تحدث اكثر من سياسي عراقي عن تحديات المرحلة القادمة ، وضرورة معالجة قضايا مفصلية يترتب عليها مستقبل البلد برمته .
ومن الطبيعي إن العراقيين كافة ـ الا ما ندر منهم ـ يبحثون عن مستقبل آمن ومزدهر للعراق وذلك امر طبيعي ، كما أن توقيته بعد ان خف الحديث عن داعش ودحرها والتصدي لإرهابها لان الصفحات الحاسمة والاهم قد حسمت يبدو منطقياً .
ولكن هذا الحديث عن الأمن والازدهار يشوبه قلق كبير ، لان الرؤى بين الكتل السياسية متباينة الى حد بعيد ، بل تصل الى حد التقاطع ، ويثار سؤال قلق عن مدى مرونة القوى السياسية في التعامل مع الرؤى المختلفة وصولاً الى تفاهم مشترك ، ام المضي الى فرض ارادتها دون اعتبار لما سيترب عليه الامر من نتائج .
وجه الاشكال الذي يواجهنا ان القوى السياسية ، وخاصة المرشحة لمواقع اساسية في هرم السلطة ، لا تفصح عن برامجها بهذا الخصوص ، او ربما ليس لها برامج على الاطلاق وهناك من يطرح رؤى متطرفة يعتبرها السقف العالي حتى يستطيع التفاوض وصولا الى اسقف ادنى يصب في صالحه .
جانب اخر من الاشكال يتعلق بالانقسام الشديد في القوى السياسية ، وكثرة القوائم والاحزاب السياسية ، بحيث اذا دعونا الى تفاهم مسبق سيكون السؤال : من هم الذين سيتفاهمون وصولاً لبرنامج عمل للمرحلة القادمة .
وبرنامج العمل المذكور هنا لا نقصد به الجانب الاقتصادي والخدمي فالحديث حوله مكرر ولكن المقصود الابعاد الاستراتيجية السياسية والامنية للبلد ، وهو الأمر الأهم .
وحول هذه الامور وغيرها سنحاول تباعاً بيان رأينا تجاهها .