و هذه المحاصصة التي جائت بغطاء امريكي واضح و مكشوف هدفها الاساسي ان لا يفوز العامري و الخزعلى و ربما و المالكي كما فاز حزب الله في لبنان مؤخرا . في وقت بدعة جديدة كما سماها الرئيس ترامب ب " تسوية القرن ": و تلقفها و نشرها مشجعا كل الاعلام الامريكي متناسيا كل خلافاتهم و انتقاداتهم له حد تسميته " بالرئيس الكاذب" . الخطة التي اعدها الاسرائيليون و السعوديون و باركها كل من هم تحت تاثير اللوبي الصهيوني متناسين الحملة الهمجية الارهاية على الشعب الفلسطيني .
فتغير الجو الاعلامي العام في العراق و في العالم "بقدرة قادر" و اصبح الكل راض و ناصح و مشجع لنتائج الانتخابات في العراق تلك التي اعترض على نتائجها طرفي الساحة العراقية من الدكتور علاوي و المالكي و العبادي . بدئت بتنحية او خسارة قادة قدماء كالمالكي و علاوي و النجيفي و اخذت وسائل الاعلام باكثريتها تدعوا و تشج على قبول النتائج .
فمن المتوقع بعد لقاء العبادي و الصدر ان تتشكل حكومة محاصصة من "نوعع خاص" هذه المرة سموها ( ابويه ) من تحالف سائرون 54 و النصر 42 و تحالف كردي ، مثلا الديمقراطي الكردستاني 24 ، وسارع لينضم اليها الحكيم 19 صوتا ليصل المجموع ع139 نائب .
اذا ، القرار هو ان لا يفوز العامري و الخزعلى "قادة الحشد الشعبي" ذلك لاضعاف و لغلق اي امل في تقوية جبهة المعارضة للكيان الصهيوني في وقت الرئيس ترامب و جرالد كوشنر زوج ابنته ايفانكا التي افتتحت نقل السفارة الى القدس الشريف مع ابطال اللوبي الصهيوني في امريكا .
هبطت مع مياه الامطار الباردة في العراق . هبطت ( امس ) موجة اعلامية باردة شملت اكثر وسائل الاعلام العراقي التي بدلت اراءها و اخذت تطالب بقبول نتائج الانتخابات بعد ان كانت تدق كل الطبول تنتقدها . لكن هذا الاتفاق سيولد عليلا و مقبورا منذ ايامه الاولى ، صحيح ان السيد مقتدى وافق بان يتراس العبادي مجلس الوزراء لكن الى متى ! فكلنا نعرف عن نرجسية مقتدى و تقلباته و نتذكر كم مرة سحب نوابه و وزرائه ، مرات و مرات منذ ولايات الجعفري ثم المالكي و حتى العبادي ، و سيتمرد على مطالب اليسار العراقي و يخل باي اتفاق بينهم إن كان قد حصل اي اتفاق ما مكتوب في السابق .
كما لاحظنا اصرار و تعنت المفوضية على طول الخط . لكننا لا نعرف مصدر و سبب شجاعتها المفاجئة . انتقد المفوضية و نتائج الانتخابات و لحد يوم الامس اكثر الشعب و الكتل السياسية العراقية و الاعلام العراقي و بضمنهم شبكة الاعلام العراقية . نراهعم اليوم ناصحون و قابلون بنتائج الانتخابات ( كيف و لماذا ؟). يتسائل المتحالفون مع الصدر بهمس ، الى متى سيبقى الصدر متحالفا مع اليسار العراقي .وهو الذي لم يساند حتى نوابه و مشجعيه يوم هجموا و احتلوا مجلس النواب العراقي فتركهم يجرون اذيالهم لوحدهم في بناية المجلس في وسط المنطقة الخضراء. .
سينتقل العراق الى صفوف مجلس التعاون الخليجي لمساندة الحل الامريكي لفلسطين كما يراه جراد كوشنر و سوف يبدء الاعلام العراقي تريجيا بالعداء لايران و ستظهر او تنبش عداءات سابقة بين البلدين لتوسع الخلافات .
على حيدر العبادي ان يزن موقفه و سمعته و جهده و علمه (الف مرة ) اذا وافق على الوقوف ضد ايران و عليه ان يدرس دراسة مستفيضة ما هي الفائدة المتوخاة من انحيازه ضد ايران ، ثم عليه ان يعرف انه سيقف على الضد من الحشد الشعبي و جماهيره و ضد اكثرية الشعب العراقي ، انها مساومة إن اتخذها سيخسر الرجل كل شعبيته و الاعمال الصالحة التي ايدناه عليها و هي محاربة الارهاب و تحرير ثلث مساحة العراق و موقفه من الفساد الاداري و المحاصصة . نحن لسنا مغرمون بايران و نظامها السياسي فهذا شأنها ، لكننا لا نود معاداتها او التعاون مع اسرائيل ومع امريكا ضدها . لان علاقة الشعب العراقي و الايراني تمتد لالاف السنين .
كما سنتعرف على "خطىء" ربما كان كلنا يؤمن به، وهي حيادية العراق و سلامة علاقاته مع كل بلدان الجوار . فمثلث المقاومة لاسرائيل الذي يتكون من حزب الله و سوريه و ايران ستخسر قيادات الحشد الشعبي العراقي و ستخسر ايران و سيبقى حزب الله و ما سيتبقى من سوريه لوحدهم فقط لتنفرد بهم امريكا و السعودية و اسرائيل .
اتصور و ربما اكون على خطىء ان تحالف المحاصصه القادم سيتكون من سائرون 54 نائب ، النصر 42 نائب الحكمة 19 نائب و معهم احد التحالفات الكردية ، على الارجح الديمقراطي الكردستاني 24 نائبا سيكونون مجموع 139 صوتا نيابيا سيحتاجون الى 26 صوتا للحصول على الاكثرية النيابية ( 165 من 329) و في هذه الحالة هناك كثيرون من سيطمعون بالوقف مع المنتصر الاكبر(سائرون و مقتدى ) .
و اذا تحالف الفتح 48 و دولة القانون 17 و ربما الوطني الكردستاني 16 نائب و كتل صغيرة معهم لا تزيد على 10 نواب ، سيجمعون ما هو اقرب الى 91 صوتا و هي قوة معارضة لا باس بها .
ان الديمقراطي الكردستاني سيتحالف مع سائرون ليضمن ترئسه للاقليم و سيضطر التحالف الوطني الكردستاني للتحالف مع سائرون ايضا ليضمن اقلها منصب رئيس جمهورية العراق .
و امام العبادي خيار اخر، سيقربه اكثر من مواقفه التي اعلنها يوم تنصيبه رئيسا للوزراء سنة 2014 . اي ضد المحاصصة و مع محاربة الفساد و مع مواقفه الشجاعة في حربه ضد الارهاب الدواعشي و مع مواقفه التي اعلن عنها مرارا و تكرارا ، اي وقوف العراق على الحياد في المنطقة و في العالم .
و قد تضع ايران هذ الخيار او الاحتمال امام السيد العبادي او قد تمليه ايران على العبادي بحجة الحفاظ على علاقاتها مع العراق ( الجار )
عندها يتمكن العبادي من جمع النصر42 و الفتح 48 و دولة القانون 17 و الوطنية 12 و اراده 2 سيجمعون 121 صوتا و مع كتل صغيرة اخرى من الاقليات قد يحصلون على عدد سيزيد على تحالف سائرون ( بدون قائمة النصر) و الذي يتكون من ( 97 صوتا ) فقط .
و هذه هي محاصصة اخرى و ربما تحالف طائفي ستضطر كل القوائم بالسير معه بحجة تلافي الغراغ الدستوري .
انا اليوم ابقي على تسائلات مهمه للمستقبل و اضعها امام اليسار العراقي و امام العبادي كما يلي "- .
1- هل سيخضع العبادي لاغراءات مقتدى ليحتفظ بمنصب رئيس الوزراء ؟
2- هل سيفي مقتدى بوعده و لا يتدخل في شؤون تحالف سائرون و لن يقاطعه و يسحب نوابه و وزراءه كما كان يفعل دائما ؟
3- هل سيتنازل تحالف السنة عن رغبتهم في رئاسة جمهورية العراق هذه المرة كذلك ؟
4- هل سيقبل الوطمي الكردستاني بمنصب رئيس مجلس النواب بدل رئاسة الجمهورية ؟
5- هل سينزل المالكي عن بغلته و يدفع بوزير الصناعة وكالة السيد محمد شياع السوداني للحصول على منصب قيادي في حكومة العبادي ؟
6- هل سينقلب الحكيم ليتحد مع الاكثرية اي مع العبادي اذا لم يتحد العبادي مع سائرون ؟
7- ام سيتحد الكرد للابقاء على بيضة القبان في المحاصصة الجديدة .
8 - اين و مع اي من الاحتمالان ستقف الكتل الكردستانية الاخرى ؟
9- ماذا سيكون الموقف لكلا الاحتمالين من المفوضية و فشلها في ادارة الانتخابات ؟
10- هل سيصدر مجلس النواب الجديد قانون جديد للانتخابت و يحيل قضية ادارة الانتخابات الى وزارة العدل و منظمات المجتمع المدني ؟ ام ستعود حليمه لعاداتها القديمة ؟
عبد الصاحب الناصر
21/05/2018