاً !! أي إبن وأي أب .. كيف تنهر إبنك لأنه سرق قلم زميله وأنت تعده بتعويضه بصندوق أقلام مما ستسرقه من عدتك المكتبيه ؟؟ 

السياسيون الطمّاعون الذين يسيؤون إستخدام القانون كيف يتوقعون من مواطنيهم النزاهة وإطاعة القانون اذا كانوا يضربون لهم بأنفسهم أسوأ الأمثله ؟

اذا كان السياسيون مغرورون وبيرقراطيون نمطيون , كيف يتوقعون أن يكون المواطن صالحاً وحقانياً 

د. ميسون البياتي