د. فائق يونس المنصوري
"عمت عين الليالي وهجم بيت الموت
يتخطه الرعيع وياخذ الماجد"
عُريانُ ! ما ماتَ عُرياناً
لأنَّ الشعبَ البسهُ
ثوباً من التقديسِ منسوجاً من القُبلِ
أمضى زمانُهُ، عُريانَ، مزهواً بقامتهِ
تلكَ التي ما انحنت إلا لخالقهِ
يشدو بحبِ الكادحينَ وسعيهم
الى غدٍ زاهرٍ ممرعِ
غرّيداً مضى، كطيرِ الهور، لا وهنٍ ولا كللِ
ما هابَ سجناً وتعذيباً، لا ولا ذحلِ
بل راحَ يحملُ حُبَّ السوادِ وشعبهِ
في قلبهِ المُترعُ بالأحزانِ والعللِ
ففار في يومِ مسراهُ الفراتُ
إذ أبحرت تلك الجموعُ بهِ مزهواً ببيرقه
نحو النعيم في بحرٍ من الدمعِ والكَمدِ
في يومَ عُريانَ " حتى الماي ورَّث"
"والتوى الصفصافُ" حزناً
لما أبت حشود الكادحين، هادرةً
ان يحتويهِ الثرى جدثاً
فنازعَ مَلْكَ الموت سرمدَّية الابدِ
الا لتسكنهُ نبضَ القلوبِ وفي الاحداقِ والمُقلِ
د. فـائـق يـونـس المنصوري
البصرة
في ٨ كانون الاول ٢٠١٨