رعاية ذوي الاعاقة مهمة وطنية
    الأحد 2 ديسمبر / كانون الأول 2018 - 22:25
    زاهر الزبيدي
    ترعى الامم المتحدة في الثالث من كانون الأول من كل عام يوماً مهماً من أهم ايام الانسانية ألا وهو اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة ، ليكون هذا العام 2018 تحت شعار " تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان الشمول والمساواة " حيث تأمل المنظمة الاممية من تعزيز "حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ورفاههم في جميع المجالات الاجتماعية والتنموية ولإذكاء الوعي بحال الأشخاص ذوي الإعاقة في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية" .
    الامم المتحدة تصف هذا التمكين كجزء لا يتجزأ من خطة التنمية المستدامة لعام 2030 حيث كان التعهد القائم في إطار جدول أعمال 2030 هو " ألا يُخلّف أحد عن الركب" .. لتحاول بذلك خلق مجتمعات مرنه قادرة على إستيعاب الجميع إجتماعياً ونفسياً واقتصادياً وثقافياً وإدخالهم كعناصر فاعلة مؤثرة مشاركة بقوة فيه وتسهل من إصدار التشريعات التي تخدم مستقبلهم وأسرهم وتعين تلك الاسر في الوقت ذاته على توفير الامكانات التي تعينهم على تمكين ابنائهم في المجتمع ، وفي احتفالية هذا العام سيطلق السيد الامين العام للأمم المتحدة تقريرا رئيسيا بعنوان "تقرير الأمم المتحدة الرائد حول الإعاقة والتنمية  2018 والخاص بتحقيق أهداف التنمية المستدامة من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة.. لأجلهم.. ومعهم .
    وكحال تلك المناسبات الاممية نعتقد أننا في العراق سنمرر تلك المناسبة دون ان نقف عندها لنعيد حساباتنا وما تم تقديمة من فرص عمل وممكنات وآليات قانونية ساعدت أولئك الناس من ذوي الاعاقة على التقليل من همومهم اليومية والتخفيف من حدة التوترات النفسية التي تتركها حجم إعاقتهم .. أعتقد كما حدث مع اليوم العالمي للعنف ضد المرأة عندما مررنا عليه مرور الكرام وكأننا جميعاً قد رضيعنا على انفسنا بالعنف ضدها .. عليه يجب ان تتوفر القناعة التامة لدى الرئآسات الثلاث في البلد ان الاحتفاليات الأممية تلك أنما هي تذكير بالواجبات تجاه شرائح المجتمع كالمرأة ، الطفل ، المسنين ، الارامل والصبية وغيرها تحتفل بها الامم المتحدة لتطلق قائمة إرشاداتها وبرامجها التنموية التي من الممكن الاستفادة منها في مجتمعنا بل هي للتذكير بهم في خضم النزاعات السياسية والعسكرية لضمان عدم ضياع حقوقهم وسط تلك التلاطمات .
    في آب من عام 2017 أطلقت وزارة التخطيط العراقية مؤشراتها للمسح الوطني للاعاقة الذي شمل 13 محافظة ، بدون الانبار ونينوى لظروفها الامنية ، حيث أظهرت تلك المؤشرات وجود 1.355 مليون معاق في العراق مصابون بأحد أنواع الاعاقة التي تشمل ( النظر ، السمع ، الحركة ،الفهم والادراك ، التواصل ، العناية الذاتية ) كذلك فإن أولئك المعاقين يتوزعون بواقع 770 الف من الذكور وبنسبة 57% من مجموع المعاقين و580 الف من الاناث ليشكلن مانسبته 43% ، كما أشير في الاحصاءآت الى أن اعلى نسبة كانت للمعاقين بالحركة وبلغت 42% ، جاءت بعدها الاعاقة في الفهم والادراك وبنسبة 21% ، لافتا الى ان "نتائج مسح الاعاقة الوطني اظهرت التحاق 35% من المعاقين بعمر 6 سنوات فاكثر بنظام تعليمي وهناك 2.5% من المعاقين ملتحقين بنظام تأهيلي، اما غير الملتحقين بالدراسة فقد تجاوزت نسبتهم الـ62%بقليل" .
    أكثر من 5% من مجموعة سكان العراق بحاجة ماسة الى العناية والرعاية لكون نصفهم تقريباً غير قادر على الحركة والاعانة لهم مهمة جداَ لإكمال مسيرة حياتهم بنوع من اليسر بحاجة الى العمل والى أن يتم تخصيص نسبة من التعينات لهم بل يجب ان نحاول الابتكار لوظائف تتناسب وحجم إعاقته فمنهم 86% لا عمل لهم ويعانون البطالة ، ولو افترضنا أننا لم نجد الوظيفة لمن لا يملكون اي إعاقة مع تنوع فرص العمل لهم ؛ كيف سنجد وضائف تخصصية لمن لا يمتلكون كل تلك الفرص في العمل أنها محنة كبير نضعها على عاتق الحكومة لتدبير شؤونهم بما يتناسب واهميتهم في المجتمع .
    نحن بحاجة الى تحشيد الجهود لإيجاد فرص عمل تتناسب وحجم الاعاقة إذاما علمنا أن الجهاز المركزي للحصاء يوفر مؤشراء إحصائية متكلملة وبجهود كبيرة تستحق كل الدعم والاشادة .. 
    في هذا اليوم يجب أن يخصص مجلس الوزراء جلسه خاصة لهم وتعقد الرئآسات إجتماعاً مهماً للنظر في أحوالهم  وتستقبل منظماتهم المجتمعية للوقوف على احتياجاتهم المهمة من العلاجات والوسائل المساعدة كالعربات والأطراف الاصطناعية وبعض المعدات الالكترونية التي تعينهم وتساعدهم على إكمال حياتهم كذلك فإن الفرصة مواتية لإصدار تشريعات تساعد أغلبهم على إكمال دراساتهم وبمختلف مراحلها ، من تلك الاتشريعات إضافة درجات لمعدل من الذين يكملون الدراسة الاعدادية ، حسب نوع الأعاقة ونسبتها ،  ومساعدتهم لدخول الجامعات المناسبة وكذلك إيجاد اسوق متخصصة ومدعومة لهم في بغداد والمحافظات .
    على مسيرتنا التنموية ان تستمر وتأخذ مداها الاعم والاشمل وان لا يتخلف عنها أحد وأولئك الاشخاص من ذوي الأعاقة يجب أن يكونوا في مقدمة الركب لنضعهم أمام أعيننا في كل شيء ايدينا ايديهم وأقدامنا اقدامهم وكل تفكيرنا ينصب بإتجاه تحقيق الاندماج التام بالمجتمع شمول تام ومساوات عادلة .
    حفظ الله العراق .

    زاهر الزبيدي
    zzubaidi@gmail.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media