لا أحد يسمع مزاميرك في الانبار يا داوود؟؟
    الأحد 18 نوفمبر / تشرين الثاني 2018 - 19:50
    محمد علي شاحوذ
    لا جدوى من مزاميرك يا داوود فقد عاد القوم الى نفس صنيعهم القديم, وعادوا مجددا لارتكاب ذات الاخطاء والذنوب, ولم يتعظوا برغم كل التجارب المريرة التي مروا بها. 
    لن تنفع دعوات النصح والحكمة والمنطق التي تتغنى بها, فلن ينصت لك أحد, فالناس عادت من جديد تغوص أكثر فأكثر في وحل الجهل والانانية والظلم والاستعباد والتخلف والفساد.
    عادوا من جديد يرفعون شعار الغابة, القوي يأكل الضعيف, فلا قانون فوق قانون ( أنا وأخي على أبن عمي, وأنا وأبن عمي على الغريب), ديدن كل واحد فيهم أن ينصر أخاه ظالما كان أم مظلوما, فلا وجود لسلطان الحق ولا احترام لنداء العقل ولا هيبة لمنطق العدل.
    عدنا من جديد يا داوود لمستنقع الكذب, والتلفيق, والتزوير, والرشاوي, والغش والنفاق المكشوف, وكل الصفات القبيحة التي حولتنا الى مجتمع جاهلي.
    يا داوود رجع الناس من جديد, يمشون بظل شلة من الحمقى والمعتوهين أهل المصالح والأهواء, الذين ضحكوا عليهم مرارا, فوقعوا في ذات الجحر مجددا دون وقفة تأمل.
    فلن ينصتوا لمزاميرك وعزفك, فالجميع مشغول عنك, فالفقراء, وهم غالبية المجتمع فقدوا الامل بالوطن ومستقبله وهمهم الوحيد توفير لقمة العيش اليومي لعوائلهم, والتي عادة ما تكون مغمسة بطعم الذل والهوان, وأما الميسورين منهم, فأنهم مشغولون بالركض خلف منصب معروض للبيع هنا أو هناك, أو تلهيهم  طبخات الاحزاب وتشغلهم تقاسم المقاولات. 
    عادّ الناس وليتهم ما عادوا, فقد وجدوا بيوتهم, وكل ممتلكاتهم, وذكرياتهم مدفونة تحت الانقاض, عادوا لكنهم ما عادوا مثل ما كانوا, فلا حق يُقال بصوت عالٍ, ولا حقيقة مسموح لها أن تظهر, ولا حجة أساسها المنطق, ولا أخلاق تسود التعاملات, ولا عدالة تحكم المتخاصمين,
    فلا صوت يعلو فوق صوت الباطل ومظاهر الخداع والظلم والاستهتار والاستعباد والتسلط والتزلف والجحود والكراهية والاستحواذ والقهر طغت على كل مظاهر المجتمع.
    لا جدوى من مزاميرك يا داوود, فالغالبية العظمى طرشان لا يسمعون, وخرسان لا ينطقون, وعميان لا يبصرون, وشجعان صاروا تحت التراب, فلا تنتظر من جائع أو بائس أن ينصت للغة العقل ومعدته فارغة, ولا تنتظر من لصوص همهم جمع الاموال الحرام والتمتع بمظاهر السلطة, أن يلتفتوا الى حكمك ونصائحك المتكررة!!.
    على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟, والكل صار يخضع لمبدأ العرض والطلب, فأصبحت الاسواق, والمستشفيات,  والعيادات, والمدارس, والجامعات, والكتب, والملابس, والضمائر كلها صارت تجارية, حتى حب الوطن صار تجارة للسياسيين والمتحزبين واللاهثين للسلطة.
    على من تقرأ زبورك يا داوود والناس بين حائرين, وضائعين, ومهاجرين, ونازحين, ومقيدين, ومكسوري الجناح والخاطر؟. 
    وإن بقينا على هذه الحال التعيسة فسيحل بنا ما حل ببني اسرائيل من لعنات, اللهم لا تنزل علينا لعنتك, ولا تحلل بنا غضبك, ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
    اقرأ مزاميرك يا داوود فدار لقمان لا تزال على حالها!!!. 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media