فما بالُ العراقِ يئنُّ جوعاً* وكلُّ ترابهِ ماءٌ ونورُ؟..
    الجمعة 7 ديسمبر / كانون الأول 2018 - 21:14
    كريم مرزة الأسدي
    سفرتي الأخيرة للعراق، صورتان ومقطع من قصيدةٍ مطولة لي عنه

    فما كان العراقُ بذاتِ يومٍ**على الطرقاتِ تنهشهُ النسورُ

    ولا كان الفراتُ بإبن سوءٍ ***موائدهُ الكواعـبُ والخمورُ

    ولا أمسى بدجلة َأو رباها *** أنينُ البؤسِ أو ثـديٌّ يغورُ

    ولا للشّحِّ في الفيحاءِ دارٌ** بها الخيراتُ تطفحُ والسـرورُ

    ولا الحدباءُ قد نزعتْ حلاها ** فوجهُ الأرض ِتبـرٌ والنميرُ

    ولا ألفَ النخيلُ سوى شموخٍ **يطأطأُ دونهُ الأسدُ الهصورُ

    ولا كانَ الشمالُ على فراق *** كذا مرّتْ دهورٌ بل عصورُ

    فما بالُ العراق ِ يئنُّ جوعـاً****وكلُّ ترابهِ  ماءٌ  ونــورُ؟

    وما بالُ الشبابِ ينطُّ غــربــاً ** وإنْ أكلتْ آمانيهم بحورُ؟

    إلى كمْ ذا تعاني مـن مـرار*** أجـــبْ يا أيها البلدُ الصبورُ

    تريدُ منَ الزمان ِصفـاءَ طبــع ٍ***وطبعُ الدهرِمنقلبٌ غـدورُ
    فكمْ ديسـتْ أمامَ العين ِخلقا **وكـم منْ خلفنا طُعنتْ ظهورُ

    وكلٌّ يــدّعي حقّــاً لشــعب ****كــأنَ لسـانهُ عــيٌّ قصــيرُ

    مصيرُ الشعبِ حـقٌّ لا لفــردٍ ** ولا للغيرِ يحـكمُ ما المصيرُ

    البحر الوافر 

    [[article_title_text]]

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media