أما آن الأوان ليعتذر رئيس الإقليم للشعب الكردي كما وعد؟!
    السبت 10 مارس / أذار 2018 - 14:55
    بختيار حريري
    التاريخ لم يدون في ملفاته اعتذار لحكام ودكتاتورين وطغاة من اسلاميين وغيرهم..  للشعوب بسبب تخوفهم وعدم جرأتهم من اعلان مسؤوليتهم عن الاحداث التي نجمت بسبب سياساتهم واخطائهم .. بالإضافة الى خوفهم على ممتلكاتهم واموالهم وسلطتهم من الضياع .. ناهيك عن الخوف من المحاسبة ..
    مسعود البارزاني ونائبه كوسرت رسول علي يتحملان مسؤولية أساسية مع احزابهم في تدمير احزابهم وما لحق بأعضائهم من خسائر سياسية واخلاقية استفاد منها من يختلف معهم بمن فيهم الاسلاميين وحركة التغيير كقوة معارضة ..
    في الاستفتاء الذي اصر عليه البارزاني مع مجموعة من خمسة احزاب هم كوران والاتحاد والحركة الاسلامية والاتحاد الاسلامي .. هم المسؤولون الاوائل عن تعهداتهم بخصوص نتائج الاستفتاء ـ الريفارندوم الذي تسبب بنتائج سيئة وعكسية اضرت بالكرد ومنجزاتهم في الاقليم وخارجه ..
    والديمقراطي الكردستاني  الذي يمكن اختزاله بشخصية مسعود البارزاني يتحمل مسؤولية مباشرة عن جلب داعش السنة وسقوط الموصل وسنجار وسهل نينوى بيدها .. وكذلك دخول الحشد الشعبي الرديف الشيعي لداعش الى كركوك وطوز خرماتو وبقية منطقة كرميان التي تشمل اطراف من ديالى  وخانقين ومندلي..
    ورغم ان الاتحاد والديمقراطي الكردستاني يستخدمون مصلح الاحتلال لوصف دخول الجيش العراقي الى كركوك .. رغم استمرار بقاء الاقليم جزء من العراق واستمرار العلاقة بين الاقليم والمركز كوحدة جغرافية وطنية هي العراق ..
    بينما يجري غض النظر عن تواجد الجيش التركي في كردستان وبقاء المطارات والقواعد العسكرية التركية المتعددة في عدة مناطق بالضد من مصلحة الشعب الكردي وعدم وجود اتفاقية رسمية تسمح لتواجدهم ..وما اعلن رسميا من مطالبة علنية للحكومة العراقية من الاتراك بسحب قواتهم وانهاء تدخلهم في شؤون كردستان والموصل وتلعفر وسنجار ..
    لكن الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني لديهم سفراء وممثلون في عدة دول اوربية وعربية وتركيا ولا يحركون ساكناً ازاء التداخلات التركية وما تسببه من اضرار للكورد ليس في العراق وحده .. بل في تركيا من قمع متواصل وايضا في سوريا كما هو الحال في منطقة كوباني وعفرين ... التي اصبحت هدفاً للجيش التركي وطيرانه ومدفعيته البعيدة المدى.. والتي يصر اردوغان والطغمة الحاكمة بإعلان نيته في اقتحامها وتدميرها جاعلا من الكورد المسالمين ارهابيين يستهدفهم بالتنسيق مع قوات سورية تابعة للمعارضة.. مع مجموعات ارهابية حقيقية كانت تعمل في صفوف الدواعش جرى تجنيدها وزجها في المعركة ضد الكورد ومن يعاضدهم في عفرين وضواحيها ..
    يجري هذا منذ فترة طويلة بصمت من قبل حكومة الاقليم وخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي ارتبط بعلاقات اقتصادية عائلية مع اوردغان وعائلته وحزبه الذي بات يتحكم بالمواقف ويسعى لتحديد مصير الكورد.. بإعلان رفضه لتشكيل الدولة الكردية وهذا هو التناقض في مواقف البارزاني الذي رفع لواء الاستفتاء واعلان الدولة الكردية من جهة.. وعلاقاته السياسية المفرطة بحكام تركيا الرافضين لأي شكل من اشكال حقوق الشعب الكردي.. ناهيك عن اعلان موقفهم الرافض بصيغة واضحة للدولة الكردية التي قال عنها اوردغان : 
    رفضنا في الماضي والآن وفي المستقبل.. سنرفض تحويل كردستان الى دولة.. واستصغر دعوة البارزاني و استهزأ به متسائلا بسخرية كيف يمكن لرئيس عشيرة ان يشكل دولة ويحلم بالاستقلال!!
    وبالنسبة لرئيس حكومة الاقليم في كردستان نجيرفان البارزاني كان قد صرح قبل الاستفتاء .. لا توجد حكومة عراقية .. وليس هناك اقتصادي عراقي والدولة مفلسة .. والان يتوسل بطلب المساعدة ويشحذ الاموال متوسلا الحكومة المركزية بتسديد الرواتب ومستحقات الشعب الكردي التي تضررت من جراء الاستفتاء وعواقبه ..
    أأمل ان يراجع نفسه ويقدم جزء مما يمتلكه للشعب .. والاعلام يتحدث عن المليارات التي ادرجت في حساب العديد من المسؤولين الكرد من الاتحاد والديمقراطي الكردستاني خاصة وانه هو المشرف على ملف النفط بالتنسيق مع الحرامي الكبير اشتي هورامي الذي يشكل فقاعة وصورة كارتونية للوضع بحكم الفساد الذي يعم وينتشر في كردستان منذ 27 عاما اعقبت الانتفاضة الثورية التي تسببت في هروب الدكتاتورية وانسحاب مؤسسات الدولة من كردستان عام 1991 ..
    كل هذا يجري ويتفاقم مع الزمن وبالأمس تم اعلان ميزانية الدولة العراقية للعام 2018 من دون مشاركة كردية حيث قرر الكورد الانسحاب من جلسة البرلمان .. اعقبها نداءات جديدة من مسعود البارزاني يطالب الكورد بالانسحاب من الحكومة..  وهي تصريحات ومواقف تعقد الوضع وتشكل امتدادا لذات النهج الخاطئ الذي اصر على اجراء الاستفتاء رغم تحذير كل الاصدقاء والحكام والدول  وبدلا من ان يعلن البارزاني اعتذاره وتحمله للمسؤولية عن نتائج الاستفتاء كما اعلن وصرح حينها ما زال يصر على ذات النهج ويعتبر نفسه زعيما وقائدا ورئيسا للإقليم يحق له فرض ارادته ..
    ان هذا المسلك السياسي المصر على الخطأ.. ليس الا امتدادا لنهج الانفراد والدكتاتورية الذي يحبذه الطغاة والجبابرة والمستبدين .. ونحن كشعب كردي بحاجة لقائد او قيادة ماندلية ـ جيفاروية ـ قاسمية  تخدم الشعب وتساهم في ضمان مستقبله الآمن دون مقابل ..

    رئيس ومناضل حقيقي لا يسرق ولا يتحول الى لص مشجع للفاسد و محتضن الجحوش و الأغوات المجرمين الذين ساهموا بتدمير كردستان في مرحلة الانفال .. رئيس غير مقامر بوضع شعبه ومستقبله..
     هذا ما نحن بحاجة اليه في هذه المرحلة ..
    فهل يتعظ البارزاني بعد كل هذا الخراب ويعلن اعتذاره وفسح المجال للشعب الكردي واحزابه بمواصلة السير نحو افق الدولة الديمقراطية الكردية التي تعتمد حقوق المواطنة وضمان حق الاقليات واحترام المرأة وحرية الصحافة وبناء المجتمع المدني الذي يتطلع اليه الكورد بشغف كسائر الشعوب في العالم ..

    بختيار حريري
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media