القنصلية العراقية في ديترويت...وجه يعوزه التحضروالمهنية ...!!
    السبت 17 مارس / أذار 2018 - 05:18
    أ. د. حسين حامد حسين
    كاتب ومحلل سياسي/ مؤلف روايات أمريكية
    اذا دفعتك الحاجة الى تقديم طلب الى القنصلية العراقية في ديترويت ، الولايات المتحدة ، فاعلم انك قد كتب عليك ان تتحمل كابة وضجرا وسيجتاحك الوجوم فتعيش في تساؤلات مضنية عن ما الذي يجعل وزارة الخارجية العراقية تختارشخصيات بعدم من المبالات لمسألة التعاون مع الجالية العراقية ؟ وهل ربما ان السلوك والجو العام في القنصلية ، لا يزال من وراءه نوعا من "دوافع" ما من اجل تشوية سمعة العراق كما كان في زمن وزير الخارجية السابق هوشيار زيباري لخلق مواقفا سلبية امام العالم ضد العراق ، تماما مثلما لا يزال يحاول الكثيرون في الخارج الاساءة لعراقنا في مواقفهم ؟ والسؤال هنا ، ما هي الضوابط المطلوبة في اختيار اعضاء السفارات والقنصليات والملحقيات الثقافية ، لكي نجد نموذجا بائسا كالمتوفر في القنصلية العراقية في ديترويت، بحيث تجعل عضو الجالية العراقية هناك يشعر بالكابة وعدم الرضا والارتياح عندما يجبره الظرف لترويج معاملات واضطراره الالوؤ الى القنصلية؟ 

    "الشخصيات" المتوفر في القنصلية في ديترويت الان، بمثابة كارثة حقيقية . فيا ترى هل خلا العراق من الكفائات والمتحضرين ممن يتمتعون باللباقة والكياسة وممن يهمهم كثيرا ان يبقى الوجه العراقي مشرقا أينما وجد؟  وان الهدف الاساسي من الدبلوماسية والدبلوماسيات ، هي توطيد العلاقات الاجتماعية بصورة عامة والحفاظ على مصالح البلد مع الابقاء على علاقات اخلاقية طيبة مع الجالية العراقية بشكل خاص ، فذلك من اهم المعايير الاساسية في ضمان احترام العراقي للحكومة العراقية ومؤسساتها والشعور بالفخربها ؟  

    فمن بين الامور التي يؤسف لها كثيرا ، ان افضل موظفي القنصلية الين كانوا متعاونين مع الجالية والذين كانوا خير من يقومون بتقديم الخدمات كواجبات وظيفية، هؤلاء قد تم نقلهم واعادتهم للعراق قبل حوالي الاربعة اشهر بما فيهم الاخ الرائع الاستاذ القنصل "المنهل الصافي" والذي تمت مكفائته بترقيته الى درجة سفير، فهؤلاء وللاسف قد استبدلوا باخرين وخسرناهم كجالية بحاجة الى ذلك التعاون. فالوجود الجديدة ، وبما فيهم السيد القنصل الجديد، مسألة فيها نظر.   

    فمن بين اسوأ الحالات التي مررت بها شخصيا ، هو انني احتجت "شهادة الحياة" من اجل معاملة قمت ترويجها في العراق. وكان قد اعطاني احد موظفي القنصلية السابقين الطيبين رقم هاتفه ، فكنت كلما اجتجت لشيئ ، فاني اتصل بذلك الانسان الخير ليقوم بالمساعدة، ويبدوا ان اصدقاءا كثيرون كانوا ايضا يتمتعون بعطف البعض من موظفي القنصلية ايضا مثل حالتي، وكنا جميعا ممتنون من مواقفهم. 

    فقبل حوالي اكثر من شهر ، اتصلت بنفس الرقم ذاك ، ولكن ، كان هناك موظفا جديدا. وعندما قدمت له نفسي وسألت عن صديقنا الموظف الاخر اعلمني بانه عاد الى بغداد. وعندما طلبت من هذا الموظف الجديد، اصدار شهادة حياة ، وقد انقضى على السابقة حوالي شهرين فقط ، وذكرت له ان الاخوة السابقين كانوا يعرفوننا شخصيا واننا "لا نزال" احياء نرزق، لكن هذا الموظف رفض المساعدة واصر على وجوب ارسال معاملة كاملة، من الكثير من الدوائر الامريكية في ولا ية اركانساس التي اقطن فيها . فلما يأست منه ، قمت بتجهيز المعاملة وارسالها الى القنصلية كما طلب. لكني تفاجئت ان المعاملة اعيدت لي بسبب ان الصور التي ارسلتها لم تكن حديثة. فطلبت منه ان يسمح لي بالاتصال مع السيد القنصل، ويا ليتني لم اطلب منه ذلك. 

    السيد القنصل راح "يتفلسف" معي ، ويسرد لي وقائع واحداث والتزامات ويتحدث عن الوطنيات وغيرها من المواضيع التي لا علاقة لها بموضوع "شهادة الحياة" وما طلبت منه من اجل اصدارها. المهم ، انني لم اصل الى نتيجة.  

    قمت بارسال طلب اخر جديد فيه جميع ما مطلوب. وبعد حوالي الاسبوعين ، عاد لي طلبي ، ولكن هذه المرة ، يبدوا فعلا ان القنصلية مثل "المضيع صول جعابة" ...، حيث ارفقت لي ملاحظة تقول فيها ما يلي:
    (تهديكم القنصلية العامة لجمهورية العراق في ديترويت اطيب تحياتها وتحيطكم علما ان ولاية أريزونا الامريكية ضمن نطاق ساحة عمل لوس أنجلس ، وعلى العراقيين المقيمين فيها مراجعتها لترويج ومتابعة معاملاتهم البريدية ومن ضمنها شهادات الحياة، لذا اقتضى التنويه ونعتذر عن استلام معاملاتكم البريدية القادمة راجين تفهكم وشاكرين تعاونكم)..
    المسألة الفضيعة المضحكة المبكية، اني في ولاية اركانساس والتي تقع ضمن نطاق ساحة عمل القنصلية العامة لجمهورية العرق في ديترويت ، وليس في ولاية اريزونا....!!!؟؟؟  

    الى هذه اللحظة ، فان القنصلية العامة في ديترويت ، لا تزال تعيد علي المعاملة والاوراق التي ارسلها اليهم. 

    اذا كان هذا الحال في دائرة دبلوماسية ، تمثل الدولة العراقية والكيان العراقي الرسمي، وبهذا المنطق الاجوف وعدم الاهتمام بقراءة حتى عنواني كصاحب الطلب ، وبهذه المواقف السلبية والبعيدة عن التعاون مع الجالية العراقية في الولايات المتحدة وعدم قيام القنصلية باداء واجباتها ، فهذا يعطينا صورة واضحة للذين يزعمون ان العراق بخير...وان بعثاتنا الدبلوماسية "من اجل الراحة والاستجمام"!!

    حماك الله يا عراقنا السامق...
    3/16/2018    
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media