مِن [تَجميعِ الجَراثِيمِ] إِلى [الأَمنِ العالَمِي]!
    الثلاثاء 20 فبراير / شباط 2018 - 05:58
    نزار حيدر
       لقنواتِ [بلادي] و [العالَم] و [الكَوثر] الفضائيَّة؛
      
       قَبْلَ كلِّ شَيْءٍ؛ أُقدِّمُ تعازيِّي الحارَّة لكلِّ الأَحرار الذين يقاتلونَ الارهاب، خاصَّةً الشَّعب العراقي، وعلى وجهِ الخُصوص عوائل الشُّهداء، لمناسبةِ إِستشهاد كوكبةٍ من أَبناء الحشد الشَّعبي المُجاهد والغيُور على يدِ عصابةٍ من الإرهابيِّين الذين نصبُوا لهم كميناً فغدرُوا بهِم فجرَ هذا الْيَوْم.
       ١/ لقد تميَّز مؤتمر الأَمن والدِّفاع هذا العام بتراجعِ نظريَّة [تجميع الجراثيم] لصالح مبدأ أَنَّ الأَمن العالمي وِحدةٌ واحدةٌ لا يُمْكِنُ تجزئتهُ!.
       ففي العام ٢٠٠٣ سادت نظريَّة تجميع الجراثيم التي تعتمد على تحريضِ الإرهابيِّين للهجرةِ إِلى العراق، الذي سقط فِيهِ للتوِّ النِّظام الديكتاتوري الشُّمولي البوليسي، لمقاتلتهِم هناك من أَراد ذلك من دُوَل العالَم ودُوَل الجِوار بدلاً من قتالهِم في شوارع واشنطن ونيويورك ولندن وباريس وطهران والرِّياض ودمشق وأَنقرة والقاهرة وصنعاء وغيرها من الدُّوَل! والتي ظلَّت تحرِّض وتدفع وتمرِّر الإرهابيِّين إِلى العراق بشَكلٍ أَو بآخر!.
       أَمّا في العام ٢٠١٣ فقد نأى المُجتمع الدَّولي ودُوَل الجِوار بأَنفسهم عن التورُّط بمقاتلةِ الارهاب في العراق بذريعةِ أَنَّها حربٌ طائفيَّةٌ ليس من [مصلحتِنا] التورُّط في مستنقعِها!.
       أَمَّا الآن فكلُّ العالَم إِنحنى أَمام العراق ورفعَ قُبَّعتهُ للعراقيِّين الذين قاتلوا الارهاب بالنِّيابةِ عن كلِّ العالم، من جهةٍ، وبسببِ ما مثَّلهُ الارهاب من خطرٍ عظيمٍ يهدِّدُ كلَّ العالَم وليس العراقِ فقط، وبعد أَن ثبُتَ للجميعِ بأَنَّ ما جرى في العراق خلال السَّنوات الأَخيرة الماضية لم تكُن حرباً طائفيَّةً وإِنَّما هي حربٌ ضدَّ الارهاب الذي هدَّد كلَّ مكوِّنات المجتمع العراقي بل المجتمعات الانسانيَّة برُمَّتها!.
       إِنَّ الحضور العراقي المُتميِّز في ثلاثةِ مؤتمراتٍ عالميَّة متتاليةٍ تعبيرٌ عن رغبة المجتمع الدَّولي في تقديمِ الاعتذارِ للعراقيِّين.
       والحمدُ للهِ فلقد فضحَ العراقيُّون بصبرهِم ووحدتهِم وتضحياتهِم التي عبَّرت عن إِستجابةٍ شعبيَّةٍ مُنقطعةِ النَّظير لنداءِ الوطن الذي تمثَّل بفتوى الجِهاد الكِفائي التي أَصدرها المرجعِ الأَعلى في اللَّحظة المُناسبة، فضحوا حقيقة الارهاب ومنابعهُ والموقف الدَّولي والإِقليمي المُنافق الذي حاولَ بادئ الأَمر أَن يتمثَّل موقف النَّعامة، فيدسُّ رأسهُ بالتُّراب ويدع مؤَخَّرتهُ مكشوفةً للعيانِ!.
       طبعاً باستثناءِ الجمهوريَّة الاسلاميَّة في إِيران التي سارعت للوقوفِ إِلى جانبِ العراقِ لحظة إِنطلاق الحربِ على الإِرهابِ!.
       ٢/ لم يعُد بإمكانِ نظامِ القبيلةِ الفاسد والإرهابي الحاكم في الجزيرةِ العربيَّة التَّأثير على الموقف الدَّولي كما كان يفعل فيما سبق، وذلك لأَسبابٍ شتَّى!.
       وإذا كانت الرِّياض قد فشلت في إِقناع إِدارة الرَّئيس أوباما بالتَّعامل مع طهران بالقوَّة المُسلَّحة من خلالِ توجيهِ ضرباتٍ عسكريَّةٍ لها، كما كشف عن ذلك وزير الخارجية الأَميركي السَّابق جون كيري على هامش مؤتمر أَلأَمن والدِّفاع، فإِنَّها ستفشل بكلِّ تأكيدٍ إِذا حاولت مع إِدارة الرَّئيس ترامب! لأَنَّ إِستراتيجيَّتهُ قائمةٌ على نظريَّة الابتزاز والاستمرار في حلبِ ضرعِ البقرة، وليس على أَساس إِنفاقِ سنتٍ واحدٍ في غيرِ محلِّهِ! فضلاً عن التَّغيير الواضح في خارطةِ القُطبيَّة الدَّوليَّة!.
       لقد أَثبتت تصريحات كيري، التي أَماط فيها الِّلثام عن طبيعةِ نظام [آل سَعود] البدوي المتخلِّف، مدى فشل وحجم الإِحباط الذي أُصيب بهِ هذا النظام والذي يحاولُ التَّعويض عن فشلهِ وهزيمتهِ في كلِّ الملفَّات التي تورَّط فيها كاليَمن وسوريا ولبنان وغيرها، بأَيَّة طريقةٍ مُمكنةٍ حتَّى إِذا أَدَّت إِلى جرِّ المنطقة لحربٍ شامِلةٍ!.
       ٣/ من المضحكِ جداً أَن تدعو واحدةً أَو أَكثر من الشَّقيقات الإِرهابيَّات الخليجيَّات الثَّلاث إِلى تبنِّي مشروعٍ أَمنيٍّ دفاعيٍّ مُشترك بين دُوَل المنطقة! لأَنَّ فاقد الشَّيء لا يُعطيه! فكيفَ تمنحُ منابِعِ الإِرهاب العالمي الأَمْن لشعوبِ المنطقةِ؟! فضلاً عن أَنَّ هذه النُّظم القبليَّة لا تمتلِك من قرارِها شيءٌ فكيفَ ستُحقِّق مثل هذا المشروع؟! وهي التي فرَّطت بمجلسِ التَّعاون الخليجي وانصاعت لقرارِ واشنطن القاضي بتغيير المناهجِ التَّعليميَّةِ وفرضِها في المدارسِ والمعاهدِ والجامعاتِ إِلى جانبِ قرارِها باقالةِ كلِّ المشايخ التكفيريِّين المتطرِّفين من إِمامةِ المساجدِ وإِستبدالهِم بأَئِمَّةٍ مكتوبٌ على جِباههِم [صُنِعَ في الوِلايات المُتَّحدة الأَميركيَّة]؟!.
       ٤/ لقد حاولَ نتنياهو تحويل مؤتمر الأَمن والدِّفاع إِلى منصَّةٍ لإِستعراضِ أَحدث عروض السِّيرك الفُكاهي من أَجلِ الهروبِ إِلى الأَمامِ بسببِ مُلاحقةِ الشُّرطة لَهُ بملفَّات الفساد التي قد تُطيحُ بهِ!.
       لقد أَطلقَ كِذبةً وصدَّقها فظنَّ أَنَّ العالَم صدَّقها كذلك! ليتبين بانَّهُ الوحيد الذي صدَّقها في هذا العالَم! وهذا ما أَشارت إِليهِ مُختلف وسائل الإِعلام العالميَّة منها مُراسل [BBC] في المؤتمر!.
       لقد تعاملَ الاعلام العالمي مع كذبتهِ بصفتِها إِستعراضاً يشبهُ السِّيرك وهذا دليلٌ على أَنََهُ لا أَحدَ صدَّقها فضلاً عن أَن يتعامل معها بجِديَّةٍ أَو يعلِّق عليها!.
       كلُّ الدُّول التي تحترم نفسها سعت إِلى أَن تقدِّم رؤيةً دوليَّةً مُستقبليَّةً عن الأَمن والسِّلم العالميَّين! وهذا ما قرأناهُ في كلمة السيِّد رئيس مجلس الوزراء الدُّكتور العِبادي الذي قدَّم رؤيةً مستقبليَّةً أَسَّسها على النَّصر النَّاجز الذي حقَّقهُ العراقيُّون في حربهِم على الإِرهاب ومواجهةِ مشاريعِ التَّجزئة والتَّقسيم، إِلَّا الرِّياض وتل أَبيب وواشنطن التي اجترَّت خطاباً واحداً بثلاثِ نُسخٍ محورهُ صناعةِ عدوٍّ وهميٍّ في المنطقةِ والعالَم! ولذلكَ تجاوزَ المُؤتمرُ خطابهُم! لأَنَّهُ كانَ خارج الزَّمن والحاجة والمُستقبل!.
       ١٩ شباط ٢٠١٨
                                لِلتَّواصُل؛
    ‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
    ‏Face Book: Nazar Haidar
    ‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
    ‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media