صفحة الاشراق ومحطة الاضاءة
    الأربعاء 21 فبراير / شباط 2018 - 06:06
    عبد الخالق الفلاح
    الحشد الشعبي الصفحة المشرقة للدفاع عن الوطن ببطولاته وتضحياته وقف الانهيار في العراق ، ابتعد بهذه الجموع الشجاعة من شفا حفرة التمزق، محطة مضيئة وسط العتمة ، ومناهضوه هم أصحاب فكرة تقسيم العراق ، وراحت انتصاراته تتولى في تحرر الأرض من سيطرة داعش، وهو الذي مزق أوراق المخططات الإقليمية ومشاريعها ورقة ورقة ، ومشروعاً مشروعاً،مقاتلون، يقاتلون لأجل غرس مبادئ الدولة الحديثة وتعزيز حقوق الإنسان من خلال تضحياتهم التي يقدمونها في ساحات الوغى، جراحاتهم لا تمنعهم من مواصلة القتال . للدفاع عن ضحايا ساسة خونة باعوا ذممهم وخنعوا لمصالحهم ومصالح من جندهم ليقفوا ضد ابناء جلدتهم في حرب حملت في خفاياها كل اساليب الانحطاط والتساقط والتسافل لقتل كل امل يلوح في افق شعب هذا الوطن واطفاء كل شعلة نور قبل ان تلمحها اعين المساكين ولم يترددوا في تنفيذ اجندة الاعداء الذين تسربلوا سربال الحريص الحاني العطوف ،هؤلاء المرابطين في سوح الجهاد ضد عصابات داعش الاجرامية ، وحملوا الكثير من المعاني التي لايمكن وصفها والحديث عنها في سطور قلائل، لكنها تدل على التضحيات المثالية للرجال في دفع الخطر بعيدا عن البلاد، رغم المؤامرات التي تحاك ضدهم داخليا وخارجيا لعرقلة تكليفهم الشرعي . والمشاركة الفاعلة والمؤثرة في الحرب المقدسة ضد التنظيمات التكفيرية ، هذا الفصيل المؤمن بالمقاومة والعقائدي الرائع ينتمي شكلاً ومضموناً الى المذهب والوطن من منطلقات اخلاقية وانسانية ودينية دعمت ايمانه و بعدالة القضية التي يضحي من اجلها وبضرورة محاربة الارهاب وتطهير الارض منهم  والتصدي لمحاولات الترويع الانساني وزراعة المحبة بدل الرعب في اوساطه وفي حدود هذه المنطلقات يقدم دون مقابل،  ويضحي دون ثمن، ويتنازل للجميع من أجل شعارات الوحدة الوطنية والمصلحة الإسلامية العليا. وفي الوقت نفسه ، يذعن الجميع بأن شبراً واحداً من أرض العراق لن يتطهر من إحتلال الجماعات المسلحة التكفيرية والطائفية لولى قوات الحشد الشعبي التي دافعت عن المقدسات والحرمات لكانت بغداد بعد الانهيار المتسارعة وراح يزحف الإرهاب نحوها لابل العراق في خبركان وبينما كان يعيش الجيش الوطني العراقي في حالة من الفوضى، كان يبدو وكأن لا شئ يمكنه إيقاف هذه المجموعات الاراهبية  . "يعجز اللسان وتقصر العبارات وتشح المعاني امام من كتب بالدماء حقيقة الولاء وروعة وقصة الاباء و قد يحتاج المرء إلى عمر بأكمله حتى يبلغ مدحتهم ولعله لا يبلغ ألمرام فالكلمة لها أفق محدود قد لا ترقى لمستوى أن تحاكي مقام الجهاد والشهادة، فإن المداد وحب الوطن صانعا للشهداء إلا أنه لن يفي المديح بحقهم وللأمم مقاييس واضحة في إظهار مدى تعلقها بالدفاع عن مقدسات الوطن وإصرارها على الحياة الكريمة وتأتي على رأس تلك المقاييس مقدار التضحيات التي قدمتها من اجل تربة الوطن وضحوا بدمائهم في ساحات المعركة لتوفير الحرية والأمان والشهادة في هذا الإطار تعني الشهادة في سبيل الأهداف ألسامية ومناجاة دم الشهيد قيمة ووطنية ينشد فيها حب الوطن التي صاغ الحنين والشوق والرقة كلماتها ويمتزج فيها الإحساس العميق والحب الصادق,وتتواصل فيها تنهدات ألعاشق وتتلاحق أنفاس اللهفة ففي المناجاة تطمئن القلوب وترتاح النفوس فيه ويرتاح البال وهي نزعة إنسانية عريقة عرفتها الشعوب واصل في تراثنا العراقي لما يعبر عنها من مشاعر جياشة ناجمة عن طبيعة ألإنسان وقيمه الأخلاقية والإنسانية الروحية والتي تحسسها الشهيد من خلال ايمانه بالوطن" لا ريب من كون الدور الإنساني يشكل معيارا كبيرا للفعل، وبصرف النظر عن الخلفية الكامنة من وراء هذه الممارسة التي تحسب للحشد، فإنها تعد نقطة تحول حقيقي في بوصلة الحشد وقادته في العراق ،

    تبقى هذه القوى الشريفة متهمة بدينها وعدم ولائها وإنتمائها للوطن مدامت تؤمن بهذه المفاهيم عند الحاقدين ، الحشد الشعبي وريث المضطهدين والمقتولين والمهجرين والمطاردين والمعتقلين والمعذبين والمدفونين في المقابر الجماعية ،عراقيون أصلاء ،أبناء التاريخ المليء بالدماء والدموع .ولكن هناك البعض من الذين يتواطؤون مع داعش للاسف الشديد لا زالوا ضمن الخلايا النائمة التي تقوم باعمال اجرامية لم تعالج استخباريا والمامول من اصحاب المناطق الساخنة استئصالهم ،رغم ان الحشد الشعبي يفتخر بتقديم المزيد من الدماء خدمة لحماية العراق لكن عليه ان يكون حذراً في تحركاته ، من هنا في مساء يوم الأحد 20/2/ 2018 تعرضت قوة من هؤلاء الابطال لكمين غادر من قبل مجموعة إرهابية من المنطقة متنكرة بالزي العسكري مما أدى إلى اشتباكات عنيفة دامت لأكثر من ساعتين وبسبب عدم الدقة في دراسة تحرك تلك القوة استخبارياً قبل التنفيذ واستشهد 27 بطلا من القوة الخاصة التي تم محاصرتها مع الاسف .

     هذه المجموعات الطيبة من الضروري عدم التفريط بها بعد ان اصبحت ضمن مؤسسة وطنية ضرورية في بناء الدولة والحفاظ على مقدراتها وان يصار الى دعمه ماديا ولوجستيا لكي يتمكن من بناء نفسه والوقوف صلباً وفق قاعدة دفاعية متينة في مواجهة الارهاب الذي لا يمكن الاستهانة به، فالارهاب الذي يهدد بغزو الرقعة الجغرافية الاكبر في العالم و يمتلك القدرة على التلاعب بمقدراته في ظل مساندة الدول الداعمة للارهاب و يحتاج الى قوة مواجهة تمتلك وعيا انسانيا متجاوزا لحدود الانحيازات كما يمتلك ايمانا كبيرا بضرورة القضاء على الارهاب واحلال السلام والعدالة واشاعة مفاهيمها في عموم الاوساط الانسانية ، فهذه المفاهيم هي التي جند الارهاب نفسه للقضاء عليها تمهيدا لادخال العالم الى انفاق الظلام والوحشية وفوضى الصراعات الانسانية ولا نعتقد ان هنالك قوة بلغت حدودا من الايمان بالانسانية والايمان بالسلام ومفاهيم العدالة كما بلغته قوة الحشد الشعبي .

    عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media