الممهدون للالحاد
    الأثنين 19 مارس / أذار 2018 - 12:05
    سامي جواد كاظم
    عندما نتسامح مع صغائر الامور طنا منا بانها نزوة ويترحل غدا ولا نعلم انها تؤسس لفكرة اقبح ، وعندها تكون المعالجة بحاجة الى جهد فكري بعدما تترسخ هذه الصغائر التافهة في عقول الشباب الذين هم عماد البلد في المستقبل.

    الالحاد ليست ظاهرة جديدة على الاسلام فان هنالك ملحدون تحت عنوان زنادقة كثيرا ما تصدى لهم اهل البيت عليهم السلام فقط في اثبات واجب الوجود ، والملاحظ لا الكنيسة او الكنيست تصدت في يوم ما للرد على الملحدين ، وقد ازدهر الفكر الزندقي ايام الصادقين عليهما السلام وكانا لهم بالمرصاد .

    عند تاسيس الحزب الشيوعي قالها صراحة بنفي وجود الخالق وقد اخذت هذه الفكرة رواجا لا باس به في الدول الاسلامية بل المدن المقدسة وقد تصدى لهم علماء الامامية بالمؤلفات والفتاوى واستطاعوا ردهم الى جحورهم الا انهم لم يستاصلوا ، فعادت الكرة بمؤازرة الماسونية والصهيونية من خلال بث افكار صغيرة هدامة ، فبداوا بتحرير المراة وانها مظلومة ويجب مساواتها بالرجل .

     المراة عنصر مهم في ثبات قيم واخلاق المجتمع ، المراة يعني النسب الصحيح ، المراة يعني المدرسة الصحيحة ، فعندما استطاعوا اغواء البعض منهن تحت ذريعة التحرر وبداوا بتكثيف خطابهم بخصوص الحجاب وانه لم يكن فرض وما طبيعة الحجاب ومتى فاخذ حيزا من وسائل الاعلام .

    اضف الى ذلك اصحاب الافكار العلمانية الذين استخدموا الطرق الملتوية والضبابية والسرابية بحيث المتلقي لافكارهم يعتقد انها الاسلم ، فالمهندس اصبح ضليع بتفسير القران ، والمؤرخ صار فقيه بالاحكام الشرعية ، والفيلسوف صار منقحا للتاريخ .

    من هذه الاساليب مثلا يدعي حامد ابو زيد هنالك فرق بين الفكر الديني والدين ، فالدين صحيح ولكن الفكر الديني ليس بالضرورة صحيح ففيه الكثير من الاخطاء ، ولكن للاسف الشديد لم يتصد احد له بالقول ومن يعلمنا الدين ؟ هل انت ؟ ام ان هنالك متخصصين بذلك ؟ الجواب ليس هو ولا غيره ولكن الغاية ان يضعكم في وسط الطريق وينسحب ، والامر ذاته في استخدام مصطلحات غريبة يظن سامعها انها ثقافة بل والحجة قوية مثلا الديني واللاديني ، هذه المصطلحات لا وجود لها في القران ولا السنة ، بل القران يخاطب الناس او المسلمين او المؤمنين ، واما عبارة رجل الدين الدخيلة على التراث الاسلامي فانها على الارجح من مخترعات الاحزاب الاسلامية ومنها الاخوان ، وكذلك هنالك من يتفلسف بمعاني الكلمات التي تقبل اكثر من وجه لكي يؤولها لمبتغاه .

    واخرهم العفيف الاخضر تونسي (ت2013) ابتدع لنا فكرة فصل النبي محمد عن الاسلام فان هذا الاسلام هو غير صحيح وفصله عن المسلمين الذين اساءوا للنبي ، ونحن نسال من يعلمنا بتراث محمد ؟ وكيف يمكن لك ان تفصل الاسلام عن نبي الاسلام ؟ ومن يغرر به في هذه الافكار فينتقد الاسلام والمسلمين ويدافع عن النبي محمد ، فاذا كان ما لدينا من تراث مدعوم بمصادر مخطوطة عبر مئات السنين وتجاوز حتى الالاف بالنسبة للاثار لياتي بهلوان ويقول انها غير صحيحة .

    وموجة اخرى تشكك بالقران وتتهم النبي ( معاذ الله من ذلك) انه سرق القصص المسيحية واليهودية ورتبها بهذا الشكل ومن بين تفاهاتهم ان هامان ليس وزيرا لفرعون بل وزيرا لخشايار شاه ملك فارسي وان القران اخطا تاريخيا في هذه القصة .

    واما الحديث عن المنظمات الارهابية التي تحمل عناوين اسلامية فانها ادت ما اوكل لها من خيانة للاسلام لتشوه الصورة وتجعل المسلمين ينفرون من الاسلام .

    هذه السفاسف اخذت حيزها بين الشباب بل اصبح الملحد يفتخر بالحاده ويظهر على الملأ ليقول ذلك ، ومن خلال البرامج التي تستضيفهم تبين ان غايتهم من الالحاد الجنس واعادة ثقافة ذات الراية الجاهلية وتبادل الزوجات ونص مبداهم ان الانسان له الحرية في التصرف بجهازه التناسلي ، وهذا يرتضيه لنساء الغير ولا يرتضيه لمن يعنيه اخته او امه .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media