طبخة محاصصة فرضتها امريكا وتلقفها الكثيرون
    الثلاثاء 22 مايو / أيار 2018 - 04:25
    عبد الصاحب الناصر
    مهندس معماري - لندن
    و هذه المحاصصة  التي جائت بغطاء امريكي واضح و مكشوف هدفها الاساسي  ان لا يفوز العامري و الخزعلى و ربما و المالكي  كما فاز حزب الله في لبنان مؤخرا . في وقت بدعة جديدة  كما سماها الرئيس ترامب ب " تسوية القرن ":  و تلقفها  و نشرها مشجعا  كل الاعلام الامريكي  متناسيا كل خلافاتهم و انتقاداتهم له حد تسميته " بالرئيس الكاذب"  . الخطة التي اعدها الاسرائيليون و السعوديون و باركها كل من  هم تحت تاثير اللوبي الصهيوني متناسين الحملة الهمجية الارهاية  على الشعب الفلسطيني .
    فتغير الجو  الاعلامي العام  في العراق و في العالم "بقدرة قادر"  و اصبح الكل راض و ناصح و مشجع لنتائج الانتخابات في العراق تلك  التي اعترض على نتائجها طرفي الساحة العراقية من الدكتور علاوي و المالكي و العبادي . بدئت بتنحية او خسارة قادة قدماء كالمالكي و علاوي و النجيفي  و اخذت وسائل الاعلام باكثريتها  تدعوا و تشج على قبول النتائج .
    فمن المتوقع بعد لقاء العبادي و الصدر ان تتشكل حكومة محاصصة  من "نوعع خاص"  هذه المرة سموها ( ابويه ) من  تحالف سائرون 54 و النصر 42 و تحالف كردي ، مثلا الديمقراطي الكردستاني 24 ، وسارع لينضم اليها الحكيم  19 صوتا ليصل المجموع ع139 نائب .
    اذا ، القرار هو ان لا يفوز العامري و الخزعلى  "قادة الحشد الشعبي"  ذلك  لاضعاف و لغلق اي امل في تقوية جبهة  المعارضة للكيان الصهيوني في وقت الرئيس ترامب و جرالد كوشنر زوج ابنته ايفانكا  التي افتتحت نقل السفارة الى القدس الشريف  مع ابطال اللوبي الصهيوني في امريكا .
    هبطت مع  مياه الامطار الباردة  في العراق . هبطت  ( امس ) موجة  اعلامية باردة شملت  اكثر  وسائل الاعلام العراقي التي بدلت اراءها  و اخذت تطالب بقبول نتائج الانتخابات  بعد ان كانت تدق كل الطبول تنتقدها . لكن هذا الاتفاق سيولد  عليلا و مقبورا منذ ايامه الاولى ، صحيح ان السيد مقتدى وافق بان يتراس العبادي مجلس الوزراء لكن الى متى ! فكلنا نعرف عن نرجسية مقتدى و تقلباته و نتذكر كم مرة  سحب نوابه و وزرائه ، مرات و مرات منذ ولايات  الجعفري ثم المالكي و حتى العبادي ، و سيتمرد على مطالب اليسار العراقي و يخل باي اتفاق بينهم إن كان قد حصل اي اتفاق  ما مكتوب في السابق .
    كما  لاحظنا اصرار و تعنت المفوضية  على طول الخط . لكننا لا  نعرف  مصدر و سبب شجاعتها المفاجئة . انتقد المفوضية و نتائج الانتخابات و لحد يوم الامس اكثر الشعب و الكتل السياسية العراقية و الاعلام العراقي و بضمنهم شبكة الاعلام العراقية . نراهعم اليوم ناصحون و قابلون بنتائج الانتخابات ( كيف و لماذا ؟). يتسائل المتحالفون مع الصدر بهمس ، الى متى سيبقى الصدر متحالفا مع اليسار العراقي .وهو الذي لم يساند حتى نوابه و مشجعيه يوم هجموا  و احتلوا مجلس النواب العراقي فتركهم يجرون اذيالهم  لوحدهم في بناية المجلس  في وسط المنطقة الخضراء. .
    سينتقل العراق الى صفوف مجلس التعاون الخليجي لمساندة الحل  الامريكي لفلسطين كما يراه جراد كوشنر و سوف يبدء  الاعلام  العراقي تريجيا بالعداء لايران و ستظهر او تنبش عداءات سابقة بين البلدين لتوسع الخلافات .
    على حيدر العبادي ان يزن   موقفه و سمعته و جهده و علمه  (الف  مرة ) اذا وافق على الوقوف ضد ايران و عليه ان يدرس دراسة مستفيضة ما هي الفائدة المتوخاة  من انحيازه ضد ايران ، ثم  عليه ان يعرف انه سيقف على الضد من الحشد الشعبي  و جماهيره  و ضد اكثرية الشعب العراقي ، انها مساومة إن اتخذها سيخسر الرجل كل شعبيته و الاعمال الصالحة التي ايدناه عليها  و هي محاربة الارهاب و تحرير ثلث مساحة العراق  و موقفه من  الفساد الاداري و المحاصصة . نحن لسنا مغرمون بايران  و نظامها السياسي  فهذا شأنها ، لكننا لا نود معاداتها او التعاون مع اسرائيل ومع  امريكا ضدها . لان  علاقة الشعب العراقي و الايراني تمتد لالاف السنين .
    كما سنتعرف على "خطىء" ربما  كان  كلنا يؤمن به،  وهي حيادية العراق و سلامة علاقاته مع كل بلدان الجوار . فمثلث المقاومة لاسرائيل الذي يتكون من حزب الله و سوريه و ايران ستخسر  قيادات الحشد الشعبي  العراقي و ستخسر ايران و سيبقى حزب الله و ما سيتبقى من سوريه  لوحدهم فقط لتنفرد بهم امريكا و السعودية و اسرائيل .
    اتصور و ربما اكون على خطىء ان تحالف المحاصصه القادم سيتكون من سائرون 54 نائب ، النصر 42 نائب الحكمة 19 نائب و معهم احد التحالفات الكردية ، على الارجح الديمقراطي الكردستاني 24 نائبا سيكونون مجموع 139 صوتا نيابيا  سيحتاجون الى 26 صوتا للحصول على الاكثرية النيابية ( 165 من 329) و في هذه الحالة هناك كثيرون من سيطمعون بالوقف مع المنتصر  الاكبر(سائرون و  مقتدى ) .
    و  اذا تحالف الفتح 48 و دولة القانون 17 و ربما الوطني الكردستاني 16 نائب و كتل صغيرة معهم لا تزيد على 10 نواب ، سيجمعون ما هو اقرب الى 91 صوتا و هي قوة معارضة لا باس بها  .
    ان الديمقراطي الكردستاني سيتحالف مع سائرون ليضمن ترئسه للاقليم و سيضطر التحالف الوطني الكردستاني للتحالف مع سائرون ايضا  ليضمن اقلها منصب رئيس جمهورية العراق .
    و امام العبادي خيار اخر،  سيقربه  اكثر من مواقفه التي اعلنها يوم تنصيبه رئيسا للوزراء سنة 2014 . اي ضد المحاصصة و مع محاربة الفساد و مع مواقفه الشجاعة في حربه ضد الارهاب الدواعشي  و مع مواقفه التي اعلن عنها مرارا و تكرارا ، اي وقوف العراق على الحياد في المنطقة و في العالم .
    و قد تضع  ايران هذ الخيار او الاحتمال امام السيد العبادي   او قد تمليه ايران  على العبادي  بحجة الحفاظ على علاقاتها مع العراق ( الجار )
    عندها يتمكن العبادي من جمع النصر42 و الفتح 48 و دولة القانون 17 و الوطنية 12 و اراده 2  سيجمعون 121 صوتا و مع  كتل صغيرة اخرى من الاقليات  قد يحصلون على عدد سيزيد على تحالف سائرون (  بدون قائمة النصر) و الذي يتكون من ( 97 صوتا  ) فقط  .
    و هذه هي محاصصة اخرى و ربما تحالف طائفي ستضطر كل القوائم بالسير معه بحجة تلافي الغراغ الدستوري .
    انا اليوم ابقي على تسائلات مهمه للمستقبل و اضعها امام اليسار العراقي و امام العبادي  كما يلي "- .
    1- هل سيخضع العبادي لاغراءات مقتدى  ليحتفظ بمنصب رئيس الوزراء ؟
    2- هل سيفي مقتدى بوعده و لا يتدخل في شؤون تحالف سائرون و لن يقاطعه و يسحب نوابه و وزراءه  كما كان يفعل دائما  ؟
    3- هل سيتنازل تحالف السنة عن رغبتهم في رئاسة جمهورية العراق هذه المرة كذلك ؟
    4- هل سيقبل الوطمي الكردستاني بمنصب رئيس مجلس النواب  بدل رئاسة الجمهورية ؟
    5- هل سينزل المالكي عن بغلته و يدفع بوزير الصناعة وكالة السيد محمد شياع السوداني للحصول على منصب قيادي في حكومة العبادي ؟
    6- هل  سينقلب الحكيم ليتحد مع الاكثرية اي مع العبادي  اذا لم يتحد العبادي مع سائرون ؟
    7- ام سيتحد الكرد للابقاء على بيضة القبان  في المحاصصة الجديدة .
    8 - اين و مع  اي من  الاحتمالان ستقف الكتل الكردستانية الاخرى ؟
    9- ماذا سيكون الموقف لكلا الاحتمالين  من المفوضية و فشلها في ادارة الانتخابات ؟
    10- هل سيصدر مجلس النواب الجديد قانون جديد للانتخابت و يحيل قضية ادارة الانتخابات الى وزارة العدل و منظمات المجتمع المدني ؟ ام ستعود حليمه لعاداتها القديمة ؟

    عبد الصاحب الناصر
    21/05/2018
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media