رئاسة الجمهورية بين التهميش والتفعيل
    الثلاثاء 1 مايو / أيار 2018 - 13:19
    أياد السامرائي
    الامين العام للحزب الاسلامي العراقي
    اتابع ما يتداول على وسائل الاعلام حول موقع رئاسة الجمهورية ، والتصريحات التي بدرت من عددٍ من النواب ، وكذلك بعض القيادات السياسية الرئيسة التي ادلت بدلوها في هذا الموضوع .

    سمعنا تصريحات عدة صدرت عن الاستاذ نيجيرفان البرزاني ، وعن الاستاذ اسامة النجيفي وعن الدكتور سليم الجبوري وربما غيرهم ، ولكن الذي يقلقني أن الكل تناول الموضوع ببعد محدود دون الدخول الى عمق المسألة .

    قد لا يهمني كثيراً كيف توزع المواقع السيادية الاولى ، ولكن الذي يهمني حقاً هو نوع الاداء ، وسأتطرق الى جملة من التناقضات الغريبة في هذا المجال :

    من الغريب أن نبقي لرئيس الجمهورية ثلاثة نواب ، ونقول ان دور رئيس الجمهورية هامشي ، ونحذف نواب رئيس الوزراء الذي اعتبر أن دورهم مهم وضروري لتنظيم العمل في مجلس الوزراء بحجة تخفيف النفقات ، بينما نفقات نائب رئيس الجمهورية اكثر بكثير من نفقات نائب رئيس الوزراء !.

    ومن الغريب أن ندخل في مفاوضات صعبة مع رئيس الوزراء المرشح ، وتفرض عليه شروط والتزامات ، ولكننا لا نفرض على رئيس الجمهورية أي التزام ولا نتفاوض على ما ينبغي عليه ان يقوم به ، ويبقى مجلس النواب منتظراً الترشيح فيصادق عليه دون اي قيل وقال !

    من الغريب ـ ونحن نشكو من خلل هيكلي في الاداء السياسي للدولة ـ ثم نقبل الا تفعل صلاحيات رئيس الجمهورية الدستورية ، وهي صلاحيات في غاية الاهمية ، وأن نقول هو موقع تشريفي ليس الا !

    ومن الغريب أن نقول إن رئيس الجمهورية هو حامي الدستور والضامن لوحدة العراق ، ثم لا نسنده تشريعياً واجرائياً لكي يعرف تحديداً كيف يحمي الدستور وكيف يضمن وحدة العراق ، ونبقي هذا المبدأ شعاراً ووسيلة ضغط على رئيس الجمهورية لإبقائه مشلولاً وغير قادر على الاداء !

    من الغريب أن قيادات المكون السني التي هي اول المستفيدين من تفعيل دور رئيس الجمهورية لا يبذلون عملياً اي جهد لتفعيل هذا الدور !!

    بعد كل هذا يأتي من يسألني : أتريد رئيس الجمهورية سنياً ام كردياً ؟  لكي يخرجني عن طوري بسخافة السؤال !! ، واقول : أريده عراقياً فاعلاً نشيطاً يعرف دوره ويحترمه ويفرض احترامه على الجميع ، ويفعّل دوره الدستوري بكفاءة ، واريده يلتزم بعهود ومواثيق قبل التصويت عليه ، وبعد ذلك لا يهم أن يكون منتمياً إلى أي مكون او اي حزب ، فالعاقل من يطلب العنب لا السلة التي لا يدري ماذا تحتوي عنباً ام حصرماً .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media