التطرّف والتخوّف!!
    الثلاثاء 6 نوفمبر / تشرين الثاني 2018 - 10:38
    د. صادق السامرائي
    العالم منقسم إلى دول قوية ذات سيادة لتمكنها من إبتكار وإنتاج ما تريد , وأخرى ضعيفة بلا سيادة حقيقية تعتمد على الدول القوية فيما تحتاجه , فتتحكم بمصيرها وتستعبدها مباشرة أو بصورة غير مباشرة.

    والدول القوية في الغرب وبعض دول آسيا , والضعيفة في أفريقيا ومعظم دول آسيا وخصوصا دول الشرق الأوسط , وبالأخص الدول العربية.

    ومن المفزع أن هناك توجهات متطرفة في بعض الدول القوية , وأصواتها تنطلق وتمتد إلى غيرها , مما أسهم بصعود اليمين المتطرف في عدد منها , وحتى في بعض دول جنوب أمريكا , وهذا ينذر بتنامي مأساوي لأحداث مروعة قد تواجهها البشرية قريبا.

    فالأجواء العالمية السائدة يمكن مقارنتها بما سبق الحرب العالمية الثانية , التي تصدرت فيها الأحزاب اليمينية والشوفينية قيادات بعض البلدان القوية , مما أوردها الحرب الفظيعة الدمار والخسائر.

    والجديد في الأمر أن قدرات البشرية التدميرية قد تعاظمت , ولهذا فالدول القوية لن تسمح أن تكون أراضيها ميادينا للمواجهات الحارقة الفتاكة , وإنما ستدفع بسوح المواجهات إلى البلدان الضعيفة المُستعبدة من قبلها , وهذا يعني أن منطقة الشرق الأوسط ربما ستكون ميدان حروب لا تبقي ولا تذر.

    فاليمين المتطرف يتحرك بقوة ولديه أبواقه وماكنته الإعلامية وأثرياء المال والسلاح , وذوي العاهات النفسية الجاهزين للعمل على تنفيذ أفكارهم السوداء ورؤاهم الحمقاء الخرقاء.

    وفي هذه المحنة المصيرية يتوجب على الدول الضعيفة أن تدخل في إتحادات إضطرارية للحفاظ على وجودها وتقوية مناعتها , وعدم تدحرجها على سفوح الويلات المرسومة والبرامج الخفية والمعلومة.

    نعم لابد لها من الإتحاد الإضطراري , وأن تتجاوز ما بينها من خصومات وكراهيات , وترى بوضوح ما سيحل بها إذا أعطت الفرصة لأكلها تباعا وعلى إنفراد.

    فالواقع العالمي ينذر بإحتدامات أليمة قادمة ذات تأثيرات فتاكة في الأراضي التي ستستعر فيها , ولن ينجوَ من ويلاتها إلا الذين أدركوا قيمة البنيان المرصوص , والتماسك الحقيقي الإنساني الذي يحافظ على كينونة الجميع.

    فهل سيدرك الضعفاء معنى القوة والتحدي والإتحاد؟!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media