مُحطم النوافذ ويرتعد.. هكذا يصل قطار بغداد إلى معقل الارهابيين السابق
    الأحد 11 نوفمبر / تشرين الثاني 2018 - 19:33
    [[article_title_text]]
    (بغداد اليوم) ترجمة - في محطة السكة الحديدية الكبرى ببغداد الفارغ نصفها، قطار واحد يحرك الخدمة اليومية التي أُعيد إحيائها مؤخراً إلى الفلوجة، وهي بلدة مُتربة كانت سمعتها سيئة باعتبارها معقلاً للإرهابيين في محافظة الأنبار.

    سائق القطار، ذكر خلال حديثه لصحيفة (العرب) اللندنية والذي ترجمته "بغداد اليوم"، أن "المسارات التي تمر عبر محافظة الأنبار، أصبحت الآن خالية من الألغام التي زرعها داعش بين الجسور المنهارة، التي تم تخريبها على يد المجموعة عندما غزتها في عام 2014".

    وكان التقدم السريع الذي قام به مسلحو داعش، قد أدى إلى إغلاق الخط، قبل أن تطردهم القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة من الفلوجة في عام 2016، وهزمتهم نهائياً في العراق في أواخر عام 2017.

    وأفادت الصحيفة، بأن "مئات الركاب يسافرون على السكك الحديدية الآن بعد توقف دام أربع سنوات، وعلى مسافة 30 ميلاً (50 كيلومتراً) بين بغداد والفلوجة بأكثر من ساعة، وبالسيارة يمكن أن تستغرق الرحلة عدة ساعات".

    ونقلت الصحيفة، عن ثامر محمد، 42 عاماً، أحد سكان الفلوجة، وطالب دكتوراه في التاريخ بجامعة بغداد، وأحد المسافرين اليوميين قوله إن "القطار يوفر الوقت، ووقته محدد، حيث يصل الى محطة بغداد الساعة 8 صباحاً، والتي تناسب جدول أعماله، وكذلك إنه أرخص من السيارة بـ 3،000 دينار عراقي (2.50 دولار) لسعر تذكرته".

    وأضاف محمد، وفقاً لـ"العرب" اللندنية، "ليس عليك التوقف عند نقاط التفتيش، وأكثر أمانًا، وتتفادى بواسطته حوادث الطرق"، معرباً عن امله في "استمرار الخدمة بالعمل، ولكن في الأيام القليلة الماضية كان هناك تأخير، وفي بعض الأحيان ينفد الوقود في الرحلة، أو يعاني من عطل فني".

    ورأت الصحيفة، أن "إعادة إحياء الخدمة اليومية - التي كانت في السابق إحدى سمات شبكة السكك الحديدية الواسعة التي يعود تاريخها إلى الإمبراطورية العثمانية في شهر تموز، مثال حي على محاولات العراق للتعافي من سنوات من الاضطرابات".

    فيما رأى المسافرون، أن "سكك الحديد قد تحسن الأمن بما فيه الكفاية للسماح بمرورها دون عوائق عبر الريف الذي يسيطر عليه مقاتلو داعش والقاعدة خلال السنوات الماضية، لكن القطار متداعي، ويرتعد أثناء زيادة سرعته".

    وبينت صحيفة (العرب) اللندنية، أن "خطوط السكك تسمح أن تصل السرعة إلى حوالي 70 ميلاً في الساعة (100 كم)، ولكن ليس أكثر من ذلك، وتحطمت عشرات النوافذ من قبل أطفال يلعبون في التراب في أحياء فقيرة ببغداد، الذين داوموا على رشق القطارات أثناء سيرها".

    من جانبه، أكد عبد الستار محسن، المسؤول الإعلامي في الشركة الوطنية العراقية للسكك الحديدية، للصحيفة اللندنية، أن "الشركة بحاجة ماسّة إلى التمويل للحفاظ على تشغيل الخدمة"، مردفاً "لقد قمنا بتشغيل الخدمة بأموال الشركة، ونحن الآن نعمل بخسارة".

    ولفتت الصحيفة، إلى أن "من بين المسافرين المنتظمين، شبان عاطلون يبحثون عن عمل، وهي مشكلة دائمة في العراق".

    وقال ياسين جاسم، وهو خريج حديث حصل على شهادة في الطب، إنه "أجرى مقابلة عمل مع إحدى المنظمات غير الحكومية اليوم في بغداد، لكنه لا يحمل الكثير من الأمل". مضيفاً "أحاول الحصول على عمل غير رسمي في الفلوجة، لكن هناك القليل من الأجور المنخفضة".

    وبحسب الصحيفة، فإن "مدينة الفلوجة وريفها عانت على طول نهر الفرات من سلسلة من المعارك المدمرة بعد الغزو الأميركي عام 2003 الذي أطاح بصدام حسين، وأصبحت الفلوجة مدينة سيئة السمعة في عام 2004 عندما قُتل أربعة مقاولين أمنيين أميركيين وتم تعليق أجسادهم على جسر في المدينة".

    وأشارت إلى أن "في كل مكان تذكير بالوضع الأمني الدقيق، إذ تقوم الشرطة المسلحة بدوريات في القطار الذي يمر خلف حفرة من السيارات التي دمرت خلال القتال وبقايا جسر طريق نفذه متشددون".

    ويأمل مسؤولو السكك الحديدية، وفقاً للصحيفة، "إعادة الخدمات إلى الحدود السورية، لاسيما وأن خط الفلوجة خطوة كبيرة إلى الأمام، في الوقت الراهن".

    وكانت شبكة السكك الحديدية العراقية، التي تم تطويرها خلال فترة الانتداب البريطاني وتحت حكم حزب البعث في الستينيات، تستخدم لتمتد إلى اسطنبول وحلب في سوريا عبر الموصل في شمال العراق.

    وفرضت الأمم المتحدة عقوبات في التسعينيات على العراق، وأدى العنف منذ ذلك الحين إلى تدمير معظم الشبكات القديمة، باستثناء الخدمات العادية إلى البصرة والآن إلى الفلوجة.

    المصدر: العرب اللندنية
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media