بغداد (الصباح) - وصف نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، العلاقات الثقافية الثنائية بين بغداد وطهران بأنها علاقات عريقة وليست وليدة الآن، في حين شدد وزير الثقافة والارشاد الإيراني، عباس صالحي، على ضرورة توطيد العلاقات الثقافية التاريخية بين ايران والعراق والحفاظ على التاريخ المشترك بين البلدين الجارين.

وقال المالكي، في حديث صحفي عقب لقائه صالحي: إن «الروابط الثقافية التي تربط بين ايران والعراق عريقة وليست وليدة الآن».

واشار المالكي الى التقدم الكبير الذي احرزته طهران بعد انتصارها، في المجالات الثقافية والفنية والعلمية، لافتا إلى «اننا بحاجة ماسة للاستفادة من تجارب الجمهورية الاسلامية في هذه المجالات».

ولفت المالكي إلى اننا «نشهد الان ان الحياة بدأت تدب مرة اخرى في الثقافة العراقية وسنستفيد من تجارب الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذا المضمار».

كما جرى، خلال استقبال وزير الخارجية إبراهيم الجعفري لوزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني والوفد المرافق له استعراض سير العلاقات الثنائية بين بغداد وطهران وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين الجارين، وتم التأكيد على عمق العلاقات والمُشتركات التي تجمع الشعبين الصديقين وأهميّة تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك في المجالات كافة.

وفي لقاء آخر، بحث صالحي، خلال اجتماعه بوزير الثقافة والسياحة، فرياد راوندوزي، سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجال الثقافي.

وعقد الوزيران عقب اجتماعهما مؤتمرا صحفيا مشتركا، استعرضا خلاله محاور مذكرات التفاهم والاتفاقيات المبرمة بين الجانبين.

ووصف راوندوزي علاقات البلدين بانها ستراتيجية في المجال الثقافي فضلا عن المجال السياسي، مشيرا الى انه بفضل القواسم التاريخية المشتركة الوثيقة والثقافية التي تربط البلدين ببعض، فان العلاقات حتى في المجال السياحي أصبحت ستراتيجية وزيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام خير انموذج لهذه العلاقات.

وأشار راوندوزي إلى أن تطوير التعاون في مجال تعزيز ثقافة التسامح في المنطقة وكذلك تبادل الخبرات في مجال المعالم التاريخية والسياحية ودعم تسجيل المعالم التاريخية للبلدين على قائمة مواقع التراث العالمي شكلت المحاور للاتفاقيات المبرمة خلال الاجتماع المشترك للخبراء الإيرانيين والعراقيين.

من جانبه هنأ وزير الثقافة والارشاد الإيراني العراق حكومة وشعبا بتحقيق النصر ودحر فتنة داعش والتكفيريين بفضل ارادة الشعب العراقي وتضحياته ودعم المرجعية الدينية العليا في العراق وإرشاداتها الحكيمة.

في غضون ذلك، أكد رئيس التحالف الوطني، عمار الحكيم لدى لقائه الوزير الإيراني الزائر، أن «الشعبين العراقي والايراني لديهما تاريخ وحضور إنساني فاعل وساهما بإثراء المجتمع الانساني بالفكر والمعرفة، فضلا عن أدوارهما في الحضارة الإسلامية».

وعن التطورات في المنطقة، دعا الحكيم الى «الهدوء والتحلي بالحكمة واعتماد الحوار منهجا لحل الإشكاليات»، مجدداً «التأكيد على أن جلوس الجميع على طاولة حوار حقيقي كفيلة بإنهاء الأزمات التي تعيشها المنطقة».

كما استقبل نائب رئيس مجلس النواب، همام حمودي، الوفد الإيراني، وأعرب عن الرغبة بتطوير التعاون الثقافي والفني بين بلاده وايران، مشيرا الى الانجازات الكبيرة التي حققتها ايران في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية والزراعية.

ولفت حمودي الى القدرات العالية للسينما الايرانية وامتلاكها البنية التحتية اللازمة، داعيا الى زيارة الفنانين الايرانيين المعروفين للعراق.

واوضح ان تجربة التصدي للتنظيم الارهابي «داعش» يمكن ان تشكل في الوقت الحاضر احد الامور لاعمال مشتركة في اطار افلام وثائقية لعرضها للجمهور وللشعوب الاخرى.

بدوره هنأ الوزير الإيراني بالانتصارات الاخيرة للعراق علي عصابات «داعش» الارهابية، ولفت الى الانتخابات البرلمانية المقبلة، عاداً انها تلعب دورا مهما في مستقبل العراق.

إلى ذلك، بحث رئيس شبكة الاعلام العراقي، مجاهد ابو الهيل، مع وزير الثقافة والارشاد الايراني التعاون الاعلامي والانتاج الدرامي بين البلدين.

وقال ابو الهيل انه «تم التباحث مع الوفد في سبل التعاون الاعلامي بمجال تبادل الاخبار والتدريب والتعاون في الانتاج الدرامي وانتاج البرامج الثقافية على مستوى التلفزيون والاذاعة».

من جهته اثنى وزير الثقافة الايراني على جهود شبكة الاعلام العراقي التي تصدت للافكار الارهابية واحبطت مخططات الاعداء الهادفة الى تفتيت وحدة العراق.

وقال صالحي: ان «شبكة الاعلام العراقي اعتمدت الخطاب الوطني الهادف لتوحيد البلاد وتصدت بكل شجاعة للخطاب التكفيري والارهابي واعتمدت المنهج التوثيقي والتوعوي من اجل المحافظة على عراق موحد متطور».

واضاف صالحي ان «وزارة الثقافة والارشاد الايراني اتفقت مع شبكة الاعلام العراقي على التعاون في مجالات الاعلام ونقل الاخبار والرسائل التلفزيونية الى جانب تدريب الملاكات العراقية الفنية والصحفية، بينما سيتم الاتفاق في مجال تبادل  المسلسلات الدرامية والبرامج التلفزيونية بين البلدين».