أربعون سنة من الأكاذيب والتسقيط وتمزيق الصف الشيعي
    الخميس 15 مارس / أذار 2018 - 20:04
    خضير العواد
    إنها لعبة السياسة ومفهوم الغاية تبرر الوسيلة لقد خلطوا الأوراق وجعلوا العائلة الشيعية منقسمة على بعضها تلعن بعضها بعضا من أجل السيطرة على الشارع الشيعي حتى وأن كان الثمن تمزيق الصف الشيعي ، لقد كانت الانطلاقة من بداية الستينات عندما كشف المرجع الراحل السيد محمد الشيرازي أفكار حزب الدعوة ومخططاتهم للسيطرة على الشارع الشيعي وقيادته بعيداً عن القيادة الشرعية (المراجع) وبدءوا بعميلة تسقيط وتشهيرلا يعرف مثيلها  من قبل لهذا المرجع الكبير الذي سبق زمانه بالأفكار والتطلعات والهمة العالية التي أنتجت بالرغم من التحديات والضغوط والعقبات وعمليات التسقيط والتشهير اكثر من 1000 كتاب وكتيب بالإضافة الى مئات المشاريع الخيرية العملاقة ومن ضمن هذا المجلات والجرائد وما هذه الفضائيات التي انطلقت في العالم الشيعي إلا بذرة من بذور ذلك المرجع الكبير (قدس) ، وعندما لم يستطيعوا أن يحدوا من شعبيته والتفاف الجماهير حوله بدءوا بالتوجه الى ضرب مرجعيته من خلال الطعن باجتهاده وهذا ما صرح به السيد طالب الرفاعي لبعض الإخوان (وطلب منهم أن يحصلوا له على براءة الذمة من المرجع السيد محمد الشيرازي قدس الشريف) وبالفعل توصلوا الى ما يبغون اليه عندما حصلوا عن طريق جواب لرسالة للمرجع الكبير الراحل السيد الخوئي تتساءل عن اجتهاد المرجع الكبير السيد محمد الشيرازي فكان الجواب أنه لم يدرس لدينا بالإضافة الى عبارة أمره مريب ؟؟؟ ، هذا الإستفتاء ضرب الساحة الشيعية وجعلها تموج بفتنة قد فرقت مابين الإخوان وقطعت الأرحام وجعلت البغض والضغينة والعداء يتنفس منه المؤمنون في الحسينيات والمؤسسات الدينية حتى اصبح التسقيط والبهتان والغيبة للعلماء والصلحاء والمؤمنين حلاوة المجالس وسلوتها التي لا تنفذ ، والى الآن نعيش اثارها حتى اصبح في الكثير من المؤسسات ذكر اسم السيد الشيرازي من العجائب بل من الغرائب التي أن حدثت تتفتح لها الأفواه لغرابتها نتيجة استغلال هذه المسألة من قبل المتصدين كل حسب مصلحته ومنافعه الشخصية والحزبية وكذلك المرجعية ، ولكن حبل الكذب قصير وإن طال والحقائق يجب أن تظهر يوماً ما وأن كثر الغبار عليها ، وفي كثير من الأحيان تخرج الحقائق من أفواه عامليها حتى وأن كانت بطريقة لا يعرفون هم كيف خرجت وكيف نطقوا بها ولكن هذه هي إرادة المولى عز قدره في إظهار الحقائق ، يروي السيد حسن الكشميري  المقرب من المرجع الكبير السيد الخوئي وباقي المراجع  الكرام في النجف الأشرف في كتابه ( جولة في دهاليز مظلمة) في الصفحة (334-335) ،( لقد التقيت في منتصف الثمانينات في السيدة زينب (سوريا) بالسيد جمال الدين أبن السيد الخوئي وكان عائداً من العلاج في ألمانيا بعد أن أصيب بمرض السرطان وكانت هيئته تعبر عن أيامه الأخيرة ، وقد سألني متى عدت من إيران فقلت له قبل يومين فسألني عن التلفون الخاص للمرجع السيد محمد الشيرازي فأخبرته أنني لا أملك رقم التلفون لأنني أعيش في مشهد وليس قم ، فأقتحرت عليه أن أذهب الى مكتب السيد الشيرازي الموجود في شارع الأمين في السيدة زينب وأسأل له ممثل السيد محمد الشيرازي السيد محسن الخاتمي أو أسأل له خال زوجتي السيد هاشم القزويني (ابو عدنان) ، وبعد ايام التقيت السيد هاشم القزويني وسألته عن تلفون المرجع السيد الشيرازي فقد اخبرني السيد القزويني أنه ألتقى السيد جمال الدين ابن السيد الخوئي وقد طلب مني برجاء شديد أن اتصل بالسيد محمد الشيرازي وأن أطلب منه العفو والمسامحة لأن البيانات التي صدرت ضده باسم والدي نحن صنعناها والوالد لا علم له بها وأكد عليّ أن أستوهب له من السيد محمد الشيرازي) ، واذكر دليل يؤكد هذا الكلام على أن الجواب الذي صدر بحق المرجع السيد الشيرازي من المرجع السيد الخوئي ما هو إلا لعبة من ألّاعيب السياسة التي أحرقت العراق بعد وصول قادة هذه اللعبة الى قيادته والسيطرة على ثرواته ، فقد ذكر الدكتور الشيخ محمد حسين الصغير في كتابه (قادة الفكر الديني والسياسي في النجف الأشرف) (من الصفحة213  الى الصفحة 235 ) أجواء هذه الأزمة وكيف كان الحسد الدافع الأكبر لمن كان يتبناها ويقف خلفها وقد ذكر في هذه الصفحات رأي للمرجع الكبير السيد الخوئي يخالف جذرياً لما عرف عنه وهذا نصه (( وفي هذا الصدد فإنني أسجل للتاريخ تقرير سيدنا الإمام الخوئي قدس سره بالحرف الواحد آنذاك "" لو كان عندنا ثلاثة مثل السيد محمد الشيرازي لغزونا العالم"" وهو حديث متواتر مشهور على ألسنة الشباب الذين سمعوه ، وكان الأخ الحميم العلامة السيد جواد الشهرستاني كبير وكلاء المرجعية العليا في النجف الأشرف آخر من حدثني به)) .

    وهناك حادثة ثانية تؤكد كيف حاكت قيادات هذا الحزب المخططات الخبيثة من أجل تحقيق مصالحها وأهدافها ، وكما أدعى السيد طالب الرفاعي عبر الفضائيات أنهم لعبوا لعبتهم مع المرجعية العليا في الستينات من أجل تحرير كتاب استرحام منها الى الرئيس جمال عبد الناصر لإطلاق سراح الناصبي سيد قطب (علماً أنني لا أعرف مصداق هذا القول ولكن ألزموهم بما ألزمو به أنفسهم) ، في الحالتين نلاحظ مفهوم الغاية تبرر الوسيلة مسيطر على حركة قيادات هذا الحزب فهي سعت وتحركت ودفعت من أجل التسقيط والتشهير بمرجعية شيعية مؤمنة والى اليوم وكذلك سعت ولعبت من أجل الدفاع عن ناصبي معادي لأهل البيت عليهم السلام ؟؟؟، وبهذه اللُعَب السياسية الخبيثة زُرعت الفتن ومُزقت الساحة  لأكثر من أربعين سنة والى اليوم الكثير ممن يدعي التدين والعدالة يتاجر بهذه الأقوال والآراء البعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام وأخلاق اهل البيت عليهم السلام من أجل تسقيط مرجعية السيد صادق الشيرازي ، هذه المرجعية التي بذلت الغالي والنفيس من أجل إظهار مذهب أهل البيت عليهم السلام ، ويأتي من هب ودب ويطرح التساؤلات والشبهات حول هذه المرجعية الكريمة الصابرة كما يطرح الخمر شكوكه  حول طهارة الماء أو التنك يشكك بصفاء ونقاوة الذهب ؟؟؟ والغريب في الأمر أن العقلاء والعلماء والمتدينون قد تركوا الساحة لهذه الثلة الحزبية التي لا تخاف من الله سبحانه وتعالى لتحرقها وتجعلها تتمزق شر ممزق وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام (حين سكت أهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل أنهم على حق ) ، لقد ذهبت أكثر من أربعين سنة والفتنة قد أكلت الأخضر واليابس فندعوا من الله سبحانه وتعالى أن يلتفت أهل العقول الراجحة المتدينة للأمر ويبادروا بإصلاح ذات البين ما بين المؤمنين ويدفعوا الى الوحدة الحقيقية التي أرادها لنا الله سبحانه وتعالى من خلال التمسك بأهل البيت عليهم السلام حتى نعيش الأخوة الحقيقية التي من خلالها نعيش التكامل مع بعضنا البعض حتى نحمل رسالتنا الى العالم المملوءة بأخلاق أهل البيت عليهم السلام ولنمهد لدولة الإمام الحجة (عج) وتعيش الأجيال القادمة بصفاء وتحابب وأخوة بعيداً عن هذا التمزق والتشرذم وقال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المجيد ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب).

    خضير العواد
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media