الزّوج الحبيب (قصّة قصيرة)
    الأثنين 21 مايو / أيار 2018 - 05:16
    نوميديا جرّوفي
    شاعرة ،مترجمة، باحثة و ناقدة عراقية
     لم يكن يعلم أنّها لا تنام بعده مباشرة، لأنّها كانت تُهدهده كرضيعها يوميّا..
    هو الزّوج و الحبيب و الطّفل و المدلّل لديها.
    كان يغفو مباشرة بمجرّد أن تحضنه و تُبقيه نائما في حضنها الأيسر،لأنّه يساري و يعشق ذلك الجانب، و يرتاح فيه أيّما راحة.
    تُقبّله مرّات و مرّات في جبينه و ما بين عينيه، و عينيه اللتين تحبّهما   و ترى الدّنيا من خلالهما.
    عوّدته على أن يغفو و هي تُمسّد شعره و تهمس له بكلمة أحبّك مرّة و أعشقك مرّة أخرى.
    تغطّيه و تحضنه بقوّة خوفا عليه من نسمة عليلة تمرّ عليه و لو صدفة.
    أحبُّ الأمور التي تُسعدها أن ينام في حضنها و تشعر بأنفاسه العطرة  و كأنّه يمدّها بأكسجين الحياة، إنّه ترياق دنياها..
    قالت له يوما: لو تتركني أموت،لأنّي من دونك جسد بلا روح،أنت روحي و عيوني، أنا لا أرى شيء بدونك،لأنّي أرى الحياة من خلالك.
    و بدونك أنا العدم..
    و يوميّا تتغزّل به فتقول له:
    أحبّك حبّا يفوق الحبّ حبّا و أعشقك عشقا أبديّا لا عشق مثله و لا قبله و لا بعده في التاريخ القديم والحديث و الآتي..
    فيحضنها في حضنه الدافئ دوما حيث تشعر بالأمان و يُقبّلها بقوّة عربونا أبديّا لحبّهما الأبديّ الخالد اللامثيل له في العالم كلّه.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media