معرض الكتاب في مسقط البُعد الرابع لأضلاع المربع الثقافي في سلطنة عمان
    الأثنين 19 فبراير / شباط 2018 - 19:37
    د. هادي حسن حمودي
    باحث وأستاذ جامعي عراقي - لندن
    آخر زيارة لي إلى معرض مسقط الدولي للكتاب، كانت قبل أكثر من عشرة أعوام. ولكن عشقي للكتاب الورقي، واهتمامي بمعارض الكتب ومدى استطاعة منظميها المحافظة على نسق متصاعد لتأثيرها بتنوع نشاطاتها، جعلني أتابع جهود العمانيين في تطوير معرض مسقط للكتاب سنة بعد أخرى.
    وإذا كانت مسقط عاصمة سلطنة عُمان فإن معرض الكتاب السنوي فيها هو أحد أضلاع مربع الثقافة في عُمان حيث يستكمل المربع الثقافي أضلاعه بجامع السلطان قابوس الذي تقام فيه المحاضرات على مدار العام، والجامعة التي تمثل النهوض (الأكاديمي) ثم دار الأوبرا التي تعتبر – بحد ذاتها- تحفة فنية راقية توالي أنشطتها وأمسياتها طيلة شهور السنة.
    والحق يقال، أيضا، فإن ما أكتبه عن هذه المعالم الثقافية ليس نتيجة زيارة شخصية واطلاع ذاتي بل يأتي نقلا عن وسائل الإعلام والتواصل مع أصدقاء عمانيين عديدين وغير عمانيين أيضا. ذلك أنه لم تسنح لي فرصة زيارتها باستثناء الجامعة التي زرتها مرة واحدة في أول زيارة لي للسلطنة.
    نعود إلى المعرض
    تمتد أذرع معرض الكتاب إلى بقية مدن عُمان. بل أزيد فأقول أنه ملتقى لخليجيين عديدين من دول مجاورة،  روادا ومتابعين أخذهم للمعرض عشق الكتاب.
    هذا وقد كشف الدكتور عبد المنعم الحسني وزير الإعلام عن برنامج ثقافي ثري ومتنوع خلال أيام المعرض العشرة يضم أكثر من 150 فعالية تنظمها اللجنة الرئيسية، إضافة 24 جهة أخرى بينها مبادرات المجتمع المدني مثل: جمعية الكتاب والأدباء والنادي الثقافي واللجنة الوطنية للشباب ومكتبة ذاكرة عمان والمتحف الوطني وبيت الزبير.
    وقال الدكتور الحسني إن اللجنة المنظمة خصصت هذا العام أربع قاعات متكاملة للفعاليات الثقافية وركنا موسعا للبرامج الثقافية للطفل ولمناشط وبرامج الطفل التي ستقام خلال أيام المعرض.
    وتكرم اللجنة المنظمة ثلاثة علماء ومفكرين عمانيين في حفل الافتتاح تقديرا لإنجازهم الثقافي والفكري ويكشف عنهم في حفل الافتتاح. كما يحتفي المعرض بثلاثة رموز فكرية رحلت عن المشهد العماني خلال الأسابيع الماضية وهم الشيخ سليمان بن خلف الخروصي والشيخ جابر بن علي المسكري والدكتور إبراهيم بن أحمد الكندي.
    وقال الدكتور الوزير إن عدد العناوين المشاركة في المعرض تزيد عن نصف مليون عنوان بينها 35% عناوين حديثة تشارك للمرة الأولى في المعرض.
    ويستمر المعرض حتى العاشر من مارس القادم بفترة مفتوحة يوميا من الساعة العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء. ويفتح المعرض أبوابه للزوار صباح الخميس القادم حيث يخصص الافتتاح الرسمي يوم الأربعاء للدعوات الرسمية.
    وتشارك جهات من الخواص عديدة في المعرض، منها مبادرات المجتمع المدني، وبيوت الثقافة، مثل بيت الزبير، وللجمعية العمانية للكتاب والأدباء حضور بارز، والنادي الثقافي الذي سيحيي ذكرى بعض علماء عمان وكذلك دور النشر المحلية، خاصة بعد تراكم إصدارات عمانية أتاح لها الخواص مناسبة الظهور والانتشار.
    كما إن المعرض يتيح الفرصة للنشاط الفني في الأماكن المخصصة له، وكذلك أجنحة خاصة للطفولة، وأضاف العمانيون في هذه الدورة (مقاهي القراءة).
    من الفعاليات الثقافية
    * مسابقة القراءة:
    تستهدف المسابقة المبادرات النابعة من الأفراد والمؤسسات داخل المجتمع العماني التي تُعنى بزرع ثقافة القراءة لدى شرائح المجتمع. وقد انطلقت المسابقة في دورتها الأولى مع انطلاقة الدورة 19 لمعرض مسقط الدولي للكتاب في عام 2015م، وحافظت على استمراريتها بالتزامن مع كل دورة سنوية للمعرض. وقد شهدت المسابقة خلال دوراتها السابقة تطورًا في الأداء والمضمون وطرق التقييم، مع العناية بتوسيع نطاق المباردات المتنافسة لتشمل ثلاثة مستويات:
    المستوى الأول: مبادرات القطاع الأهلي وهي المقدمة من مجموعة أفراد أو مؤسسات مسجلة رسميًّا لدى جهة حكومية بالسلطنة.
    المستوى الثاني: مبادرات القطاع الحكومي وهي المقدمة من مؤسسات حكومية تُموّل حكوميًّا.
    المستوى الثالث: مبادرات القطاع الخاص وهي المقدمة من مؤسسات تجارية معنية بالكتاب وغيره ومسجلة لدى وزارة التجارة والصناعة، وتُعنى بالجوانب الثقافية، وتشمل الجامعات والكليات الخاصة والشركات والمؤسسات الكبرى وما في حكمها.
    ويتم سنويًّا الإعلان عن المسابقة وشروطها بشهر على الأقل قبل انطلاقة معرض مسقط الدولي لفتح المجال لتسجيل طلبات الاشتراك، ثم يعقب ذلك مرحلة فرز الطلبات والإعلان عن الطلبات المقبولة التي يتم تقييمها على أرض الواقع لاحقًا في أيام المعرض. ويركز التقييم على عناصر الجِدة في طرح المبادرة، والاستمرارية، وسهولة الوصول إلى المجتمع، والدائرة المستهدفة، وإدارة المبادرة ؛ للوصول إلى أفضل المبادرات القرائية في المجتمع وتكريمها
    ***
    وفي حوارات منفصلة مع ناشرين عرب أفادني أكثر من واحد منهم أن معرض مسقط الدولي للكتاب من أكثر معارض الكتب نجاحا في القسم الآسيوي من العالم العربي.
     
    د. هادي حسن حمودي
    (لندن)
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media