مثل ما رحنه جينه!!!
    الجمعة 15 يونيو / حزيران 2018 - 19:05
    حسن حاتم المذكور
    1 ــ لا جديد على ارض العراق ولا تحت سماءه, سوى نظام سيء يستورثنا من سيء آخر, في عتمة تاريخ تُنقبنا حتى لا نرى انفسنا, على مرآة نكبتنا, كل شيء كان مآساة والقادم ماض وحشي يدور حولنا, الوجوه ومشين الأفعال ذاتها, التصريحات طال لسانها, لصوص العملية السياسية, عادوا, ليخصخصوا الوطن بمسروق ثرواته, كمن يُطعم الجائع من لحمه, نحن نتغرغر هزائمنا وانكساراتنا حول صناديق الأقتراع ننتظر اكمال طبخة (حصوة) العملية الأنتخابية, لنتذوق حصرم ديمقراطيتها وقشور التزوير معها.

    2 ـــ داعش لم يدخل المحافظات الغربية, بل ادخلوه, ولم يخرجوه, بل اختفى تحت جلد الوطن, ليدخل ثانية, ويخرجوه ثانية, قبل الأنتخابات القادمة, لعبة تزوير اغبى من اغبيائها, فاز فيها (السائرون والفاتحون والمنتصرون واطراف اخرى, لحكومة ستفتح ابواب سريرها للتوافق الأمريكي الأيراني, ولحظات شيطانية لزناة الجوار, يتلفت المواطن في غربته داخل وطنه وروحه, الى تاريخه الزاخر بالمثقفين والسياسيين والأعلاميين والفنانين الوطنيين, فلم يرى غير نفسه وحيدأ, وقد اختلطت المباديء بالأحباط, وارتفعت اشرعة  التزوير, وجرت رياح الديمقراطبة بما تشتهي سفن الفساد والأرهاب.

    3 ـــ التزوير وصفقات الأرشاء, وجهان لعملة العملية الأنتخابية "للعراق الديمقراطي!!", في الأنتخابات الأخيرة, جرت الأحداث على المكشوف, فكان التزوير في المحافظات الشمالية والغربية اشبه بعملية سطو نُقلت احداثها على العلن مباشرة, في الجنوب والوسط, كان التزوير اكثر شمولية وشطارة, فاضافة الى جمهور العوائل وقواعد الأحزاب و"حبربشية" العشائر والمنتفعين في مؤسسات الدولة, وضعوا شروطاً صارمة  للراغب في التوظيف والعمل من داخل خيمة الأيمان بآلهة الأرض, عليه الحضور الملزم في مجالس الحسينيات, والمشاركة المشروطة في صلاة الجمعة, مطيعاً يقبّل ايادي واقدام واطارات عربات سماحة الأب القائد للحزب والأئتلاف والتيار والفيلق والسرايا, وحتى يكسب ثقة (الجماعة) امام صناديق الأقتراع, عليه ان (يخلع عزة نفسه, وينسلخ عن ادميته تماماً), وتلك ابشع حالات التزوير المغموس بالأذلال.

    4 ــ المقاطعة الشعبية واسعة النطاق, لا تسمح للمزورين الأدعاء, بانهم "منتخبين من الشعب!!" احزاب الأسلام السياسي كما الحزبين  الحاكمين في اربيل والسليمانية, شكلت الوجه المستعار للعملية السياسية, وكمن يحرق مزرعتة ليصطاد ارنباً فيها, تعاملوا مع العراق, ومن اجل سحت وضيع, باعوا وطناً, من نسيجه يرتدي التاريخ البشري عبائته. 

    5 ـــ "مثل ما رحنه جينه ودموعنه تگطر بدينه", الأب القائد لأئتلاف (سائرون) فجر بعض اسلحته, الثقيلة والمتوسطة والخفيفة تحت اقدام فقراء مدينة الثورة, التي استورثها من شقيقه الأخلاقي صدام ليعبث بأهلها, سلوك ارهابي ترك خلفه, العشرات من الضحايا, بين شهيد وجريح ومبتور الأطراف والأمعاء, و وجبات اضافية من الأرامل والأيتام ونازحين فوق اضلاع بيوتهم, وكأن شيء لم يكن, خطبة الجمعة ابتلعت لسانها, والتحالف الشيعي لم يعلن مسؤولية دواعشه عن المجزرة, كون مقتدى الصدر قدوته وشبل مرجعيته, وبرنامجه المستقبلي, صفحات تاريخه الدموي, تئن تحت ثقل الجرائم, على امتداد اكثر من خمسة عشر عاماً, حكومة "تي تي ... تي تي", ان لم تحترم نفسها عليها ان تحترم دماء العراقيين وارواحهم, المراجع ومهما كان حجمها ووفرة القابها, عليها الا تضغط اكثر على صبر العراقيين, ومهما طالت المعاناة, فوليدها سوف لن يسر احداً .

    6 ـــ في 10 / 06 / 2018 فجرت العملية الأنتخابية نفسها لتتستر على فضائح تزويرها, المزورون, وكمن يقول خذوني, رفضوا حق المغدورين في اعادة فرز لـ (5%) من صناديق المناطق المشكوك بنزاهتها, هددوا بالأنفلات الأمني والعواقب الوخيمة والحرب الأهلية, فقط لأن قبضة الحقائق اقتربت من عنق فضيحتهم, فكان التفجير الأخير, حلّهم الأمثل, اغلب الكتل السياسية, وجميع الكبيرة منها, تمارس اللصوصية والغدر والتزوير, ليس مع بعضها فحسب, بل ومع الدولة والمجتمع, والخيانة الوطنية نزهتها السياسية, المفوضية انبثقت توافقياً من صميم تلك الكتل الملوثة, ولا يمكن لها ان تكون الا فاسدة.

    16 / 06 / 2018
    Mathcor_h1@yahoo.de
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media