الإستثمار المطري!!
    الأثنين 19 فبراير / شباط 2018 - 19:30
    د. صادق السامرائي
    أن تُستثمر مياه الأمطار في مشاريع إروائية وإنتاجية ذات قيمة إقتصادية!!

    فمجتمعاتنا لا تعرف مهارات الإستثمار المطري , وإنما تجيد الإستغاثة من المطر لما يجلبه من الأضرار على البيوت , ولعدم توفر البنى التحتية اللازمة لتصريفه وإستيعابه , وتحقيق الفائدة منه.

    فعندنا مياه المطر ثروات مهدورة , وفي المجتمعات الغربية , كانوا يبنون خزانات لمياه الأمطار في البيوت , فتجد البيوت القديمة في أوربا وأمريكا ذات خزانات كبيرة للمطر , حيث يتم الإستفادة من هذا الماء لقضاء الحاجات المنزلية والإرواء , ولا تزال  البيوت المبنية في القرن التاسع عشر ذات خزانات لمياه المطر في طابقها السفلي.

     والعديد من الدول الأوربية تستثمر في المطر لتزويد البيوت بحاجاتها من المياه , وذلك بجمعها وفقا لنظام تصريفي وتجميعي لها في خزانات تغذي المنزل بالماء بعد أن تمر بأجهزة تنقية وتعقيم.

    وفي منطقتنا التي نشكو فيها من التصحر والجفاف , ينزل المطر بغزارة بين آونة وأخرى , لكننا لا نمتلك الأفكار والمشاريع التي تؤهلنا للإستثمار في المطر.

    فعلى سبيل المثال من الأفضل أن نقوم بحفر الخزانات المائية في المناطق الصحراوية (الجزيرة) , أو إقامة البحيرات الإصطناعية , التي يغذيها ماء المطر , أو يمكننا توريد الماء إليها من النهر عبر الأنابيب.

    ويمكن لصاحب أي حقل أن يحفر بركة ذات حجم معقول يتجمع فيها ماء المطر.

    وبإنتشار البحيرات الإصطناعية والبرك المائية , ستتأثر البيئة وتفاعلاتها , فتتعود على تواصل دورات تساقط المطر.

    ذلك أن العلاقة ما بين الأرض المخضرة والمطر , علاقة وثيقة , ولا يمكن للإخضرار إلا أن يجلب المطر , ولا بد للماء أن يصنع المطر , وبإنتشار البرك والبحيرات الإصطناعية واللون الأخضر في أراضينا , فأننا سنساهم في دعوة المطر , ومدرار الغيوم المتواصل في بلداننا.

    أما إذا تصحرت الأرض , وغاب اللون الأخضر , فأن المطر سيكون نادرا , ومحكوما بالأعاصير والزوابع التي قد تزورنا.

    ويبدو أن التغييرات البيئية الحاصلة في الأرض , ربما ستكون ذات تأثيرات إيجابية على قدوم المطر لبلداننا , وما علينا إلا أن نستحضر الأفكار والمشاريع اللازمة لبناء علاقة إقتصادية زراعية جمالية مع المطر , لكي يتعود على زيارتنا ولا ينسانا.

    فهل من مشاريع إقتصادية تستثمر بالمطر؟!!

    فكروا بذلك , فأنها حقيقة بيئية , وقوانين فيزيائية تستدعي الغيوم للمطر!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media