في رحاب الحضرة النبوية الشريفة / الجزء الرابع
    الأحد 25 نوفمبر / تشرين الثاني 2018 - 19:29
    عبود مزهر الكرخي
    في جزئنا هذا سوف نتطرق وبنظرة مختصرة مقدار التزوير والتحريف الذي أصاب الرسالة المحمدية وبالأخص الحقد الغائر في قلوب الكثير من المنافقين والمبغضين للرسول الأعظم واهل بيته الطيبين الطاهرين(سلام الله عليهم أجمعين). وان كل مبغض لرسول الله هو بالنتيجة مبغض للأمام علي واهل بيت النبوة وهذه الحقيقة لا يختلف عليها أثنان. ولهذا كان المبغض للنبي محمد(ص) يتخفون بعدة استار ولكن سرعان ما ينكشف هذا البغض عند اول اختبار أو تمحيص فيظهر بغضهم ونفاقهم والذي هذا البغض باقي ولحد الآن ومستمر عبر التاريخ والزمان.

    والآن لنأتي ونناقش لماذا ينكرون حدوث الآيات عند مولد نبي الرحمة محمد(ص)ونناقشها بالعقل والمنطق لأننا نقتدي وكل جمهور العلماء من الشيعة بحديث الرسول(ص) الذي يقول { إعرضوا حديثنا على القرآن. فإن وافق القرآن فخذوا به وإن خالف القرآن فإضربوا به عرض الحائط}(1).

    ومن هنا فأن هؤلاء من المشايخ الجهلة ينكرون حدوث الآيات التي ذكرناها في أجزائنا السابقة عند مولد نبي الإنسانية محمد(ص)ولو تتبعنا سير الأنبياء لوجدنا حدوث الآيات والعديد منها عند مولد هؤلاء الأنبياء والرسل فلو رجعنا إلى مولد نبي الله عيسى المسيح(ع)لوجدنا انه كان يكلم أمه مريم العذراء وهو في بطنها وهذا ماذكره في كتاب الله بقوله {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا }(2). وكانت هذه الآية للنبي عيسى(ع)في انه يكلم أمه وهو في بطنها ويقدم الحل في تسهيل المخاض بأكل التمر والذي أثبت العلم الحديث ان أكل التمر يساعد الأم الحامل في تسهيل مخاضات الولادة ثم تأتي الآية الأخرى لنفس النبي في أنه كلم قوم مريم وهم بنو إسرائيل الذي اتهموا مريم بالبغي وانها امرأة سوء ليكلمهم وهو في المهد ويشير ذلك كتاب الله العزيز بقوله { {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا }(3).

    فهذه آيات نبي الله عيسى المسيح وماحدث عند مولده. ولنأتي الى نبي آخر وهو موسى(ع) وهو الذي عند مولده كان فرعون يقتل كل الأطفال ويرميهم بالبحر لوجود نبؤات من سحرة فرعون بمجيء نبي يسقط حكمه وجبروته فكان يقتل كل طفل يولد  ولكن أرادة الله وآية هذا النبي بأن يوحي الله الى ام موسى بقذف هذا المولود في النهر ليتلقفه موسى عدوه وهو فرعون ويجعله أبن له ويلقي عليه محبة من قبل عدو موسى الأول وهذا ما ذكره الكتاب الحكيم بقوله {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}(4). ثم تأتي الآية الأخرى برد هذا المولود إلى امه لأنه كادت ان تبدي به أي تذهب وتقول لفرعون أنه ولدها ولكن الله سبحانه القى الصبر على قلبها وثبت فؤادها ليرجعه اليه مرة أخرى ليرجعه موسى الى أمه ليذكر ذلك الله جل وعلا هذه الآية في القرآن الكريم ويقول {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى }(5).

    ولهذا فقد وهب الله سبحانه وتعالى لنبيه موسى(ع) آيتين آية أنه تم قذفه في النهر ولم يغرق ولم يتم قتله بل وأن عدوه أتخذه ولداً له من قبل امرأته آسيا بنت مزاحم ثم الآية الأخرى عودته إلى أمه لإرضاعه وليبقى معها وتقر معه عينه. فهذا نبي الله أسماعيل الجد الأعلى للنبي محمد(ص) عندما أسكن نبي لله لإبراهيم(ع) زوجته هاجر وابنه إسماعيل في واد غير زرع وهي مكة المكرمة قد اخرج الماء من تحت رجل الرضيع  عندما جاء ملك من السماء وبأمر من الله سبحانه وتعالى وحفر بجناحيه بئر زمزم عندما نفذ ما عند هاجر من أكل وماء والطفل يتلوى من العطش والجوع عند ذلك أعطى هذه الآية العظيمة لهذ الامرأة وولدها لتصبح مكة المكرمة والحجيج فيها من كل فج عميق وبئر زمزم الذين يسقي الحجيج منذ ذلك الوقت ولغاية قيام الساعة.

    ونحن عندنا أئمة الضلال والجهل يستكثرون على خاتم الأنبياء حبيب الله والذي وصل إلى المراتب النهائية من الحضرة الآلهية والتي لم يصلها أي نبي أو ملك مقرب وهو الذي صلى وام بالأنبياء اجمعين بصلاة الجماعة في ليلة الأسراء  والمعراج فهل نستكثر على نبي الرحمة والإنسانية ان يهب الله الآيات التي ذكرتها مسبقاً عند مولدة وهو خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وهو محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم والذي نسخ الأديان والرسالات التي قبله ليكون الدين المحمدي هو الدين الوحيد الذي يقبله الله سبحانه وتعالى بقوله وتأكيده على ذلك في محكم كتابه حيث يقول {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(6). ولكن عندنا هؤلاء أئمة كفر وضلال وجهالة وهذه الفتاوي الصادرة منهم هي صادرة من وعاظ سلاطين ولحاسي قصاع السلاطين وهي تتناغم مع الأهواء الجاهلية والأموية والعباسية وهوى كل مبغض للرسول الأعظم محمد(ص) واهل بيته الطيبين الطاهرين ولتمتد حتى وقتنا الحاضر ولحد ظهور قائم آل محمد(عجل الله فرجه الشريف) وقيام الساعة. وقد وصف القرآن العظيم اهل الكتاب وموقفهم إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}(7).

    وهو دلالة على الحقد الذي يكنه اليهود والمسيحيين وبالأخص المسيحيين التبشيرين في صفحات ووجوه سوف نتكلم عنها أن شاء الله في اجزائنا القادمة من هؤلاء مضاف اليهم الأعراب والصحابة والذين هم جزء من كلامنا هذا في البغض والحقد للنبي وآل البيت والكلام يطول عن هذا الموضوع والذي سنتعرض اليه في أجزاء قادمة أن شاء الله أن كان في العمر بقية.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    المصادر :

    1 ـ التبيان في تفسير القرآن للشيخ الوسي – ج 1 – ص 5. فسير أبي الفتوح 3: 392 باختلاف يسير. الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 13. و أيضاً الفاضل جواد الكاظمي (ت 1065)، مسالك الأفهام إلى آيات الحكام، ج 1، ص 12.

    2 ـ [مريم : 23 - 26].

    3 ـ [مريم : 29 - 32].

    4 ـ [طه : 39].

    5 ـ [طه : 40].

    6 ـ [آل عمران : 85].

    7 ـ [البقرة : 120].

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media