تقرير: قوة سعودية - أميركية في بغداد لتأمين زيارة بن سلمان.. وهذا دور المخابرات العراقية
    الخميس 15 مارس / أذار 2018 - 19:46
    [[article_title_text]]
    (بغداد اليوم)  بغداد - ذكرت صحيفة (إيلاف) الإلكترونية السعودية، الخميس، أن بغداد تقوم بتحضيرات أمنية ولوجستية، إستعداداً لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى العاصمة العراقية وبعدها إلى محافظة النجف، فيما لفتت إلى أن ذلك سيتم بمشاركة قوة سعودية وأميركية، بالتنسيق مع المخابرات العراقية.

    ونقلت الصحيفة السعودية في تقرير لها، عن مصدر سياسي عراقي رفيع المستوى، قوله إن "تحضيرات أمنية ولوجستية يجري إعدادها في بغداد استعدادا لزيارة متوقعة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان".

    وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته للصحيفة، أن "وحدة أمنية سعودية وصلت إلى مطار بغداد الدولي، أمس الأربعاء، وتمركزت في قاعدة قريبة يتواجد فيها عسكريون أميركيون تحضيرًا لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان".

    وأشار إلى أن "الوحدة ستجري متابعة أمنية وتهيئة لوجستية للزيارة، ينتظر أن يعقب وصولها فريق تشريفات ملكي إلى بغداد"، مبيناً أن "هذه الوحدة ستعمل بالتنسيق مع قوات النخبة العراقية وقوة من اللواء الرئاسي وجهاز المخابرات العراقي وقوة أميركية لوضع الترتيبات الأمنية في بغداد ومحافظة النجف".

    أبعاد سياسية وإقتصادية

    وبحسب تقرير الصحيفة، "تنشغل الأوساط السياسية العراقية بزيارة ولي العهد السعودي إلى بغداد وأبعادها السياسية والاقتصادية، فيما تجري الترتيبات في بغداد لاقامة حفل رئاسي كبير".

    وأوضح التقرير، أن "أول من كشف عن هذه الزيارة المرتقبة كان وزير الدفاع السابق النائب الحالي سعدون الدليمي، الذي غرد على صفحته في تويتر قائلاً إن (ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيزور بغداد رسميًا ليومين، الأول في بغداد لتوقيع اتفاقيات مع رئيس الوزراء والثاني زيارة النجف الأشرف واللقاء بزعامات دينية)".

    وتابع، أن "الدليمي لم يشر في تغريدته، إلى افتتاح القنصلية السعودية في النجف التي ستكون ضمن أجندة الزيارة، التي تمسك بملف الزيارة بعيدا عن وزارة الخارجية العراقية التي تتابع مسألة التحضيرات التشريفية".

    ولكن الدليمي أكد، وفقاً للتقرير السعودي، أن "زيارة ولي العهد السعودي إلى العراق، ستكون تاريخية تبشر المنطقة والمسلمين جمعاء بمرحلة جديدة من السلم والتعايش بين المسلمين بعيدا عن التكفير والصراع الطائفي".

    وأضاف: "عانينا الكثير في هذه المنطقة بسبب توريث الكراهية وزراعة الحقد ضد بعضنا البعض ولم نجنِ الا الضعف والهوان وطمع الأغراب فينا فاحتلونا تارة وفتنونا تارة أخرى".

    ولفت الدليمي، بحسب التقرير، إلى أن "الوقت قد حان لكي ندرك ضرورة نبذ الكراهية وتعليم محبة الاخر في بيوتنا ومدارسنا والتي بدونها لا يتحقق السلم ولا العيش المشترك".

    من جانبه، أفاد مصدر حكومي عراقي، للصحيفة، إلى أن "الزيارة ستأتي باستثمارات هائلة وأن منسقة أممية ستتولى ملف الخليج العربي ناقشت قبل نحو شهر الزيارة المرتقبة مع المسؤولين العراقيين".

    وشدد المصدر وهو مستشار رفيع في الحكومة، على "أهمية الزيارة"، مبيناً أن "الرياض باتت تعي جيدا ان كسب العراق ومن يسهم في استقراره وأمنه وإحياء بنيته يعني كسب كل المعارك الأخرى الأمنية والاقتصادية في المنطقة".

    وأردف بحسب الصحيفة، أن "كسب العراق رهان استراتيجي تتعامل معه السعودية بهذا الاتجاه وهذا ما عبر عنه صراحة السفير السعودي في بغداد لدى لقاءاته مع المسرولين العراقيين".

    ودعا المصدر، السعودية إلى "تحييد العراق عن أي محور في المنطقة بوصف ان ذلك امر مهم وحتمي أيضًا، اذ جرب العراقيين معنى ان يكون العراق بوابة شرقية وحجم الخسارات التي تبعت ذلك واليوم يجربون خطر ابتلاعه من قبل إيران".

    وتابع، وفقاً للتقرير، أن "الاستراتيجية الأهم هي يجب ان يكون العراق قوة بذاته وينبغي تحييده، وعندما تعمل السعودية على ضمان تحييده عن صراعات المنطقة فانها تحقق جزءًا من نظرية الصد"، لافتاً إلى أن "الانفتاح الاقتصادي مهم وواضح، وجزء من ترسيخه هي الشراكات الاقتصادية التي يتوقع ان تكون حاضرة بقوة في زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان".

    أهمية الاستثمارات

    من جهته، قال الخبير الاستراتيجي فاضل أبو رغيف لـ"إيلاف" السعودية، إن "اهم ما في زيارة بن سلمان إلى العراق هي سلة الاستثمارات الكبيرة، وان الزيارة ستثبت الاسس العميقة في التفاهمات الثنائية"، مبينا ان "الاتفاقات خلال الزيارة ستكون تأصيلية متجذرة غير قابلة للتبديل او التغيير وإن تبدلت الحكومات".

    وأضاف أن "السمة الغالبة في هذه الزيارة هي سمة الاستثمارات"، لافتا إلى ان "اكبر مصنع في الشرق الأوسط لشركة المراعي سيشيد في محافظة واسط جنوب العراق قريباً".

    وتابع أبو رغيف وفقاً لتقرير الصحيفة، أن "الموضوع الجديد فيها هو ترسيخ الصلح التاريخي والتذكير للعالم والمنطقة بعروبة شيعة العراق"، موضحاً أن "السعودية تعول كثيراً على العراق لأن يكون دكة اصلاح بين الدولة المتناوئة".

    خطوة بالاتجاه الصحيح

    فيما اعتبر الباحث واستاذ العلوم السياسية في جامعة الكوفة إياد العنبر، الزيارة بأنها "خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن يبقى السؤال: هل لدى العراق رؤية واضحة باتجاه علاقته مع السعودية؟".

    وبيّن أن "الرؤية تكمن في كيفية جعل السعودية شريكاً اقتصادياً فاعلاً مع العراق، وكيفية إقناع السعوديين بعدم التقاطع بين الأمن القومي السعودي واستقرار الوضع الامني بالعراق".

    وتعود الصحيفة في تقريرها إلى الزيارة المرتقبة، حيث نقلت عن مصادر سياسية عراقية، قولهم إن "ولي العهد السعودي ولدى زيارته التي تحيط اجندتها ومواقيتها السرية إلى النجف، سيلتقي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فضلاً عن لقائه بالمرجع الديني الأعلى آية الله علي السيستاني".

    وأوضحت المصادر، إلى أن "لقاء بن سلمان بالسيستاني ينظر له بأهمية بالغة، تقرن بلقائه شيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية".

    يذكر أن العلاقات العراقية السعودية شهدت في الأونة الأخيرة حراكا رسمياً، وذلك بعد زيارة وزير الخارجية السعودي عادل جبير إلى بغداد، ثم أتبعها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بزيارتين إلى السعودية التقى خلالهما الملك سلمان.

    وفي 21 تشرين الأول، أطلق المجلس التنسيقي بين السعودية والعراق، حيث عقد البلدان اتفاقيات غير مسبوقة برعاية العاهل السعودي الملك سلمان، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وحضور وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون.

    وقبل ذلك، أجرى وزير داخلية العراق قاسم الأعرجي، زيارة إلى السعودية التقى فيها ولي العهد محمد بن سلمان.

    وأعقب زيارة الأعرجي، وصول زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، إلى المملكة العربية السعودية، التقى خلالها ولي العهد محمد بن سلمان، نتج عنها الاتفاق على افتتاح قنصلية سعودية في محافظة النجف.

    وقبل نحو أسبوعين، قال رئيس الوزراء حيدر العبادي إن "العلاقات بين العراق والسعودية على الطريق الصحيح، ونتطلع إلى توسيعها في جميع المجالات بما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين، والتعاون من خلال المجلس التنسيقي الذي يعد قاعدة لنمو العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري والخبرات".

    وكان المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أشار في وقت سابق، إلى أن رئيس الوزراء العراقي تلقى اتصالًا هاتفيًا من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، تعهد خلاله بإنشاء استاد لكرة القدم في العِراق، وذلك بعد المباراة الودية التي جمعت منتخبي البلدين، في محافظة البصرة نهاية الشهر الماضي.

    المصدر: إيلاف 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media