فاز الذين قاطعوا...
    الجمعة 18 مايو / أيار 2018 - 20:20
    حسن حاتم المذكور
    1 ــ انتصرت الوطنية العراقية, عندما بلغت نسبة الرافضين لخدعة الأنتخابات اكثر من 60%, انتصر الوعي والواقعية وبصيرة استقراء الأخطار التي تهدد الوجود العراقي ومصير الناس بديمقراطية الأسلام المليشياتي, انتصر الوجه الآخر للحقيقة العراقية, ردة فعل الجيل الجديد بوجه  اصحاب الضمائر الميتة, انتصر المشروع الوطني العراقي على مشاريع الطائفية والعرقية والتبعية وعصرنة الخيانات, حتى وان تأخر النصر الى حين, فالغد الوطني سيسحق حثالات الماضي بأقدام الحراك الشعبي الرافض للنكبة, انتصر المقاطعون, وراح المتفائلون بديمقراطية "اخذناها وما ننطيها" يمضغون مراضع نملة الأوهام ويبحثون  عن تكنوقراط جيفاري يحرم على كتلته الفرح وتعاطي الأغنيات.

    2 ـــ تغيرت الأسماء, ووجوه المحاصصة ذاتها, تغيرت الشعارات, ومافيات الفساد ذاتها, تغيرت مواسم التصريحات والأكاذيب وبقت مجاميع اللصوص والمهربين وسماحات التخريف وشعوذة الوعي الوطني على حالها, مالذي تغير في مسيرة الفساد والأرهاب للخمسة عشر عاماً الأخيرة؟؟؟, لا شيء, سوى سرقة الوطن والمواطن مرة اخرى, لكن (والحمد لله) ايقضت فضائح التزوير وعي العراقيين ورفعتهم المقاطعة الوطنية اعلى من حضيض العملية السياسية للأحتيال المبرمج..

    3ـــ العراق قاطع الأنتخابات ولم تتلوث هوية ابناءه بمكيدة التزوير, وقد فقدت مسرحية الأنتخابات ماء وجهها ومصداقيتها ومضامينها الأخلاقية, فاصبحت انتخابات ذات هوية دولية اقليمية, فازت بها العواصم الممولة لكتل الأرتزاق المحلي, كانت مكيدة فبركتها مفوضية الأنتخابات (المستقلة!!!), صحيح ان العراق خسر اصوات البعض لكنه ربح اكثر من 60% ممن قرروا الوفاء والوقوف الى جانبه عبر مقاطعة واعية سيحصد الوطن ثمارها لاحقاً, المقاطعون هم الرصيد الحقيقي لوطنهم, ولن يعيق اندفاعهم مثقف او اعلامي او سياسي او رجل دين استهلكت مضمونه السنوات الخمسة عشر للفساد, لكن هناك جيل جديد ووعي جديد سيملأ الفراغ ويرفع عن مرحلته ركام المتهالكين, المتفائلون بديمقراطية معممة, كمن يسلق بيضة (المامش) ليطعم بها اوهاماً تخشبت على قارعة الأحباط.

    4 ـــ للذين صوتوا: مالجديد الذي ستجلبه اصواتكم للعراق غير تجديد البيعة لأحزاب الأسلام المليشياتي, هل تعتقدون ان اضافة الألاف من ضحايا السنوات الأربعة القادمة يشكل مكسباً تستحقون المديح عليه, وهل ستشكركم ملايين الأرامل والأيتام والمعاقين والمشردين سبياً ونزوحاً, اذا ما ارتفعت نسبتهم؟؟, وهل تصدقون ان احزاب الفساد والأرهاب هم حقاً انصار الحسين (ع), وان القوى الوطنية الديمقراطية المدنية والحداثية هم انصار يزيد؟؟, ام ان الحقيقة هنا مقلوبة ومشعوذة؟؟, آن لكم ان تتطلعوا الى مرآة الواقع الدامي لتروا تضاريس الندم تغطي  دور اصواتكم في ترتيش المآساة, فسروا لنا قناعتكم, ان كان من داخل عتمة  الحسينيات (التي نعرف وظيفتها اكثر) تخرج الديمقراطية والتكنوقراط والكفاءة والنزاهة والأصلاح والتغيير الوطني, ان كان هذا ممكناً فانتخبوهم للمرة الألف واتركوا في قلوب العراقيين امام الحق والعدل والحكمة علي (ع), دليل معرفي يرافقوه لرؤية وجه الله ليعاتبوه: هل حقاً, من خلق رجل النزاهة والكفاءة والعدل الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم, هو من خلق لصوص الفساد وزمر الأرهاب وسماحات التخريف ومخدرات المنقول, اذن سنذهب طواعية الى جهنمه, فقبلها مرّ اغلبنا بجهنم "قصر النهاية" واكثر من جهنم على ارض الجوع  العراقي.

    5 ـــ تحياتنا لمن قاطعوا, وسامح الله الذين افرغوا  رصاصات اصواتهم في صدر الوطن ومستقبل الأجيال, انتظروا معنا حتى يشكلون حكومتهم وينتهون من تحاصصنا, بعدها سنكون وتكونوا اول الملحدين ويصبح دمنا طريقاً الى فردوسهم, هم لا ولن يتغيروا, نحن الذين تغيرنا وسنتغير حتى يكلفونا بادوار بلال الحبشي..


    17 / 05 / 2018
    Mathcor_h1@yahoo.de

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media