الإِعلامُ العَربي مُؤَدلجٌ وَطائِفِيٌّ وَعُنصُرِيٌّ! فَوزُ [الحِجابِ] بِدايةُ نِهايةِ [الإِسلامُوفُوبيا]!
    السبت 10 نوفمبر / تشرين الثاني 2018 - 05:50
    نزار حيدر
          لِفَضائِيَّتَي [ANN (في مُشاركَتَينِ)] و [الرَّاصِد]؛
                     
       أ/ أَنصحُ بعدمِ مُتابعةِ الإِعلامِ العربي إِذا أَردنا مُتابعةِ وقراءةِ  الأَحداثِ الهامَّة في العالَم، لأَنَّهُ إِعلامٌ فاشلٌ وهو مُؤَدلجٌ يحملُ مواقفَ وأَحكامَ مُسبقةً فضلاً عن أَنَّهُ طائفيٌّ وعُنصريٌّ!.
       إِنَّهُ يتبع سياسات الأَنظِمة والسُّلُطات! حرامٌ أَن نعطيهِ من وقتِنا الثَّمين شيئاً!.
       إِنَّهُ لا يُحلِّل بصدقٍ ومهنيَّة وإِنَّما بخلفيَّات وقوالِب ثابِتة، فهو يحبُّ ويكره مُسبقاً ثم يُحلِّل ويُفسِّر الأُمور! ولكلِّ ذلك لا يمكنُ الإِعتمادُ عليهِ في تشكيلِ الوعي والمَعرفةِ وفهمِ الحقائقِ والنَّتائج!.
       إِنَّهُ كذَّابٌ ومُدلِّس! يسرِّبُ المعلومة التي تُريدها السُّلطة ويُخفي الأُخرى التي لا تُريدها السُّلطة!.
       أَنصحُ بمُتابعةِ الإِعلام الغربي بشَكلٍ عامٍّ والأَميركي والبريطاني على وجهِ الخُصُوص! [معَ الحذرِ] فهوَ أَقربُ للواقعِ وأَكثرُ إِماطةً لخفايا الأُمور والأَقربُ إِلى مصادرِ المعلومات والقرار ولذلكَ يَكُونُ أَكثر مِصداقيَّة، يمكنُ الإِعتمادُ عليهِ بشَكلٍ أَفضل!.
       كما أَنَّ إِنتهاجَ الكثيرِ منها نهجَ المُعارضةِ، إِن صحَّ التَّعبير، وسعيِها لمُلاحقةِ الأَخبار الخاصَّة والسريَّة من خلالِ قُدرتِها على الوصُولِ إِلى منابعِ المعلومات ومصادرِها يمنحَها مصداقيَّةً أَكبر!.
       ب/ هذهِ المرَّة تعاملَ الرَّئيس ترامب مَعَ العقُوبات الجديدة التي فرضَها على طهران كرجُلِ أَعمالٍ وليسَ كرئيسٍ! فعندما شعرَ أَنَّ تشدُّدهُ أَكثر من اللَّازم بالعقوباتِ ستدفع بحلفاءَ كثيرُونَ في العالَم للتمرُّد عليها وأَنَّها ستُساعدُ على إِرتفاع أَسعار البترُول في العالَم، عمدَ إِلى الإِستثناءات لحفظِ ماءِ وجههِ، من جانب، ولحمايةِ علاقاتهِ الماليَّة والإِقتصاديَّة والتجاريَّة مع شركائهِ في العالَم!.
       إِنَّها هَذِهِ المرَّة وُلِدت ميِّتة سريريّاً!.
       ج/ لا يختلفُ إِثنان على أَنَّ النَّهج العُنصري للرَّئيس ترامب ساهمَ بشَكلٍ كبيرٍ في فَوزِ إِمرأَتَينِ مُسلمتَين [واحدةٌ مُحجَّبة والأُخرى من أُصولٍ فلسطينيَّةٍ] بعضويَّة الكونغرس! وهوَ دليلٌ على فشلِ سِياساتهِ في قضايا الهجرةِ والنَّظرةِ إِلى الأَقليَّات العرقيَّة والدينيَّة وغيرِها!.
       د/ لقد فتحت سياساتهُ العُنصريَّة عيُون الأَميركان الذين ردُّوا عليها بالتَّصويتِ في صناديقِ الإِقتراعِ! والعبرةُ ليست في هزيمتهِ فقد يَكُونُ ذَلِكَ طبيعيّاً أَن يخسرَ حزبَ الرَّئيس الإِنتخابات النصفيَّة دائماً، وإِنَّما العبرةُ في طبيعةِ الهزيمةِ التي مُني بها وفِي نوعيَّةِ البديلِ الذي صوَّتَ لَهُ النَّاخب الأَميركي!.
       وبعد إِنقلاب الطَّاولة على البيتِ الأَبيض فإِنَّ رُؤية الشَّارع الأَميركي للمسلمينَ بشَكلٍ خاصٍّ وللأَقليَّات بشَكلٍ عامٍّ ستتغيَّر بشَكلٍ جذريٍّ، والفوزُ هُنا هو نتيجة عملٍ دؤُوبٍ للمرأَة عموماً وللمرأَةِ المُسلمةِ بشَكلٍ خاصٍّ، والتي استهدفتها السِّياسات العُنصريَّة أَكثر من غيرِها، سواءً من خلالِ نشاطاتِ منظَّمات المُجتمع المدني أَو من خلالِ الإِعلام الذي صمَّم على فضحِ تلكَ السِّياسات لحمايةِ النَّسيج المُجتمعي منها، خاصَّةً وأَنَّهُ، كما نعرف، شديد التنوُّع والتعدُّد على مُختلفِ الأَصعدةِ، فالسِّياسات العُنصريَّة وسِياسات التَّمييز بأَيِّ شَكلٍ من الأَشكال لا تساعدهُ على حمايةِ نفسهِ من التمزُّق والتفتُّت!.
       كان الرَّئيس ترامب يهدِّد بالحربِ الأَهليَّة إِذا ما خسِر هَذِهِ الإِنتخابات! أَمَّا الأَميركان فلقد أَثبتُوا لَهُ أَنَّ الإِستمرار في سياساتهِ العُنصريَّة وسكوت الرَّأي العام عنها هو الذي يهدِّد بحربٍ أَهليَّة! فقلبُوا الطَّاولة وغيَّروا إِتِّجاهات السِّياسة العامَّة!.
       هـ/ إِنَّ حجز [الحِجاب] لمقعدٍ في الكُونغرس هُوَ بمثابةِ بدايةِ النِّهاية لظاهرةِ [الإِسلاموفُوبيا] التي اجتاحت الغرب في السَّنوات الأَخيرةِ بسببِ عُنصريَّة بعض الأَحزاب والحكَّام الغربييِّن!.
       كما أَنَّهُ سيَزيدُ من ثقةِ المُسلمينَ في بلادِ الغربِ بأَنفسهِم، ما يدفعهمُ للمزيدِ من الإِندماج فلقد عمَّقَ الفَوزُ عندهُم القُدرة على اقتناصِ الفُرص!.
       كذلك، أَتمنَّى أَن يكونَ هذا الفوزُ عامِلاً جديداً لدفعِ مجتمعاتِنا إِلى تغيير نظرتهُم عن المرأَة التي لازالت تتعرَّض للظُّلمِ بكلِّ أَشكالهِ! فيما سيدفع بالمرأَةِ في مجتمعاتِنا، من جانب آخر، إِلى أَن تثقَ بقُدراتِها أَكثر فأَكثر، لتنتزعَ الدَّور والمكانة ولا تنتظرَ المُجتمع أَن يمنحها ذلك! فالأَدوارُ تُنتزعُ بالمُثابرةِ ولا تُمنحُ بالمجَّانِ! خاصَّةً في مُجتمعٍ ينظرُ إِلى نصفهِ الثَّاني نظرةً دونيَّةً!. 
       ٩ تشرِينُ الثَّاني ٢٠١٨
                                لِلتَّواصُل؛
    ‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
    ‏Face Book: Nazar Haidar
    ‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
    ‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media