الجهد الوطني للتطوير المباشر لحقول النفط العراقية: الجولة الخامسة

تختص هذه المذكرة بعقود جولة التراخيص الخامسة التي ابرمت مؤخرا والموقف من دور الجهد الوطني للإحلال محل الشركات الاجنبية للمحافظة على الثروة النفطية من ناحية، ودراسة الموقف بشأن تطوير أو تأجيل تطوير الحقول الحدودية، من ناحية أخرى، حيث أن توحيد الإنتاج يتطلب علاقات مستقرة مع دولتي الجوار إيران والكويت. والآن ونحن مقبلون على تشكيل حكومة تكنوقراط نود التذكير بأن "المجرب لا يجرب" لا لوزارة النفط ولا لشركة النفط الوطنية الجديدة.

التصريح الأخير لوزير النفط

أعلن وزير النفط جبار اللعيبي عن احالة 6 رقع استكشافية من اصل (11) رقعة "للتأهيل والتطوير" خلال جولة التراخيص التي نظمتها دائرة العقود والتراخيص البترولية في الأسبوع الماضي، وقال لقد قررنا التعجيل بدعوة الشركات الاستثمارية للمشاركة والتنافس على تطوير هذه الرقع الاستكشافية الحدودية لأهميتها الاقتصادية للعراق، فضلاً عن تحويل التوقعات الاستكشافية التي تم تحديدها سابقاً في بعض المواقع والحقول الى واقع جديد يسهم في زيادة الاحتياطي النفطي والغازي لبلدنا ويعزز من دوره في هذا المجال، كذلك فإن هذه الخطوة تهدف الى الاستثمار الامثل لهذه الرقع والحقول النفطية الحدودية وبما يحقق أكبر وأعظم فائدة للاقتصاد الوطني، فليس من المنطق أن تترك هذه المواقع النفطية الحدودية المهمة دون استثمار وتطوير حقيقي.

مرة اخرى يتخذ الوزير قرارا غير مدروس مؤكدا بأن الكلام عن الجهد الوطني هو للاستهلاك فقط.  إن اعتراضنا على زج رقع جديدة الى قائمة ما يدعى به أِنه استثمار هو تخبط جديد يضاف الى قائمة الاخفاق في ادارة قطاع النفط والغاز، ويجب إلغاء العقود الستة الموقعة واسناد مهمة التطوير الى الجهد الوطني بمساعدة الخبرة الاجنبية المناسبة بدلا من التعلق بالشركات الاجنبية.

والرقع الاستكشافية المعلن عنها مؤخرا هي (كلابات – كمر وخشم الاحمر - انجانة في محافظة ديالى وخضر الماء في محافظة البصرة) وأعطيت لشركة (كرسنت) الهلال الاماراتية، ورقعتي (نفط خانة في محافظة ديالى والحويزة في محافظة ميسان) فازت بها شركة (جيو جيد) الصينية، ورقعة (السندباد) في محافظة البصرة حظيت بها شركة (UEG) الصينية.  وكلتا الشركتين الصينيتين شركات ثانوية لم تدخل العراق قبلا.

يبين الشكل- 1مواقع الحقول والتراكيب التي طرحت في المزاد على الخارطة العراقية كما جاء في اعلام دائرة العقود في الوزارة.

الحقول والرقع المعروضة للاستثمار

من الضروري تبيان الفرق بين الحقل والرقعة فالأخيرة تحوي أكثر من حقل أو تركيب ومن غير الواضح في المعلومات التي اعلنت الوزارة عنها ما هي محتويات الرقع، أِن كانت تحتوي غير التركيب الرئيسي فيها.

1-حقول الغاز والنفط الخفيف

1.1: كلابات: يقع في شمال شرق العراق في محافظة ديالى وعلى بعد 140 كم من بغداد.  حفر بئر الاكتشاف في عام 1958 وآخر بعده، أما البئر الثالثة فقد حفرت في عام 1978.  يقدر الاحتياطي الثابت بحوالي 100 مليون برميل نفط خفيف كثافة 40 ومعدل أِنتاج 40 ألف ب/ي.

حقل قمر: يقع في شمال شرق العراق قرب مدينة كفري ويبعد 20 كم غرب كلابات.  بئر الاكتشاف حفرت في عام 1979، ويمتاز التركيب بكبر حجمه 35 كم x 6كم واحتوائه قبتين: نفط خفيف كثافة 42 واحتياطي ثابت 140 مليون برميل وطاقة 30 ألف بم/ي.

2.1: أِنجانة: يقع انجانة في محافظة ديالى على بعد 130كم شمال شرق بغداد ويمثل القبة الشمالية الغربية من تركيب يضم قبة اخرى جنوب شرق أِنجانة.  أكتشف الحقل في عام 1927 من بئر واحدة انتجت 500 – 1000 ب/ي نفط بكثافة 33 API ولم يطور لقلة الاحتياطي فيه (17 مليون ب قابل للاستخلاص) حيث قدرت طاقته بعشرة آلاف ب/ي.

3.1: خشم الاحمر: يقع جنوب شرق حقل أِنجانة وغرب حقل كلابات.  اكتشف في عام 1927 ببئر واحدة وحفرت به بئر ثانية في اواسط السبعينات.  يقدر الاحتياطي الثابت بـ 85 مليون برميل وطاقة انتاجية بحدود خمسة عشر ألف ب/ي.  يعتقد بان الحقل يحتوي على الغاز والمكثفات والنفط الخفيف.

2-: المناطق الحدودية مع إيران:

1.2: حقل النفطخانة: أقدم حقل منتج في العراق منذ 1923   تحت تأثير الدفع المائي.  يحتوي 38 بئرا معظمها مغلقة عدى خمسة آبار تستطيع إنتاج 6000 ب/ي نفط خفيف بكثافة 43.  الحقل حدودي مع إيران والطرف الإيراني منتج أيضا.  أنتج خلال 80 سنة منذ 1927 وكان يزود مصفى الوند في ديالى بالنفط الى ان توقف المصفى بسبب قدمه في نهاية السبعينات.  ويذكر ان إيران بدأت الانتاج في 1935 لتغذية مصفى كرمنشاه.  الاحتياطي المتبقي بحدود 23 مليون برميل من أصل 147 مليون. لا يوجد انتاج من الحقل حاليا.

أما رقعة النفطخانة فإنها تحوي حقل نفطخانة وتراكيب نفطخانة الجنوبي و7 تراكيب أخرى. 

2.2: رقعة زرباطية في محافظتي واسط وديالى: تحتوي الرقعة على تركيب زرباطية الحدودي وتركيبين صغيرين سعد وطارق ولم يتم التحقق من احتواء أي منهما على الهايدروكاربونيات بواسطة الحفر.  ويمكن القول بان تركيب زرباطية الكبير واعد.

3.2: تركيب الشهابي في محافظتي ميسان وواسط: تركيب حدودي كبير واعد بانتظار حفر البئر الاستكشافية الاولى للتأكد من احتوائه الهايدروكاربونيات.

4.2: حقل الحويزة في هور الحويزة محافظة ميسان: وهو أكبر الحقول المعروضة واهمها وقد تم حفر بئر فيه كانت نتائجه: 

العثور على النفط في خمسة مكامن (كثافة 20 – 30 أ ب واي) باحتياطي مؤكد قدر بأكثر من 500 مليون ب/ي قادرة على انتاج أكثر من 70 ألف ب/ي من المكامن الخمسة.  هذا وقدر الانتاج الاولي 30 ألف ب/ي وغاز مصاحب 14 مليون مقمق.

وهذا الحقل هو جزء من حقل حدودي كبير يمتد عبر الحدود الإيرانية الى مسافة كبيرة باتجاه جنوب الشرق، ويعتقد بأن الجزء الإيراني كبير ومطور.

5.2: حقل السندباد (2212X كم) في محافظة البصرة: حفرت البئر الاولى في بداية عام 1970 ولم يكن بالإمكان اجراء الفحص الطبقي لانحشار انابيب الحفر التي استدعت هجر البئر.  حفرت البئر الثانية في عام 2014 وانتجت 3300 ب/ي نفط كثافة 22 و6500 ب/ي نفط خفيف.  الاحتياطي والطاقة الانتاجية لم يحددان بعد.

3-المناطق الحدودية مع الكويت:

1.3: رقعة الفاو: في محافظة البصرة قرب الحدود مع إيران والكويت.  لم توفر الخارطة في الشكل-1 التي أعلنتها الوزارة معلومة عن هذ الرقعة ومن المعتقد انها تحتوي على تركيب ام قصر الممتد ش غ – ج ش وفق اتجاه امتداد الحقول في المنطقة مما يعزز التوقعات باحتوائه على الهايدروكاربونيات.

2.3: تركيب جبل سنام: يقع في محافظة البصرة: صغير وقرب الحدود الكويتية وقد يمتد عبرها بانتظار عمليات الحفر. 

4.3: تركيب خضر المي: في محافظتي البصرة والمثنى. اثبتت البئر الاولى التي حفرت في السبعينيات وجود النفط الخفيف في طبقة اليمامة لكن الفحص لم يتم بسبب صعوبات فنية ومن الملاحظ ان الرقعة تحتوي على سبعة تراكيب متوسطة وصغيرة منها حقلي راجي وجريشان.

1.4: رقعة الخليج العربي: رقعة بحرية في المياه الإقليمية. لا تتوفر معلومات عنها

الموقف من العقود الجديدة

تختلف درجة الاهمية من حالة الى أخرى اعتمادا على: 

•تخمينات الاحتياطي الان وما سينتج عنه عند تحديد الحقل بحفر الآبار التقييمية واجراء فحوصات الآبار والمكمن

•نوعية النفط: خفيف الى متوسط وثقيل

•القوة الدافعة للنفط: دفع مائي طبيعي، دفع غازي أو قوة توسع النفط المكمني

•الاحتواء الغازي

•عوامل اخرى:

oان كان في رقعة، عدد وحجم التراكيب المجاورة في الرقعة ان كانت مشمولة بالعقد

oالقرب من الشبكات الاخرى لنقل النفط وخزنه

oالقرب من منافذ التصدير او التصفية

oحدودي (سالب)

oوفق نمط امتداد حقول المنطقة

oالوضع الامني في محيط الحقل

oوجود او عدم وجود قنابل الحروب السابقة غير المنفلقة

عند اعتماد هذه العوامل جاءت الحقول ذات القيمة العالية كما يلي:

السندباد 79%، خضر المي 76%، نفطخانة 75%، حويزة 72%، زرباطية 38%، جبل سنام-الشهابي وام قصر (6-11) %.

توفر الحقول المنتجة المحالة (2.1و3.1 و1.2و4.2 و5.2 ) ما مجموعه 250 ألف ب/ي على ألأقل والتي يمكن الحصول عليها بسهولة من جولات التراخيص بعد تنفيذ مشروع حقن الماء الكبيرو مراقبة سلوك المكامن.

إعادة النظر بخطط تطوير الحقول ألصغيرة

أ: الحقول داخل الاراضي العراقية 

ليس هناك حاجة لتطوير حقول جديدة مع الشركات الاجنبية سواء بعقود مقبولة أو مجحفة علما بأن مجموعة من الخبراء العراقيين قد اعتبروها مجحفة في حق العراق وطلبوا الغائها.  إن حقول الجولتين الاولى والثانية تكفي لإنتاج 6 مليون ب/ي فيما لو أنجز مشروع حقن الماء وأحكمت المراقبة المكمنية.  لذا نرتأي الغاء العقود ألجديدة.

•لا نحتاج تطوير حقول جديدة لوجود وفرة من حقول جولات التراخيص فيما لو نفذ مشروع حقن الماء الكبير وأحسنت إدارة مكامنها.

•يكلف الجهد الوطني بتطوير حقل واحد من الحقول الجديدة أو غير ذلك وتكرر التجربة بعد تقييمها. 

•يؤجل النظر بتوحيد الحقول الحدودية مع إيران لعدم توفر الظروف المحلية والاقليمية في الوقت الحاضر ولحين تهيئة كوادر قيادية من الخط الثاني (رئيس شركة أو دائرة) والخط ألثالث (رئيس قسم) 

oبوجود وكيل وزارة-استخراج كفوء 

oوفق برنامج ترشيح وتطوير خلال خمسة سنوات.سننشر الحلقة ألاولى للجهد ألوطني قريبا

•بالإمكان اختيار أحد التراكيب الحدودية مع الكويت لحفر بضعة آبار تقييمية ودراسة أِمكانية التوحيد.

ختاماً، نأمل من رئيس مجلس الوزراء الجديد الالتزام باختيار من عنده الخبرة الحقيقية والشخصية المناسبة لملء كرسيه بجدارة كوزير للنفط أو رئيس لشركة النفط الوطنية العراقية.

18 أيار/مايس 2018