مرة قال سارتر ، وهو بصدد الحديث عن الطبيعة البشرية ، أنها مثل القطار ، لا يمكن أن يأت دائماً بوقته ، فكثير ، ما يحدث أن يخلفها للظروف كثيرة . ولعل هذا أيضاً ينطبق على الانتخابات فهي ، لا يمكن للمرء أن يتوقع منها تأتي بالأفضل والمعول عليه والتي يستحقها ، فقد تضرب في كل التوقعات بعرض الحائط ، مثل القطار الذي يحدث له حادث في مكان ولا يأتِ للمكان الذي ينتظر فيه . فالناس لها أستجابات مختلفة ، بحسب التربية ، والمكانة ، والمزاج وغيرها من من المواقف . ولكن يحدث ، أن يتوقع المرء استجابة شاملة وكلية ، تعم ، كل تلك الأمزجة والأختلافات ، في حادث ما كأن يكون نصر كبير على عدو غاشم ، أو سقوط دكتاتور كريه لكل البلد ، ففي هذا الظرف ، حينما لا يحدث هذا ، الذي يتوقع ، من قبل الكثير ، حينئذ ، على المرء أن يبدأ بمراجعة أحكامه وتقيماته . فما جاء في الانتخابات ، لم يكن متوقعاً ، دعت الواحد يضرب أخماس في أسداس ، ويذهب في تحليل قد يكون بعيد ، وأبعد مما قد تؤول أليه الأمور . ولذا سنذهب مع أبعد الافتراضات ، بحساب ما نتخيله ، هو المقصود ، من الفوز المباغت للصدر . المهم ...
(١) العبرة هي في الانتخاب وليس بنتائجها ، في الممارسة وليس في النتيجة ، لأن النتيجة ، هو المجهول الذي يولد في رحم الانتخاب ، ولكن على النتيجة أن لا تكون بعكس منطوق الانتخاب ، أي في منع استمرارية العملية الانتخابية ، في بعض الحالات ، يولد من الانتخاب ، ما يلغي العملية برمتها . وإذا كان القلق على الانتخاب هو ما يولد الخوف من بعض نتائج الانتخاب ، لأن لا يوجد ضمان ، في بعض البلدان ، التي ليس له تاريخ عريقة في هذا التقليد ، بأن تنقلب نتائج الانتخاب على عملية الانتخاب وتلغيه . فأذن ، هنا القلق مشروع. . ولعل وأجمل في الانتخاب أنها في بعض الأحيان تأتي ما لم يكن في الحسبان ، ولكن شريط أن يولد ، بنهاية ، هذا الغير متوقع ،، بصورة طبيعية وشرعية ، وعن مخاض حقيقي ، وليس نتيجة تلاعب ، يفسد العملية العفوية . وبما أن لا شيء يولد من لا شيء ، فلا يمكن، للغريب ، والمجهول ، ولا متوقع أن يأتي للوجود ، إذا لم يكن بعملية قيصرية ! فكل الأشياء تولد من أشياء ومن مقدمات ، وإذا جاء الشيء من لا شيء وبلا مقدمات ، فهذا هو ما يستحق الجهد لمعرفته وكشف سره !
(٢) فكيف يأتي للصدر أن يكون في الصدرة وليس هو متضمن في المقدمة ؟ فما دام لا شيء يولد من لشيء ، فكيف يصبح لا شيء شيء ؟ غير أن الصدر ليس لا شيء ، فهو بحكم الواقع شيء ، وبما أنه شيء ، فقد يتولد عنه شيء ! بيد أنه كان شيء في كل ، والكل سابق على الجزء ، فكيف حل الجزء محل الكل ؟
(٣) الكل الذي نعنيهم هنا ، والذين ، لهم الأسبقية على ، ما دعونا الجزء هم ، العبادي ، والمالكي ، والعامري ، والحكيم ، فكيف ، تسنى ، للصدر أن يحل محلهم ، فهؤلاء ، لهم أسبقية على ، من ناحية الفعالية ، وبالأعمال ، وليس أسبقية منطقية ، وما نقصده في الفعالية ، هو أن العبادي بطل العراق بلا منازع ، بما قام به خلال ولايته ، من تحرير العراق من دنس داعش ، التي كان يتوقع لها الوجود لثلاثين عام عجاف . فرغم ، ما رافق ولأيته العبادي من تشنجات ، فالرجل ، أثبت أنه مارد عملاق ، ويستحق عن جدارة فترة حكم ثانية ، فقد أخرج العراق من ظلام دامس . هذا هو العبادي ، الذي هو الكل في تلك الفترة ، وأليه تعود بقية الأجزاء . أما العامري الذي هو أيضاً يمثل كل ، لكونه ، يمثل الأرادة المقاتله ، ولأنه قلب العراق الجسور ، ومن يقول لا الميتافيزقية ، التي تحدث عنها كامو في كتاب الانسان المتمرد ، فهو ما لا يمكن لجزء أن يسبقه ويتجاوز عليه ، لأنه الكل التي تذوب فيه الأجزاء ، فقد مثل الشعب الرافض لغزو داعش ، فهو أرادة الشعب التي عبرت عن نفسها فيه ، وليس خارجه . أما المالكي ، كان آله أفلاطون ، دموجون ، الذي ، خلق من الفوضى نظام ، وجعل لدولة وجود وكيان . ولكن الجزء والذي هو الصدر ، فهو ، كان دائما عرقوب أخيل الذي يسدد منه باريس لنقطة ضعف آخيل ، فالصدر ، كانت نقطة ضعف العراق ، والذي ، يمكن أن يصاب منه العراق مقتلن ، كيف يمكن له أن يكون في المقدمة ، فالعقل مطالب أن يجد له تفسير له لكونه ضد العملية المنطقية كلها . فكيف لحارس الجوامع ، في وقت أشتداد الحرب والصدام المسلح مع داعش ، والذي كان يقول أني لن أقاتل داعش حتى لا تكون فتنه ، وأنا ذاهب لسامراء لحرس جوامعها ، فكيف لهذا الذي يلوذ في الجدران ، أن يكون وقت يوم الجزاء في المقدمة فذلك ما يدعنا نصرخ مع هملت أن ثمة فساد وخيانة في الدنمارك .
(٤) فأي فساد نعنيه هنا فساد في الطبيعة البشرية ، أما في فساد في الواقع السياسي ، ولكن من نقدم على من ، فهما معاً لا يكونا منفصلين ، وإذا هما هكذا ، فأي الاثنين ، هما ، أحداهما نتاج الآخر ؟ وعلينا هنا أن لا نرجع ، لا للماركسية ولا غيرها في تقديم جواب عن من يفسد من ، لأن هذا سيعقد ، المسألة ، ونتهم بالقدم ، فنحن في اخلاق القرن الحادي والعشرين ، الذي لا يقبل التفسير بنظريات القديمة . فنحن في عصر الفوضى الخلاقة . والتي ، يولد فيها شيء من لا شيء . فيكون ، علينا ، من ثم ، أن نقبل بنتيجة الانتخابات ، ولا نبكي على حليب مسكوب . ففي هذا الحال ، يصح القول ، أن الشاطر من يضع في سلته عنب . وليكن الأمر هكذا ، في عهد الأخلاق العالمية الجديدة ، بعدما أنتهت أخلاق الواجب أولأ . فالننظر في كيف ، أصبح الصدر في المقدمة ، بدل البكاء والنواح ، على الحليب المسكوب ، والطبيعة البشرية ، اللذان لا يفسران ما حصل وما قد يحصل للاحقاً . ولينصِّب الجهد على معرفة ، كيف تسنى للصدر أن يقفز المرتب الأولى أهو جهد ذاتي خالص ، أم ثمة دفعه خلفية ، وراء هذا الصعود الغير المتوقع ؟
(٥) لا يعنينى كثيراً التزوير هنا ، فهو جزء من العملية ، سوى على نطاق واسع أوضيق ، فالكل يعترف به ، بيد أن لا أحد يعيره أهمية ، لأن لا حد يمكن أن يتحاشاه ، ومن ناحيه ، يمثل عزاء ، ومواساة ، وتبرير لهزيمة . فهو مفيد من نواحي كثيرة ، فقط يحالف أي واحد للضرورات أنتخابية ، لذلك يقبل به ضمناً ، ولا يجئر منه ، إلا وقت أن يحدث له في الانتخاب ، ولكن قبل ذلك الكل يسلم في نزاهة المفوضية . وعليه ، التزوير ، يبدو محتوم لسبب واحد ، لكون مفوضية الانتخابات مستقلته ! لأن في كل هذا الكون لا يوجد شيء مستقل ، فكل الأشياء هي علاقة أو داخل في علاقة ، وحتى الله المتعالي له علاقة بالعالم ، فهو لم يكن موجود أو معروف قبل أن يدخل في علاقة مع الكون ، فقط موجود ضمناً ، قبل خلق الكون ، وليس فعلاً إذا استخدمنا تعبير أرسطو . فمع من تكون علاقة مفوضية ؟ بالطبع أنها ليس مع الصين أو روسيا ، ولا أيران ، ولكنها على الأرجح مع أمريكا والسعودية ، لأن أمريكا هي صاحبة الديمقراطية في العراق ، والسعودية ، تدفع ، وأمريكا تفعل كل شيء لمن يدفع ، فالموفوضية تستمدة سلطتها منها وليس تابع الامم المتحدة ، كما تحاول أن توحي بذلك . فأذن ، الانتخابات محسومة سلفاً . وشيء طبيعي أن تأخذ في الحسبان ميزان القوى المهيمنة في فترة ما ببلد ، وتضع القوة المهيمنة على الحافة ، أعني ، في عوز شديد للآخرين ، حتى تبعد أي شبهة عنها في الانحياز وعدم الاستقلال . وإذا هذا هو واقع الانتخابات في العراق ، فعلينا أن نظر في الناحية الآخر من عملية التزوير أو ما نسميه تزوير .
(٦) إذا سلمنا بأن التزوير في الانتخابات شيء طبيعي ومقبول وهو جزء من العملية الانتخابية ، ولا أحد يعترض عليه ، الا حينما يكون هو الضحية في هذه الفترة . فقد آن الآوان أن نظر في القصد من التزوير . أو صعود نسبة كتلة أكثر من حدها المقرر في فترة ما ، بحسب الجو الداخلي والخارجي ، ونحن لا نستطيع نوضح هذه النقطة ، بدون الرجوع بتاريخ الديمقراطية في العراق بعد سقوط النظام البعثي . فالديمقراطية في العراق ، كما يعرف هي هبة أمريكية للعراق ، كان القصد منها ، كما قيل ، الحل لمشكلة الحكم الدكتاتوري ، والذي تحتكره فئة واحدة هم سنة العراق ، الذين لا يمثلون سوى أقلية متسلطة . ولكن هبة الديمقراطية جاءت تماماً في غير آوانها ، فلا عيب في الديمقراطية بحد ذاتها ، ولكن في آوان منحها ، وبغض النظر عن نوايا هذا التسليم ، ولنفرض مؤقتاً على الأقل بحسنة نيتها . فآوان التسليم ، هو من يلقي ظلال من الشك على حسن النوايا أو سوء القصد . وهذا النقطة ، واعني بها آوان التسليم ، هي من أوضح سقراط حكمتها أو مجانبتها للصواب ، فهو في أحد محاوراته ، تسأله ، هل من الحكمة ، إذا شخص ما أمننا سلاح ، ثم هذا الشخص جن وأصابه السعار أن نرجع سلاحه له ، أو ننتظر أن يعاد له العقل وتهدئ سورة جنونه ، حتى نعيد له سلاح أو نمتنع نهائياً عن أرجاعه ؟ وأمريكا وهبتنا الديمقراطية في لحظة جنون العراق وسعاره ، والكل يعرف ما رافق هذه من ثمن باهظ . وعليه ، وبرغم ما ، يقال ، بأن ، تعلم الحرية ، بلا شك يحتاج لثمن ، لأنها لا تمنح مجاناً، وكذلك ، صرح هيجل ، بأن لكي تتعلم السباحه ، عليك أن تغامر في النزول للنهر والخوض في المياه لتتعلم السباحه ، أذن لنقل كل الضحايا التي قدمت على مذبح الديمقراطية هي الثمن لهذا التعلم والحق في حيازتها ، وهذا حق ومقبول ، لأن لا أحد يمكن أن يتعلم شيء بدون أن يدفع ثمن أو يبذل جهد . بيد أمر ما في الأشياء هو أن بعد ما تدفع الثمن وتبذل الجهد لا تنال شىء ، ولا تحصل على ما دفعت ثمنه ، أو يسلب منك ، كيف هذا !
(٧) فما يبد لنا الآن ، أن آوان الديمقراطية آن لسحبها ، فأمريكا منت بهبتها ، لكون العراقيين قد يتعلمون ، فن الديمقراطية ، إذا استمروا في مممارستها لدورات عديدة ، وهذا يبدو مثل بناء مفاعل نووي يجب أن لا يوجد ولا يكون ، فهو يهدد بنتاج قنابل ذرية لا تبق ولا تذر وسوف يفسد كل دول الجوار . فلا أمريكا ولا أسرائيل يقبلا في انتشار السلاح النووي في المنطقة ، وقطعاً أن الديمقراطية ، حينما يتعلمها بلد لهي أخطر من النووي ، فكل الدول التي تحكمها الديمقراطية أنتجت سلاح نووي ، ولهذا أيران تحارب لأنها تعلمت الديمقراطية ومن ثم تطمع الانتاج سلاح نووي . فأمريكا والسعودية يريدا سحب الديمقراطية ، خوفاً من هذ المسقبل ، الذي بات قريب ، بأن العراقيين قد يتعلموا فن الديمقراطية ، ولذا ، يبدو زودوا نسبة الصدر ، فالقصد ، من فوز الصدر هو سحب الديمقراطية ، لأن في البلد الديمقراطي لا يمكن الحد من العلاقة مع ايران . فلا ديمقراطية بدون علاقة مع أيران ، لأن هذا حجر حرية العلاقة مع دول الجوار ، وصايا على بلد حر ، فالسعودية تستطيع ، أن تمتنع عن أقامت علاقة جيد مع دول الجوار لأنه ليس فيها حكم ديمقراطي . فالصدر ، يبدو سيكون محمد مرسي العراق ، سوف يعمل اعادة الديمقراطية للأمريكا الذي تنظر منه ذلك ، وسوف تساعد بذلك . فالديمقراطية ، كانت منحه مؤقته ، القصد منها تسهيل عمل الفوضى الخلاقة . وسيكون خطأ فادح أستمرارها ، وأن أن دفع ثمنها باهظاً . أذن
(٨) فما دام العراق لا يحتاج الكثير من العناء في هذا الوقت للغاء الديمقراطية ، فهي بنظر فريق كبير من العراقيين ، لم تحل أي أشكال بل زادت الأمور تعقيداً ، فالعراقيين لا زالوا مهيئين سيكلولوجياً لهذه الفعل ، لذلك ، لا يصعب تخيل الديمقراطية أول ضحايا هذا الانتصار الذي حققه الصدر ، فهم لا احد منهم متمسك بها ، وأستمرار ممارستها ، لحد الآن ، لكونهم واقعين تحت ضغوطات خارجية بممارسة الديمقراطية ، لكي يسهل تنفيذ أجند تلك الدول . فالصدر مثلاً ، وحسب ما سمعنا يرفض تشكيل حكومة مع بعض الأطراف ، الفتح ، النصر ، دولة القانون ، ما عدئ الحكيم ، وعلاوي والبرزاني ، والشيوعيين ، وهؤلاء كلهم سيكونون مسرورين بهذا الإنجاز التاريخي ، أي نهاية الديمقراطية ، فالشيوعيون ، مثلاً ، يحبون حاكم مثل ستالين ، والصدر خير يصلح لهذا المقام ، أذان ، بعد نهاية داعش لا وجود الديمقراطية ، فقط ، لو تشكلت الحكومة وفقاً لهذه النظرة سيكون ذلك هو ما ينتظره العراق ، بعد نهاية داعش ، فالسعودية لديها حروب كثيرة وعلى العراقيين أن يكون وقودها من جديد . وما نقول هنا ليس خيال علمي ، وإنما قراء لما بين السطور . فالصدر ، مستعد لخلع العمامة ورتداء الخاكي والبيرة العسكرية ليهتف له الصوبين بروح بالدم نفديك يامحطم الديمقراطية . هذا السيناريو ، هو ما سينفذه علاوي لو شكلت الحكومة في أستبعاد ، الفتح ، والنصر ، ودولة القانون ، لأنه سيكون وزير حرب الصدر ، والبرزاني وزير داخليته ، وسيشنق المالكي في ساحة التحرير ، أرضاء لساهر عريبي ، والعامري فداء لقاسم مهدي ، وسيرحل السستاني للجزر القمر ، ولا شيعه بعد اليوم ، والله واكبر ، وليخسئ الحشد الشعبي . وسيقف الشيوعيون ، من جديد أمام باب السفرة الامريكي الامبريالية طلباً للجوء السياسي ، بعد أنتهاء شهر العسل مع الصدر ، هذه هي الحكومة الأبوية المقبلة (الأب القائد) ، مع أعلن أمريكا سحب الديمقراطية من العراق نتيجة أنتهاء صلاحيتها بزوال داعش ، ومبروك للعراق هذا النصر المؤزر .
(٨) ما هو التشاؤم ، هو حالة مرضية غالباً ، يرى الجانب المظلم فقط ، والغير معقول على أنه واقع وحقيقة ، ولكن هذا لن يكون تشاؤم ، إذا هذا الجانب المظلم ، ولا معقول أصبح واقع وحقيقة ، وإنما سيحسب تنبأ وحدس صحيح ، فهو تشاؤم لأنه لم يتحقق بعد ، فما أن يحدث ، حتى ، عندئذ ينقلب إلى استبصار ، فقط لأن ما تزال هناك مسافة ومده ، مكان وزمان ، تفصل بينه وبين تحققه ، وإذا كذبت الأحداث والايام مثل تلك الرؤيا ، فهي حينئذ ، أما خوف مرضي ، خطئ في المماثلة مع حالات سابقة ، ونحن نتمنى أن تكون حالتنا واحدة من هذين ، ولا تكون ، حدس صائب وتنبأ صحيح . فليس تلبد السمااء بالغيوم دليل على قدوم المطر والعاصفة في كل الأحوال . ففي هذا الأختمار ، وضع العراق الحالي ، وموقف أمريكا المتقلب ، كل شيء جائز وممكن ، فنحن ، لا نظن أن التيار العريض في كتلة سائرون من الجماهير الشعبية والمسحوقة ، تستطيع أن تشكم تصرفات الصدر الغير محسوبة ، بل قد تكون عون له ، فهي تسيرها الأهواء والنزوات .
(٩) أن هذا الكارثة ليس محتومة ، إذا تتدارك عقلاء الشيعة ( أشك بوجودهم ) ما يحيق في العملية ، ومحاولة أوجاع عجلاتها للوراء ، وشكلوا حكومة ئتلافية بما فيهم كتلة سائرون ، ولا تترك التيار بيد علاوي والبرزاني ، فأنهما سيعاودان فتح قصر النهاية من جديد . فالخدعة واضحة، فرفع التيار الصدري الشيوعيون فوق آسنة الرماح ، هي خدع معاوية المعروفة ، ونشوة الشيوعيين قصيرة العمر دائماً ، مثل نشوتهم في التحالف البعثي ، بالجبهة الوطني ، وأعتقدهم ، سيحولون البعثين إلى مناضلين وطنياً . فالديمقراطية بات حق لا منزع فيه للعراقيين ، وهم عمدو ثمنها بالدم والتضحيات الغالية . وليس من حق أمريكا المطالبة بها ، فهي تسلمت مادة فجة وخام ، وهي على أعتاب أن تصبح تمثال رائع على وشك الاكتمال ، فيجب أن لا يباع للوهابية بثمن بخس من قبل للصوص الديمقراطية .
هاني الحطاب