لماذا فازت هيفاء الأمين وفشلت الشيوعيات الأخريات؟
    الجمعة 18 مايو / أيار 2018 - 05:05
    مازن الحسوني
    في البدء أحيي جميع رفيقاتي المرشحات لعضوية مجلس النواب والموضوع لايتعلق بهن شخصيأ وانما هي دراسة هذه الحالة للأستفادة من هذه التجربة بكل معطياتها .
    ليس من السهل على أية أمراة التنافس مع الرجال في معركة الأنتخابات في ظروف مجتمعنا الحالية المعقدة أجتماعيا ودينيأ وسياسيأ.لكن رغم هذه الظروف الصعبة نجحت هيفاء الأمين بالدخول لمجلس النواب بعد حصولها على أصوات تؤهلها الدخول مباشرة دون أنتظار كوتة النساء أو أصوات القائمة.
    السؤال كيف نجحت هي وغيرها من الرفيقات لم يفزن؟
    -للأجابة على هذا السؤال أطرح تصوراتي الخاصة والتي أعتقدها ليست جازمة أو وحيدة فقط .
    *لاشك أن شخصية الرفيقة هيفاء وحضورها بين أوساط الرفاق والناس مدعومة بتاريخ نضالي مشرف (محاربة النظام البائد عبر حركة الأنصار .......الخ)ساهم كثيرأ بقبولها  بسهولة بين جماهير المدينة (الناصرية).
    *عدم الرضوخ لتقاليد المجتمع المتخلفة بفرض الحجاب والنظرة السلبية للمرأة كربة بيت فقط ،جعل الكثيرون  يرونها  كتحدي للأوساط التي تدير المجتمع سواء دينيأ أو عشائريأ ورأى هؤلأء فيها بارقة أمل بأحداث تغيير حقيقي بالمجتمع على الصعيد الأجتماعي خاصة وأنها رفضت الحجاب دون غيرها من المرشحات وان كن رفيقات .
    *وقف خلفها بقوة التنظيم الحزبي المحلي رغم أنها ليست قيادية (المرشحات الأخريات أغلبهن أعضاء ل.م  او كوادر متقدمة) وطالب بترشيحها عكس المرشحات الأخريات اللواتي أختارتهن قيادة الحزب وكلنا يتذكر محاولة أبعادها من التسجيل كمرشحة للحزب ويومها التيار الصدري يلقي اللوم على قيادة الحزب لعدم ورود أسمها بالقائمة التي قدمها الحزب لمرشحيه وبدوره الحزب بين أن خطأ ما حصل .هذا الدعم والقناعة بها من قبل التنظيم وفوزها برهن على صواب فكرة الاستماع للرفاق وأعطائهم حق الأختيار للمرشحين(في مقالة سابقة طرحت هذه الفكرة قبل ستة أشهر من الأنتخابات ولكن كالعادة لم تستجب القيادة لها).
    *الجرأة التي تحلت بها طيلة فترة الدعاية الأنتخابية من خلال طرح برنامجها الخاص الداعي لمحاربة الفساد وتقديم الخدمات للمواطنين وبلغة بسيطة يفهمها المواطن البسيط دون فلسفات فارغة أو تضخيم الوعود التي لايمكن تحقيقها ويدرك المواطن جيدأ بأنها وعود فارغة ستتبخر بعد الأنتخابات.
    رافق ذلك عدم محاولة شراء ذمم الناس بأشكال مختلفة سواء تقديم هدايا عينية أو التقرب من خلال الرياء الديني ، العشائري والطائفي .
    -يوم فازت بالترشيح شكرت جميع من ساندها وطلبت من الجميع مساعدتها بكل الطرق لتحقيق برنامجها الذي لن تتمكن من تحقيقه دون مساندتهم ،أي أنها تذكرهم بأن تحقيق البرنامج يتطلب العمل الأن أكثر من السابق مع بعض وبالتالي تريدهم معها على الدوام وليس مثل المرشحين الأخرين عندما يفوزوا لايراهم أحد بعد الانتخابات .
    -يبقى السؤال الأهم كيفية الأستفادة من هذه التجربة بعد أربعة دورات أنتخابية فشلت فيها نفس القيادة الحزبية التي أدارت عملية الاعداد وادارة الأنتخابات والتي تحاول الهروب للأمام من خلال التطبيل بالفوز بهذه الانتخابات رغم ان واقع الحال يحكي غير ذلك حيث لم نحصد اكثر من مقعدين أحدهما لهذه الرفيقة (هيفاء الأمين ) والأخر لسكرتير الحزب ؟
    -ستكون هنالك أكثر من وقفة لتقييم نتائج الأنتخابات بعد أنتهاء قرقعة المطبلين والحسم النهائي لنتائج الأنتخابات ويومها لكل منا حق ومسوؤلية في هذه تحمل القرارات التي أتخذت بصدد هذه الأنتخابات .
     
    مازن الحسوني                      2018-5-17
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media